لما يتحدث أي صحفي مع حاليلوزيتش ويؤكد له أنه مدرب جد صارم والصورة التي يعرفها عنه عامة الناس أنه يبالغ بعض الشيء في الانضباط، يجيب وحيد حاليلوزيتش أن هذا الأمر خطأ، والصحافة الفرنسية فقط صورت للناس هذه القضية التي لا أساس لها من الصحة، لأنه إنسان طيّب وإنساني لكن لا يتلاعب فقط في الانضباط من دون أي مبالغة. ما يقوله حاليلوزيتش أمر وما يحدث في أرض الواقع أمر آخر، فمنذ قدوم المدرب البوسني، عاقب 16 لاعبا، ويتعلق الأمر بكل من غزال، شاوشي، فابر، بلعمري، شلالي، زياني، عنتر، بلحاج، مطمور، بودبوز، بوعزة، كادامورو، مترف، رماش وربيع مفتاح، ليبقى هذا الرقم مرشحا للارتفاع، بسبب المشكل الأخير الذي حصل بين حاليلو وبوڤرة، جابو وقادير. البداية كانت بغزال، شاوشي، مترف، فابر، بلعمري، زياني والقائمة طويلة بداية مشاكل اللاعبين مع حاليلوزيتش انطلقت منذ البداية، ففي تربص ماركوسي قرر إبعاد مايكل فابر، وأيضا رياض بودبوز الذي غاب عن مواجهتين متتاليتين قبل أن يعيده أمام تونس في اللقاء الودي، وأخذ أيضا حاليلوزيتش في تربص ماركوسي دائما نظرة سيئة عن اللاعب كريم زياني، فبعدما استدعاه في لقاء تنزانيا بدار السلام، أبعده بعد ذلك عن سفرية غامبيا، وهو نفس اللقاء الذي أبعد بعده حسين مترف وعبد القادر غزال، ليقدم بعد شهرين فقط في تربص بوشاوي على معاقبة شاوشي وبلعمري وطردهما من التربص. شلالي ورماش دفعا ثمن حديث جانبي لأحد أعضاء الطاقم الفني لوحيد بعد مرور لقاء غامبيا ، جاءت مواجهات شهر جوان، التي راح ضحيتها الثنائي شلالي ورماش، هذا الثنائي الذي دخل في قائمة موسعة أعدها حاليلوزيتش، حاولا الحديث مع أحد أعضاء الطاقم الفني للبوسني، وتساءلا لماذا لا يسرحهما ويحتفظ بهما لشهر كامل، رغم أنه لا ينوي إدراجهما في قائمة المتنقلين إلى بوركينافاسو لمواجهة مالي، ولا يعتمد عليهما في مواجهة غامبيا، وهو التساؤل الذي نقله عضو طاقم حاليلوزيتش ما كلف شلالي ورماش الإبعاد لحد اليوم. عنتر، بلحاج ومطمور اعتزلوا بنسبة كبيرة بسبب خطابه زيادة على كل ما قلناه من قبل، ما لا يعرفه الكثيرون فإن الثلاثي عنتر، بلحاج ومطمور لم يعتزلوا بسبب كبر سنهم، بل بسبب حديث حاليلوزيتش ، ورغبته في المساواة بين جميع اللاعبين، القدامى والجدد، رغم أن كل الميادين وليس كرة القدم فقط، تبين قيمة القدامى أكبر من الجدد واحترامهم واجب، فلا يعقل أن يساوي حاليلوزيتش بين عنتر يحيى ولاعب جديد يستدعى لأول مرة، فكل واحد منهم له تاريخه و قيمته، وهذا ما دفع بالقدامى إلى الاعتزال دوليا. بودبوز، بوعزة عبدون وكادامورو آخر ضحايا البوسني بعد كل اللاعبين الذين ذكرناهم من قبل، مرت نهائيات كأس