تتواصل بقصر المعارض الصنوبر البحري "صافكس" بالجزائر العاصمة، فعاليات الطبعة التاسعة عشر من المعرض الدولي للصيدلة "سيفال" ، الذي يمتد على مدار 4 أيام و يناقش مواضيع متعددة، أهمها موضوع دور الصيدلة في التكفل بمرضى السرطان، و قد جمع هذا الحدث الصيدلاني المهم قرابة ال 170 عارضا يشكلون السلسلة الصيدلانية بمختلف أطوارها، من الإنتاج إلى الاستيراد فالترويج والتوزيع ، بالإضافة إلى ممثلي المؤسسات العمومية ومختلف المنظمات المهنية. و يتوقع أن يبلغ عدد زوار المعرض 10 آلاف زائر من الفاعلين في المجال الصحي والصيادلة الخواص، و كذا صيادلة المستشفيات والصناعة الصيدلانية وخبراء في القطاع بالإضافة إلى الطلبة. ويشار إلى أنه تم تخصيص 25 عرضا علميا متعمقا حول مواضيع رئيسية تتعلق بالصيدلة في علاج السرطان، وتحديات تمويل مخططات مكافحة وعلاجات السرطان وتوزيع الأدوية الموجهة لعلاج السرطان في الصيدليات، مع مناقشة قضية الجودة في توزيع المنتجات الصيدلانية المكافحة ضد الأورام. عن اختيارهم لموضوع دور الصيدلة في مجال السرطان، أوضح مدير المعرض السيد ياسين لوبر قائلا ، " أنه كان من واجبنا أن تكون هذه النسخة مخصصة لهذا الموضوع، كما أن التزامنا كمتخصصين في التظاهرات العلمية يتطلب منا أن نظل شركة مواطنة، وأن نحافظ على هذا المعرض كمنصة للمحادثات المبتكرة حول المسائل الصحية وبشكل أكثر تحديدًا فيما يتعلق بتطور نظامنا الصحي والدوائي ". و في حديثه مع "الخبر" عن دور الصيدلي في مرافقة مريض السرطان، أكد السيد تباينات معاذ رئيس الجمعية الوطنية للصيادلة الجزائريين، أن الصيدلي هو الخط الأول في قطاع الصحة الذي يتعامل مع المواطن، و أقرب فاعل في الصحة " مفتوح في كل الأوقات و تحت تصرف المريض فيما يخص الاستشارات أو أخذ الأدوية الضرورية" يضيف قائلا، موضحا بخصوص مرافقة الصيدلي للمريض، "يبقى محل ثقة بالنسبة للمريض، لأنه مطّلع على أدق المعلومات التي تخص المريض ويمكن بالتالي أن يكون المصدر الأول لتوعية و تحسيس المريض، و بالتالي يمكن اليوم أن تتوفر بعض الكشوفات و التحاليل الخاصة بمريض السرطان على مستوى الصيدلية ، و هو ما يمكّن المريض إجراءها لدى صيدلية الحي، و هو ما توفره عدد من دول العالم، منها الكشوفات السريعة المتعلق مثلا بسرطان البروستات و المستقيم، و بالتالي و من باب الحيطة و الحذر يمكن للشخص إجراء هذه الكشوفات دون الحاجة إلى انتظار موعد المستشفى و التنقل له، و هو ما يساهم في الكشف المبكر عن الداء دون بلوغ مراحل متقدمة ". و بخصوص الأدوية الموجهة للعلاج الكيميائي عن طريق الفم، و التي سجلت تواجدها منذ 10 سنوات و مزاياها معروفة و ممثلة في أنها تدمر الخلايا المصابة فقط، دون غيرها من خلايا الجسم، كما أن مضاعفاتها الثانوية ضعيفة جدا، أكدت البروفيسور أسماء قربوعة رئيسة مصلحة الأورام السرطانية بمركز بيار و ماري كوري، أن توفير هذه الأدوية على مستوى الصيدلي دون ربطها بالمستشفيات فقط، من شأنه أن يخدم المريض و أهله، حيث يتفادون مشكل نقله في كل مرة للمستشفى وإتمام الإجراءات المترتبة عن ذلك، مضيفة أنه بإمكان صيدلي المدينة أن يتولى كذلك الإجابة على تساؤلات المريض وأهله بخصوص استعمال هذه الأدوية وهو ما يوفر الكثير على طبيب المستشفى الذي يتوجه لعلاج مرضاه دون الحاجة للقيام بدور الطبيب و الصيدلي في آن واحد .