فاز اتحاد العاصمة بمباراته الصعبة أمام مولودية العلمة أول أمس، لتضع “سوسطارة” بذلك حدا للعقدة التي لازمتها أمام أمام الحراش والخروب، كما أن هذا الفوز جاء ليحقق المصالحة بشكل رسمي بين التشكيلة وأنصارها، ويعيد الاتحاد للتنافس على المراتب الأولى بعدما جنبها العودة لنقطة الصفر. اللاعبون لعبوا بحرارة والرغبة في الفوز كانت واضحة أهم ما يمكن الوقوف عنده خلال لقاء العلمة، الرغبة والإرادة الكبيرة التي تحلى بها رفقاء المدافع نصر الدين خوالد منذ صافرة البداية، حيث كان ظاهرا أن هناك رغبة جامحة في تحقيق الانتصار بدليل الدخول بسرعة في صلب الموضوع، وتهديد مرمى العلمة منذ الدقيقة الأولى عن طريق نغال ومكلوش، كما أن كل اللاعبين قدموا مباراة في المستوى وسعوا للفوز، وهو ما يظهر أنهم عندما يلعبون بنفس الحرارة والإرادة يمكنهم تحقيق الفوز، عكس ما حدث أمام الحراش والخروب. الاتحاد استعاد الثقة قبل الداربي المنتظر أمام بلوزداد إلى جانب ذلك، كان واضحا أن لقاء العلمة كان يمثل منعرجا حاسما للتشكيلة العاصمية التي كانت تهدف لتأكيد صحوتها بشكل كلي، وأنها تجاوزت مرحلة الفراغ بعد الانهزام المفاجئ سواء أمام الحراش أو جمعية الخروب، وإضافة لذلك فإن لقاء العلمة جاء ليعيد الثقة بين اللاعبين والأنصار، الذين احتضنوا فريقهم بشكل جيد ولعبوا دورا كبيرا في الانتصار الأخير على العلمة، رغم السب والشتم الكبير الذي تعرض له اللاعبون، خاصة أن الكرة كانت في مرمى اللاعبين لتحقيق ذلك، وقد نجحوا في تحقيق الهدف المنشود بشكل جيد. جديات بطل الفرص الضائعة الأكيد أن التشكيلة العاصمية ضيعت فوزا عريضا أمام مولودية العلمة، بالنظر للفرص العديدة التي صنعتها طيلة أطوار اللقاء. حتى وإن كان مفتاح ربيع وراء تحرير الأنصار بهدفه وطرد النحس الذي لازمه في الفترة الأخيرة، إلا أن زميله جديات لعموري كان بطلا في عدد الأهداف الحقيقية التي ضيعها، ما جعل حتى رفاقه يحتجون عليه تخوفا من أي خطأ يمكن أن يعيد العلمة للمباراة ويجعلها تحقق التعادل. خوالد، نغال وزماموش يستحقون العلامة الكاملة في سياق آخر، استطاع الثلاثي نصر الدين خوالد، نغال وزماموش لفت الأنظار نحوه خلال لقاء العلمة، عن طريق الأداء الجيد الذي قدمه، وحتى إن كانت التشكيلة كلها في المستوى، لكن هذا الثلاثي قدم مباراة كبيرة، خاصة نغال الذي ظهر أنه كسب الثقة في النفس، وهو الأمر الذي من الممكن أن يجعله يحافظ على مكانته الأساسية، إضافة لخوالد الذي وبشهادة الجميع يسير مستواه في منحى تصاعدي في الفترة الأخيرة. نغال اكتشاف اللقاء، ويتجه لفرض نفسه أساسيا أما اكتشاف المواجهة أمام العلمة فقد كان دون منازع المهاجم سيرج نغال، الذي كان دخوله موفقا وأعطى نفسا جديدة لهجوم سوسطارة، شأنه في ذلك شأن مكلوش، ولكن نغال استطاع أن يلفت الأنظار نحوه، ويصبح حديث الأنصار بفضل أدائه ولعبه متحررا وبدون ضغط، وهي رسالة واضحة للمدرب أولي نيكول بإمكانية وضع الثقة فيه والاعتماد عليه لاحقا.