أسدى وزير التجارة وترقية الصادرات، الطيب زيتوني، اليوم الأربعاء بالجزائر العاصمة، تعليمات تقضي بتسريع الأشغال بمشروع قصر المعارض الجديد بالصنوبر البحري، قصد الانتهاء من شطره الأول أواخر ماي 2025. وخلال زيارة العمل والتفقد التي قادته إلى المشروع، وجه زيتوني مسؤولي شركة "باتيميتال" المكلفة بالإنجاز، بضرورة تدعيم الورشة بالإمكانيات البشرية والمادية اللازمة للرفع من وتيرة الإنجاز، حتى يتم الانتهاء من الشطر الأول، المتضمن إنجاز جناح جديد، في الموعد المحدد له، ليكون بذلك جاهزا لاستضافة الدورة الرابعة من معرض التجارة البينية الإفريقية المقررة في سبتمبر 2025. ولتحقيق هذا الهدف، دعا الوزير إلى إعداد تقارير دورية عن تقدم الأشغال، مع وضع برنامج عمل دقيق، لافتا إلى ضرورة تحمل كل من الشركة الجزائرية للمعارض والتصدير "سافكس" بصفتها صاحبة المشروع، وكذا "باتيميتال" ومكتب الدراسات، لمسؤولياتهم حيال المشروع. في سياق متصل، أكد زيتوني على ضرورة تجهيز المشروع بأحدث التقنيات، بما في ذلك أنظمة التحكم الذكية في المباني، بما يسمح برفع مستوى الخدمات المقدمة للزوار والمشاركين، وبالتالي جذب المزيد من الفعاليات والمعارض الدولية. كما أبرز أهمية جعل المشروع صديقا للبيئة وذلك من خلال اعتماد الطاقات الجديدة، واستخدام تقنيات إعادة تدوير المياه لري المساحات الخضراء في قصر المعارض. وفي تصريحات صحفية على هامش الزيارة، أكد زيتوني أهمية مشروع قصر المعارض الجديد، الذي وضع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون حجر أساسه نهاية 2022، حيث "سيصنف الجزائر الأولى إفريقيا من حيث قدرة استيعاب كبرى التظاهرات الدولية، مما يجعلها واجهة لجذب الاستثمارات الأجنبية، ليصبح قصر المعارض الجديد مركزا رئيسيا للتجارة والاستثمار". وبعد أن نوه بتوجيهات رئيس الجمهورية الرامية لتجسيد هذه الرؤية، لفت الوزير إلى أن المشروع "سيسمح بخلق بنية تحتية حديثة تتيح للجزائر استضافة أكبر المعارض والفعاليات التجارية في إفريقيا". في هذا الصدد، أبرز زيتوني أهمية احتضان الجزائر معرض التجارة البينية الإفريقية في دورته الرابعة، لافتا إلى الدورة الأخيرة المقامة في القاهرة 2023 توجت بتوقيع اتفاقات شراكة بقيمة تناهز 45 مليار دولار. هذا ويتربع مشروع قصر المعارض الجديد على مساحة 54 هكتارا، حيث يتوفر، فضلا عن أجنحة العرض، على العديد من المرافق والخدمات، على غرار قاعات للمؤتمرات، وكذا مطاعم ومواقف للسيارات. كما يتضمن المشروع إنجاز مبنى إداري وفنادق 4 نجوم، أربعة أبراج مكاتب بارتفاع 14 طابقا لكل منها، مركز تجاري، وحديقة تسلية. ويشمل الشطر الأول من المشروع، الذي تفقد الوزير سير الأشغال به اليوم الأربعاء، إنجاز قاعة العرض الأولى، منتدى (ساحة)، مجمع للمؤتمرات بسعة 500 مقعد، قاعة اجتماعات بسعة 200 مقعد، على مساحة إجمالية قدرها 45 ألف متر مربع. أما الشطرين الثاني والثالث لهذا المشروع، فسيشرع في إنجازهما نهاية 2025، وسيشملان تجديد الجناح المركزي القديم، الذي يتربع على مساحة 25 ألف متر مربع، وإنشاء قاعة العرض الثالثة على مساحة 30 ألف متر مربع، والتي ستخصص للمعرض الدائم للإنتاج الوطني، على أن يسلم كامل المشروع سنة 2027.