إفريقيا ولم يسلم منها بعض اللاعبين من الإبعاد، فالثنائي بودبوز وبوعزة أبعدا بسبب الشيشة، وكادامورو بسبب سوء تفاهم بين الطاقم الطبي للخضر والطاقم الطبي لريال سوسييداد، أما عبدون، فالبعض يلومه ويقول أنه لاعب رفض القدوم وتحجج بالإصابة، لكن تجاهل عبدون لأكثر من سنة ونصف، ثم إرسال له دعوة من دون الاتصال به أمر غير مفهوم، ولهذا ارتفع العدد منذ قدوم حاليلوزيتش إلى 16 لاعبا تمت معاقبتهم منذ قدوم البوسني. قوله» لست بحاجة إلى بلفوضيل» القطرة التي أفاضت الكأس فضلا عن ال16 لاعبا الذين تم إبعادهم، قال حاليلوزيتش في الندوة الصحفية «لست بحاجة إلى بلفوضيل»، وهو يعرف تمام المعرفة أنه بحاجة إليه ولا يملك لاعبا أحسن منه يسجل أهدافا في مرمى الإيطاليين أبطال الدفاع، وسنه لا يتجاوز ال20 سنة وهو ما جعل الجميع يتيقن بأن البوسني لا يعي ما يقول وأنه يتفوه بكلام لا يعرف نتيجته النهائية. دخوله في مشاكل مع بوڤرة، قادير وجابو لا يخدم الخضر آخر ما أنتجته سياسة حاليلوزيتش هي مشاكل دخل فيها مع بوڤرة، جابو وقادير، وتقول آخر الأخبار أنه يفكر في إبعاد الثلاثي عن لقاءات شهر جوان، وهو ما يرشح عدد المغضوب عليهم للتزايد، ليصل إلى 18 لاعبا في حال قرر حاليلوزيتش مواصلة سياسته المتعجرفة وقرر إبعاد قادير لاعب مرسيليا وجابو وبوڤرة رغم إمكانياتهم الكبيرة. شحاتة، غيريتس ومانشيني تشاجروا مع لاعبين بالأيدي وأشركوهم في اللقاء الموالي ما نريد قوله، أن العديد من الأمثلة شاهدناها من قبل من مدربين محنكين، تشاجروا بالأيدي مع لاعبين وبعدها شركوهم من دون أي مشكل، مثلما حصل بين شحاتة وميدو في «كان» 2006، وبين غيريتس وزياني وحتى بين مانشيني وبالوتيلي، فالأمور الشخصية شخصية ومصلحة النادي أو المنتخب أمر آخر، حيث يتوجب على التقني البوسني أن يضع الحسابات الشخصية جانبا وأن يضع مصلحة المنتخب فوق كل اعتبار. من المستفيد في حال لم يستغل المنتخب مهارة كل هؤلاء اللاعبين؟ السؤال الذي يطرح بإلحاح، من المستفيد من إبعاد كل هؤلاء اللاعبين؟ فإذا كان ال15 لاعبا المبعدين والثلاثة لاعبين المرشحين للإبعاد، يستحقون فعلا العقوبة، فيجب طرح السؤال هل المنتخب سيستفيد من معاقبتهم؟ وألا يجدر بحاليلوزيتش أن يضع مصلحة المنتخب الوطني فوق مصلحة شخصيته وصورته التي رسمها للجميع بأنه لا يتلاعب بالانضباط. فهل حاليلوزيتش بصدد صنع اسم لنفسه على مصلحة الخضر؟ والجواب ربما عند التقنيين والعارفين بخبايا المنتخب، لكننا كصحفيين نقول أن غياب بوعزة، زياني، شاوشي، بلفوضيل، عنتر، بلحاج، مطمور، قادير، جابو، بوڤرة، فابر وغزال والقائمة طويلة لن تصب في مصلحة المنتخب، الذي بحاجة ماسة إلى لاعبيه.