شكل إعلان وسائل إعلام عبرية سحب ما تبقى من لواء غولاني من غزة صدمة كبيرة في الشارع الصهيوني، فإن لم يستطع جنود غولاني وحتى وحدة دوفدفان القضاء على حماس فمن سيقوم بذلك؟. ظل جيش الاحتلال يتباهى طيلة عقود بوحداته الخاصة وألويته التي تحمل أسماء غريبة، رغم أنها لم تخض حروبا حقيقية فالرعب الذي أرادوا غرسه في نفوس خصوهم لم يتعد أن يكون بروباغندا سوقتها وسائل الإعلام الصهيونية والغربية. فخيطت حولهم الأساطير أنهم لا يقهرون وأن معايير الالتحاق بصفوفهم هي الأصعب في العالم، فوحدة دوفدفان التي أسسها رئيس حكومة الاحتلال الأسبق ايهود باراك سنة 1987 والمتخصصة في القتال في الصفوف الأمامية تقصي من صفوفها أي جندي يصاب بجروح في التدريبات أو المعركة حتى ولو كانت جروحا بسيطة. ومنذ تأسيس هذه الوحدة قرابة 4 عقود من الزمن فقدت إلا 18 من عناصرها، ليأتي طوفان الأقصى ومقاتليه المرتدين النعال وأحيانا حفاة والألبسة الرياضية ليقضوا على 10 من منهم. الأقدار ساقت هذه الوحدة أمام حركة المقاومة فيقول المثل الفرنسي "الثأر طبق يؤكل بارد.."، ففضلا عن قتالها في الصفوف الأمامية، من بين مهام هذه الوحدة هي اختطاف قادة المقاومة واغتيالهم ونفذت الكثير منها عبر التاريخ، ليأتي الدور اليوم للقتال وجها لوجه، فظهر من الشجاع ومن الجبان الذي يجيد فقط الضرب في الظهر والخداع. وحدة دوفدفان ليست الوحيدة التي انكسرت شوكتها أمام مجاهدي المقاومة، فلواء غولاني الركيزة الأخرى لما يسمى "النخبة" فقد أكثر من ربع مقاتليه في غزة ما دفع الجيش الاحتلال لسحبه أمس، رسميا ليعيد تنظيم صفوفه، لكن الحقيقة فهمها الجميع.. المقاومة "ولعت" فيهم". كيف يمكن إقناع الشارع الصهيوني أن هدف القضاء على حماس يمكن تحقيقه في ظل عجز فوق النخبة من ذلك، هل جنود الاحتياط الذين كانوا يعملون في المطاعم وفي رياض الأطفال سيقومون بذلك؟ مستحيل.. العدالة الإلهية تدفع النتن ياهو كل يوم في جحر، فلا استطاع إرجاع الأسرى ولم يقض على حماس، وزاد صورة الصهاينة سوادا في العالم بفعل المجازر الرهيبة التي ارتكبها منذ السابع أكتوبر، يعني خسارة على طول الخط...