عندما شاهد نظيره النجم توماس رافيلي يخوض مباراته الأخيرة التي تحمل الرقم 143 مع المنتخب السويدي عام 1997، شعر أن هذا الرقم القياسي سيصمد إلى الأبد. لم يكن ذلك مفاجئاً، حتى أن أحداً في القارة العجوز لم يتخيل أن بالإمكان تجاوز هذا الإنجاز الهائل. الآن وبعد 16 سنة، يبدو أنه على وشك تخطي هذا الرقم القياسي الذي صمد طويلاً، حيث إن لاعب خط وسط نادي إلفسبورج وابن السادسة والثلاثين على بعد أربع مباريات فقط من معادلة الرقم المسجل باسم رافيلي. إنه أندريس سفينسون الذى تحدث مع موقع فيفا الرسمي وأعرب عن ثقته بإنجاز المهمة ودخول التاريخ الكروي من بابه الواسع.. كما يقدم نجم ساوثهامبتون السابق آراءه بخصوص مشوار التأهل إلى البرازيل 2014، ويشارك القراء بذكرياته المفضلة من كأس العالم ، وعن نظرته لمجريات الأمور في الدوري السويدي الذي يصعب توقع حيثياته. وفيما يلي نص الحوار: فيفا: فزت بثاني لقب في الدوري مع إلفسبورج العام الماضي. كيف تسير الأمور هذا الموسم؟ سفينسون: لحقتْ بالفريق مشكلة الإصابات، وهو ما دعانا لتجربة بعض اللاعبين الجدد وتغيير المواقع قليلاً. حتى أني لعبتُ في قلب الدفاع بعض المرات، ورغم أن الأمور مضت بشكل جيد، إلا أن ذلك ليس شيئاً أتوق للقيام به. لكننا لم نتعرض للهزيمة حتى الآن بعد مرور ست مباريات ونأمل بأن يصبح أداؤنا أفضل تدريجياً. حقيقة الأمر أني أعتقد أننا نملك تشكيلة أقوى هذا الموسم، وفي حال تمتع لاعبونا الأساسيون باللياقة فإنه يجب علينا أن نقدم أداءً جيداً. أمامنا أيضاً تصفيات دوري الأبطال في الصيف، ولهذا فإنها سنة حافلة للنادي، وآمل أن تكون سنة عظيمة أيضاً. كنتم النادي السادس المختلف الذي يفوز بلقب دوري السويد في نفس العدد من المواسم المتتالية. إلى ماذا تعزو ذلك؟ إنه اجتماع عدة عوامل. المشكلة في دوري كالدوري السويدي هو أنه عندما يقدم أحد الفرق أداءً جيداً، فإن ذلك يجتذب أندية من دول أخرى للقدوم وشراء أفضل اللاعبين، ولهذا فإنه ليس هناك مجالٌ أبداً لأن يتمكن الفريق نفسه من الدفاع عن لقبه ومحاولة التأهل لدوري الأبطال. فبعض الفرق فقدت نصف تشكيلتها الأساسية، وهو ما يجعل من الصعوبة بمكان الحفاظ على النجاح. إلا أن الدوري السويدي عادة ما يكون مفتوحاً جداً بالعموم، وليس من تلك الدوريات التي يهيمن علينا ناديان كبيران أو ثلاثة. عدتَ إلى السويد منذ ثماني سنوات بعد أن تركت إنجلترا عندما بلغت التاسعة والعشرين. هل تندم على عدم البقاء في الدوري الإنجليزي لفترة أطول؟ لا. في بعض المرات، دار في خلدي أن أعود إلى إنجلترا، إلا أن الفرصة المناسبة لم تسنح أمامي. عندما كنت هناك [في إنجلترا] شعرتُ مراراً أنني متعب جداً وأفتقد الوطن. لم أستمتع بسنتي الأخيرة في إنجلترا، وبدا لي أنه من المصيب القيام بذلك. إلا أن الدوري الممتاز استثنائي، وفي بعض المرات شعرتُ أنه من الجميل العودة. إلى أي مدى أنت راضٍ وسعيد عن مسار الأمور مع المنتخب الوطني هذه الأيام؟ إني أستمتع بذلك، ولكن أداءنا كان متذبذباً بدرجة كبيرة. قدمنا عروضاً جيدة للتأهل إلى كأس الأمم الأوروبية، ولكن البطولة بحدّ ذاتها كانت مخيبة جداً. الإقصاء بعد مباراتين لم يعكس أبداً ما كنا نتوقعه. إلا أننا في موقع جيد نسبياً من أجل التأهل إلى البرازيل. أعتقد أن معظم الناس يتوقعون أن تفوز ألمانيا بصدارة المجموعة، ويجب أن تكون فرصتنا جيدة باحتلال المركز الثاني. شكّل التعادل على أرضنا مع جمهورية أيرلندا نكسة، وكنا محظوظين بالحصول على نقطة من تلك المباراة لأن الأيرلنديين كانوا أفضل منا. هذا أمرٌ يثير القلق لأنهم فريق نتصارع معه من أجل المركز الثاني. هل انحصر الأمر الآن بالتنافس على المركز الثاني؟ هل تخليتم عن محاولة اللحاق بالألمان؟ عندما حصدنا التعادل في ألمانيا، اعتقدتُ أن فرصتنا جيدة في التنافس معهم. لطالما كان سجلنا جيداً على أرضنا في مواجهة الفرق الكبيرة، ولهذا بدت الأمور جيدة. إلا أنهم أصبحوا أقوياء جداً منذ ذلك التاريخ، ولا أعتقد أنهم سيُفرّطون بالكثير من النقاط. وإني متأكد من أن ذلك التعادل بنتيجة 4-4 في ألمانيا ستُخلده الذاكرة.. كان أمراً لا يُصدق. طوال ساعة من المباراة، دكّوا حصوننا. كنا محظوظين لكونهم اكتفوا بأربعة أهداف. لكن سنحت أمامنا فرصة تسجيل هدفين سريعين وفجأة بدؤوا يُظهرون توتراً. في الوقت نفسه، كان لدينا طاقة كبيرة وقلنا لأنفسنا 'حسناً، ربما لا يكون ذلك مستحيلاً‘. سجلنا هدفاً ثالثاً وأصيبوا عندها بالهلع. رأينا ذلك وهو ما عاد علينا بطاقة كبيرة. كانت نتيجة مذهلة. شاركتَ في نسختين سابقتين من كأس العالم ، ووصلتَ إلى دور الستة عشر عامي 2002 و2006. أي من تلك البطولتين أقرب إلى نفسك؟ بالنسبة لي 2002 بكل تأكيد. لعبتُ أكثر في تلك البطولة، وكان لدينا فريقٌ أفضل وقدمنا أداءً أفضل. تم إقصاؤنا نتيجة هدف ذهبي سجلته السنغال، إلا أن التربع على المركز الأول في مجموعة تضم الأرجنتين وإنجلترا ونيجيريا شكّل نجاحاً هائلاً. لا زلتُ أعتقد أنه كان بوسعنا الذهاب بعيداً في تلك البطولة لأننا في حال تغلبنا على السنغال، لكنا قد واجهنا تركيا. أنهوا البطولة في المركز الثالث، وكنا فريقاً جيداً. وقد سبق أن واجهنا الأتراك في التصفيات القارية وقدمنا أداءً جيداً جداً. لم يرق لهم الأسلوب الذي نتبعه، وإني متأكدٌ من أننا كنا سنتجاوزهم. هل لديك ذكرى مفضلة من تلك البطولة؟ التهديف من ضربة حرة في اللقاء مع الأرجنتين؟ بالتأكيد. كانت تلك مباراة هامة، وكنا ندرك أن علينا التعادل للمضي قُدماً. تسجيل هدف كهذا في كأس العالم هو أمرٌ تخلده الذاكرة للأبد. إلى مدى تعتقد أنك قادرٌ على الاستمرار باللعب مع المنتخب السويدي؟ هل تعتبر تجاوز الرقم القياسي المسجل باسم توماس رافيلي هدفاً تودّ تحقيقه؟ بالتأكيد. إني على بُعد أربع مباريات فقط من ذلك، وهو أمرٌ أودّ فعلاً إنجازه، وبخاصة وقد قاربت على ذلك جداً. لا أشعر أنني اقتربت من نهاية [مشواري الكروي]. طالما أني أشعر أني بصحة جيدة، وجسدي يلبي ما يقوله عقلي، فإني سأستمر. بدنياً، ربما أشعر الآن بأني أفضل مما كنتُ عليه أوائل العشرينات من العمر. حيث إني أدرك الآن بشكل أفضل ما عليّ تناوله وكيفية التدريب وما يحتاجه جسدي ليبقى بأفضل حالة. هل تحدثت مع رافيلي عن الرقم القياسي؟ خضنا مباراة ودية نهاية العام الماضي، وتحدثنا عن الموضوع آنذاك. قال إنه يودّ أن أحطّم هذا السجل، لكني لا أعتقد أنني أصدقه! فهو يشعر بالدهشة لمجرّد أن أحداً اقترب من رقمه لأنه كان في الطليعة وبفارق كبير. كان الأمر مفاجئاً جداً حتى بالنسبة لي. بدا وكأنه رقم لا يمكن لأحد كسره وخاصة بالنسبة للاعب ميداني [غير حارس]. لكني لم أحقق هذا الأمر بعد. يجب أن أخوض بعض المباريات الأخرى، رغم أني أعتقد أني أستحق مكاناً في التشكيلة. أوافق على أني لن ألعب في كل مباراة، لكني لازلتُ قادراً على تقديم أداء جيد مع المنتخب الوطني، والمدرب يعرف ما الذي سيحصل عليه مني. فإن كان بحاجة للاعب يحافظ على الكرة، فإني لا زلتُ قادراً على القيام بالمهمة بشكل جيد. ماذا عما سيتلو ذلك؟ هل تعتقد أنك قادرٌ على دخول مجال التدريب؟ سأدرس ذلك بكل تأكيد. لكني لا أعرف ما إذا كان يروق لي أن أكون مدرباً في الدوري السويدي، لأن الذهنية السائدة هنا بسيطة نوعاً ما. كوني لعبتُ في إنجلترا، أعتقد أني الوضع يناسبني هناك أكثر بكثير. إلا أني أعتقد أن زوجتي ستهجرني إن أصبحتُ مدرباً، ولربما يتعين عليّ البحث عن العمل في مجال آخر!