تتواصل عملية جمع الآلاف من أسماك المياه العذبة النافقة بسد "جرف التربة " ببشار، بمبادرة من الإطارات التقنية وعمال الوكالة الوطنية للسدود والتحويلات. حسبما أفاد به مسؤولو ذات الهيئة. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية أمس الخميس عن التقني بالوكالة الوطنية للسدود عبد الرحمن برباوي قوله " نواصل منذ أربعة أيام جمع الآلاف من أسماك المياه العذبة النافقة بفعل انحسار محسوس في مياه هذا الحاجز المائي في ظروف صعبة تتميز بالحرارة الشديدة والروائح المنبعثة من الأسماك النافقة المستوطنة بهذه المنشأة المائية الكبرى" مع العلم إن هذه الأسماك النافقة من الحجم الكبير يتراوح وزنها ما بين 3 و8 كغ. وأضاف" أن أسباب هذه الكارثة الطبيعية تعود بالأساس إلى تراجع مستوى المياه المحجوزة بهذا السد والجفاف الذي يجتاح حاليا المنطقة". وأكد برباوي في ذات السياق إن إمكانيات بشرية ولوجيستية هامة قد سخرتها الوكالة لهذه العملية، معربا في ذات الوقت عن " أمله في مساهمة المواطنين والنسيج الجمعوي في عملية تطوعية لإنجاحها بشكل كامل". وبالمناسبة أفاد ذات الإطار التقني بالوكالة الوطنية للسدود والتحويلات أنه وللمرة الأولى تحصل هذه الظاهرة الطبيعية بهذا السد. وتمتد مساحة هذه المنشأة المائية الضخمة التي أنجزت في نهاية ستينيات القرن الماضي على 21.500 كلم مربع من بينها 94 كلم مربع تشكل بحيرتها، والتي تتغذى من فيضانات "وادي غير"، حيث تصل قدرات حجز المياه بذات السد إلى 365 مليون متر مكعب. كما يتضمن هذا الفضاء الطبيعي أيضا الذي يعد واحدا من السدود النادرة بجنوب البلاد مساحة تتجاوز 4.000 هكتار التي تنتشر بها أنواعا نباتية سيما منها "التماريكس" وأكثر من 43 صنفا من الطيور والحيوانات النادرة من بينها ابن آوى الذهبي والثعلب والفنك والسحلية الصحراوية والجربوع الصحراوي وغيرها بالإضافة إلى الثدييات البحرية مثل ثعالب الماء النادرة، والسلحفاة المائية. وتتمثل الطيور في هذا الموقع الرطب في عديد الأصناف المائية من بينها الفلامون الوردي وشيلدوك الشائع ومالك الحزين الرمادي وغيرها من الطيور المستوطنة بالمناطق القاحلة وشبه القاحلة.