أعلن قبل يومين والي وهران عبد المالك بوضياف، أمام قادة «العسكر» في الناحية الثانية بأنه سيوفد لجنة تفتيش مالية لفريقي عاصمة الغرب الباهية، المولودية والجمعية، بعد الموسم الكارثي الذي عاشه أبناء الحمراوة وأولاد المدينةالجديدة، بالرغم من الدعم المالي الكبير الذي وفرته السلطات العمومية للناديين بشكل مباشر وغير مباشر. وبرر الوالي خرجته هذه، بالفساد في تسيير الناديين مما ترجمته النتائج الفنية المتدهورة، ولمح موظف الدولة إلى أن المال العام سير بطريقة مشبوهة توجب إرسال لجنة تفتيش من وزارة المالية. استفاقة واحد من ولاة الجمهورية لحماية المال العام من التسيب يعد مؤشرا إيجابيا على أن الدولة لن تبقى مكتوفة الأيدي تجاه الفساد الكروي الذي نعيشه على مر عشريات من السنين، ومبادرة والي وهران يجب أن تعمم على كل ولايات الجمهورية، لأن الملايير التي تضخ من البلديات وصناديق الولاية وحتى من السبونسور وسوناطراك هي كلها أموال الشعب وليست أموالا تم ضخها من الخارج. من جهته، رئيس نادي شباب باتنة فريد نزار ، صرخ من أعالي جبال الأوراس ، ليعلن انسحابه الكلي من عالم الكرة الجزائرية بسبب التعفن السائد، متحدثا منذ تأكد سقوط «الكاب» عن البزنسة وفضائح ترتيب نتائج المباريات على المكشوف، ليس فقط في قضية الساورة وعديد المباريات «البيضاء» التي نعيشها في نهاية الموسم إلى درجة أن ترتيب كثير من المقابلات له صلة بأمر اللقب أو السقوط ، كل ذلك يتم علنا بتواطؤ مفضوح من مسؤولين كبار في عديد الولايات دون أن تتحرك الاتحادية ولا الرابطة، وكأن الأمر لا يعنيهما في شيء !. وبين مبادرة والي وهران الذي يريد تطهير محيط الحمراوة و»لازمو» من صعاليك «البزناسية» و خرجة رئيس الكاب الذي ظن بأنه سيتحول إلى بطل عندما يحارب الرشوة في ملاعبنا، يتأرجح مركب الكرة الجزائرية ، دون أن يرسو على بر الأمان ، إذ كان من المفروض على «الفاف» ووكيل الجمهورية بباتنة وكل الهيئات الأمينة والرياضية المعنية التجند للنظر في تفاصيل قضية الكاب وأمثالها، على اعتبار أن فضائح ترتيب نتائج المباريات هذا الموسم عديدة من الشرق إلى الغرب وحتى في الجنوب وفي كل المستويات من القسم الأول إلى القسم الولائي، في حين وجب على الولاة السهر على وجهة المال العام وحمايته من النهب المنظم، وليس تمويل مخططات بيع وشراء المباريات بملايير الشعب، فلا يعقل أن تسدد الدولة فاتورة كرة القدم بمئات الملايير كل سنة، من أجور اللاعبين والمدربين وتكاليف التنقلات وغيرها، ثم تقوم في نهاية الموسم بتمويل صفقات الرشوة، ضمن مسرحية كروية مهندسوها مسيرو النوادي لا غير، والذين بهذا الأسلوب القذر يأكلون مرتين، واحدة عند صفقات التعاقد مع اللاعبين والمدربين، والثانية في عمليات بيع وشراء المقابلات مع الحكام والمنافسين…. وكل ذلك للأسف يحدث منذ عشرين سنة في جزائرنا وبمالنا العام! .. كنت أتمنى أن يكون كل هذا مجرد «كوشمار» ليلة أو ليلتين، لكنه مع الأسف واقع يتلبَّس شكل أخطبوط شرير يحاصر الكرة الجزائرية من كل جانب.