في حوار ليومية "لوفيغارو"، اليوم الاثنين، قال الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون، أنه هو من يقرر بخصوص اتفاقية 1968 ، مؤكدا أنه يفضل إعادة النظر فيها مع الجانب الجزائري بدلا من نقضها من طرف واحد، ما يعد سحبا للبساط من وزيره الأول، فرانسوا بايرو وخاصة وزير الداخلية، برونو روتايو. وقال ماكرون وفق ما نقلته الجريدة أن الحديث عن اتفاقية 1968 يعد من صلاحياته، ما يوحي أن الرئيس الفرنسي ضاق ذرعا من تصرفات وزير الداخلية، برونو روتايو الذي واصل في مطالبة نقض الاتفاقية، حتى بعد تصريح رئيسه من البرتغال يوم السبت، حيث قال أنه يعارض نقض الاتفاقية. وذكرت "لوفيغارو" أنها أول مرة يكشف فيها ماكرون عن خلاف مع وزيره الأول، هذا الأخير أيضا لوح بنقض الاتفاقية يوم الأربعاء الماضي عقب اجتماع وزاري مشترك حول ملف الهجرة، وذهب إلى حد إمهال الجزائر بين 4 و6 أسابيع لإظهار ليونة في قضية استقبال مهاجريها غير الشرعيين وإلا سيتم إلغاء العديد من الاتفاقيات من بينها اتفاقية الهجرة بين البلدين لسنة 1968. كما أظهر ماكرون في حواره للصحيفة اليمينية، اعتراضه على سياسة روتايو التصعيدية وهوسه بالاتفاقية المذكورة، عندما قال أنه يفضل "مقاربة براغماتية". وظهر خلال الأسابيع القليلة الماضية، الانحدار الكبير في عملية صنع القرار في أعلى هرم السلطة الفرنسية باستحواذ وزير الداخلية برونو روتايو على صلاحيات وزير الخارجية وحتى رئيس الجمهورية بالحديث صباحا ومساء عن نقض اتفاقية رغم أن هذا من صلب صلاحيات الرئيس، وهو ما ذكره وزير الخارجية الفرنسية، جون نويل بارو، في تصريح لقناة "بي.أف.أم.تي.في" منذ 3 أسابيع، قائلا "السياسة الخارجية تقرر في وزارة الخارجية تحت سلطة رئيس الجمهورية". غير أن روتايو لم يأبه بهذا وواصل في العزف وحيدا، متجاهلا أدنى قواعد اللعبة السياسية، حتى جاءت تصريحات اليوم الرئيس ماكرون، الذي اضطر للدفاع علنا عن صلاحياته، أمام اندفاع روتايو في جعل الجزائر أسهل طريق له نحو رئاسة حزب الجمهوريين ودخول معترك رئاسيات 2027 . وعبر تصريحه اليوم، يريد الرئيس ماكرون عودة تسيير ملف الأزمة الدبلوماسية مع الجزائر إلى قصر الايليزيه بعد أسابيع من التيهان والتسيير "الهاوي" كما وصفه الوزير الأول الفرنسي الأسبق، دومينيك دوفيلبان. للإشارة، استغل وزير الداخلية الفرنسي عملية طعن ارتكبها مهاجر غير شرعي من أصول جزائرية بمدينة ميلوز يوم السبت الماضي ليصب المزيد من الزيت على النار، فسارع بالتأكيد لحظات بعد الحادثة أن المتهم طرد 10 مرات من التراب الفرنسي غير أن الجزائر رفضت استقباله.