وسط قاعة مكتظة عن آخرها بالمساندين، بالمركب الأولمبي بوهران، ومزينة بصوره وبالرايات الوطنية، ومدوية بالهتافات والتصفيقات، ألقى، المترشح الحر، اليوم، عبد المجيد تبون، كلمة في إطار الحملة الانتخابية لرئاسيات السابع سبتمبر المقبل، واعدا بتجسيد التزاماته التي أطلقها في كل المجالات وأبرزها ما تعلق بالأمن الغذائي والدخل القومي والنقل والقدرة الشرائية والسكن والدعم الاجتماعي. بمجرد أن دخل المترشح القاعة، حتى انفجرت الحناجر بالهتافات ودوت بزغاريد النسوة، وتلتها شعارات الدعم المساندة "وان، تو، ثري، فيفا لالجيري" و"يحيا عمي تبون" وغيرها من العبارات. وتوافد مساندو تبون على الصرح الرياضي التحفة، ميلود هدفي، بالرغم من درجات حرارة عالية، وبينهم من جاء من بعيد. وتنوّع الجمهور بكل الفئات العمرية وشرائح المجتمع، وتوزع في القاعة، في المدرجات وأيضا في الأرضية، وشغلوا الكراسي وحملوا ولوحوا بالرايات وبصور المترشح، على وقع أغاني وموروث الغرب الجزائري الشهيرة والمعروفة في المخيال الجمعي الجزائري. وتزينت القاعة بصور المترشح وأيضا بشاشة عملاقة خلف المترشح، تنقل كل تفاصيل وجزئيات الحدث وتتابع من بعيد ومن قريب حركة القاعة، في سكناتها وفي تفاعلاتها مع تصريحات المترشح. ومن بين الحضور أيضا أعضاء الأسرة الثورية، ويتقدمهم المجاهد مصطفى بودينة، إلى جانب شخصيات من الأسرة الفنية، وبرز منهم مصطفى المعروف باسمه الفني "مصطفى غير هاك". وعود والتزامات واستهل تبون كلمته بالترحم على الرياضيين اللذان توفيا مؤخرا، لاعب كرة القدم بلكدروسي والملاكم سي موسى مصطفى، ثم تمنى وهو يشاهد الحضور بأن "لا يخون الأمانة"، مشيرا إلى "ضرورة مواصلة الانجازات بالشعب ومن أجل الشعب". وبالمصطلح الشهير "عمي تبون" استوقف الجمهور المترشح عدة مرات، وهو يرد بأنه يلتزم وينفذ ويحقق الأشياء الذي يطلبها الشعب، وخصوصا الشباب، الذين "التزمتُ بإيصالهم إلى المناصب السياسية" وفي حالة ما إذا حظيت بالتزكية، فإنني سأخلق طبقة سياسية جديدة من الشباب، لأن غالبيتهم نزهاء ولم تمسهم الرشوة". وأشار تبون، إلى إن "العديد من الشباب يعانون من البطالة والتزم الرجل بأن العهدة الآتية سيخلق خلالها 450 ألف منصب شغل، مع فتح المؤسسات الناشئة التي كانت 200 في 2019 واليوم صاروا 7 آلاف". وفي نفس السياق، ذكر تبون بأن "هناك 3800 مشروع استثماري مطروح، سيخلق نحو 300 ألف منصب شغل إضافي، مذكرا بإدماج 500 ألف شاب في مناصبهم خلال العهدة الأولى". وفي هذا الإطار، قال تبون بأنه "في انتظار القضاء على البطالة استحدثت منحة البطالة، التي سيتم رفعها في 2025 إلى 2 مليون سنتيم". واعترف تبون بأن "هذه المنحة لا تكفي من يتقاضاها، غير أن الجزائر أقرتها كي لا يتم التلاعب بالشباب، وهي الدولة الوحيدة التي استحدثتها بعد أوروبا الغربية ". وقال تبون، إنه استرجع 51 شركة من العصابة وبدأت تشتغل، بالإضافة إلى 150 شركة كانت متوقفة، واتم اطلاق 8 آلاف استثمار، و"المشاريع الكبرى التي ستتجسد في نهاية 2025 و 2026، ومن بينها منجم غار جبيلات كلها ستخلق مناصب شغل في عدة ولايات، كالنعامة وجيجل وعنابة وغيرها." وكرر تبون وعوده بإنجاز 2 مليون سكن، "انطلاقا من ملاحظات بأن سن المستفيدين يرتفع، مشيرا بأنه لا أرضى بأن يعيش الجزائري في بيت غير لائق" موضحا أن مشاريع السكن التي تقوم بها الجزائر "محسودة عليها ولا توجد دولة في العالم، سواء أكانت قوية أو غيرها، تقوم بما تقوم به الجزائر في هذا المجال". ووعد في نفس المجال بإنجاز على الأقل 450 ألف سكن ريفي لتعزيز الإنتاج الفلاحي، مستدلا بالمقولة "لا خير في أمة لا تأكل مما لا تنتج ولا تلبس مما لا تنسج" واعدا بأنه "بعد 2025 لن تستورد الجزائر كيلوغراما واحدا من القمح ونفس الشيء بالنسبة للشعير والذرة". وبالنسبة للقدرة الشرائية، قال تبون بأنه سيرفع الأجور وسيزيد من تخفيض نسبة التضخم، بعدما نجح في ذلك خلال العهدة السابقة وجعلها في حدود 6.5 بعدما كانت في حدود ال 11. غزة في فلسطين وفي الملف الدولي، ركز تبون على القضية الفلسطينية، وقال إن "الجزائر رافعت من أجل عضوية كاملة لفلسطين، واعترفت 144 دولة بفلسطين، مضيفا أنه مادام الجزائر قوية بشعبها فإن فلسطين تظل محل اهتمامنا". وأضاف تبون بأن الجزائر لن تتخلى أيضا عن قضية الجمهورية العربية الصحراوية.