يتحدث الدولي الجزائري جمال مصباح في هذا الحوار الشيق الذي خص به الزميلة “كومبيتيسيون” الصادرة اليوم عن سعادته البالغة بحمله ألوان التشكيلة الأساسية للميلان في أربع مواجهات في ظرف شهر واحد فقط كما يؤكد أنه يبذل قصارى جهده لتأكيد أحقيته بذلك كما يفتح الباب ليتحدث عن المنتخب الجزائري والمواجهة القادمة التي تنتظره أمام غامبيا برسم الدور التمهيدي المؤهل لكان 2013 وعديد القضايا نترككم تكتشفونها. أولا ، تمكنتم من تحقيق نتيجة جيدة وهي الفوز أمس أمام نادي أودينيز الإيطالي “الحوار أجري ظهيرة أمس”، ما جعلتكم تتربعون على عرش الكالتشيو الإيطالي ، فما تعليقك؟ بكل صراحة.. الفوز أراحنا وأسعدنا بشكل كبير، خاصة أنه جاء بعد فترة صعبة جدا مررنا بها في المدة الأخيرة، إثر الهزيمتين أمام لازيو في البطولة جوفنتوس في كأس إيطاليا بسانسيرو، كما أن الفوز على أدونينيزي أمس جعلنا نتنفس قليلا، سيما أننا كنا منهزمين في النتيجة وتمكنا من التعديل وتسجيل هدف الفوز في الدقائق الأخيرة في المباراة، لكن الآن يجب نسيان هذا اللقاء بسرعة، والتفكير في المواجهة الصعبة التي تنتظرنا في منافسة رابطة أبطال أوروبا، أمام نادي آرسنال الإنجليزي. تمكنت من المشاركة في أربع مواجهات كأساسي لحد الآن، هل يمكن القول أن الأمور تسير على ما يرام بالنسبة إليك؟ أكيد، فأنا مرتاح كثيرا من هذه الناحية، وأتواجد في أحسن أحوالي، لكن في نفس الوقت عليّ الاعتراف أن زملائي يساعدونني كثيرا على التأقلم، ولهم الفضل في بداياتي الناجحة مع فريقي الجديد، فالجميع ساعدني هنا من أجل التأقلم بسرعة، ولم يذخروا أي جهود في تقديم المساعدة إليّ، ففي نادي ميلان يضعونك في أحسن أحوالك الذهنية كي تكون في أحسن حال من الناحية الفنية والبدنية، فصحيح أنني لعبت 4 مواجهات كأساسي لحد الآن، لكن هذا لا يمنحني التأكيد بأنني سأكون المدافع الأيسر الأساسي لنادي ميلان دون منازع، لهذا سأشرح لكم أمرا مهما... تفضل... في نادي ميلان أعمل كثيرا وأقوم بتدريبات خاصة بعيدا عن البرمجة التي يضعها المدرب الأول أليغري، فهنا في ميلان نحن محظوظون بامتلاكنا مخبر رائع يساعدنا كثيرا على مراقبة قوة كل لاعب، فضلا عن ذلك أعمل كثيرا في قاعة تقوية العضلات، دون نسيان شيء مهم هو عملي الكبير مع المدرب الأول على التوزيعات من أجل تحسينها. هل تعمل على تحسين التوزيعات لأنك لا تملك بالتحديد هذه الميزة أو بالأحرى أنك ضعيف فيها؟ في السنتين الأخيرتين، عملت كثيرا من هذه الناحية، لكن لما تلعب في نادي ميلان الإيطالي، يجب أن تكون مثاليا ولا تضيع الكثير من الكرات، لهذا ولكي أكون أحسن مستقبلا وأمنح الكثير من الكرات الجيدة والمتقنة لزملائي، فإنني أعمل كثيرا على هذا الجانب كي أحسنه وأكون في المستوى، وبكل بساطة، لما تكون لك الفرصة لتلعب كأساسي في ميلان، يجب أن تكون نسبة نجاحات توزيعاتك 100 في المائة. كنت مرتين على كرسي الاحتياط، هل كان خيارا تكتيكيا لأليغري أو أنه يريد تدوير التشكيلة؟ ربما يكون هذا ولا أدري بالتحديد ما هو السبب الحقيقي، فكما سبق وقلت لكم أنني في ميلان لا أملك الحق أن أجزم أنني المدافع الأيسر الأساسي لهذا النادي الكبير، فأنا تحت تصرف النادي، ولما يستدعيني المدرب أكون تحت خدمته، وأقدم كل ما لديّ بنسبة 100 في المائة، والآن الجميع يعلم أننا نملك مباراة تقريبا كل ثلاثة أيام، وكل المواجهات مهمة إن لم نقل عنها مصيرية، لهذا فالمدرب ممكن جدا أن يحاول منح الفرصة لجميع اللاعبين كي يحافظ على إمكانيات التشكيلة من الناحية البدنية. في مواجهتكم أمام نادي آرسنال الإنجليزي، لن تكون لكم أي فرصة للخطأّ، خاصة أن المواجهة ستلعب على أرضكم وأمام جمهوركم؟ هذا صحيح، فعلينا أن نفوز ونحقق نتيجة عريضة في لقاء الذهاب بملعب سانسيرو، فضلا عن ذلك علينا أن نتفادى تلقي الأهداف، فلديها قيمة كبيرة لما تسجل خارجة الديار، مع العلم أن هذه المواجهة ستكون غاية في الصعوبة. الخبر المفرح أنك مؤهل للعب رابطة أبطال أوروبا مع نادي ميلان، ماذا يمكن أن تقول في هذا الشأن؟ تريدون معرفة الحقيقة، لم أكن أبدا أتوقع أن يتم تأهيلي للعب مواجهات رابطة أبطال أوروبا، فكانت المنافسة بيني وبين الدولي الغاني مونتاري، لكنهم اختاروا اسمي أنا وهذا أمر يسعدني كثيرا، لأن لعب كأس رابطة أبطال أوروبا يسعد كل اللاعبين في العالم وليس جمال مصباح فقط. يبدو أنك ستدشن أول مشاركاتك مع ناديك الجديد في رابطة أبطال أوروبا هذا الأسبوع؟ لا أخفي عليك أنني لا أريد أن أتسرع، ففي حال استدعاني المدرب أليغري، سأحاول تقديم كل ما لدي فوق الميدان، وفي حال لم أشارك فلا يوجد أي مشكل، المهم أن نفوز بالمواجهة كي نكون في أحسن أحوالنا خلال لقاء العودة كي نتمكن من تحقيق التأهل. لما تلعب في ناد كبير مثل الميلان، ما الذي يتغير مقارنة بالنوادي الصغرى؟ أول شيء يتغيّر هي كثافة التدريبات، فضلا عن ذلك هناك قيمة اللاعبين الذين يكونون فريقا كبيرا مثل ميلان، فهم لاعبون لا يضيعون أبدا ترويض الكرات أو تمريرها، وبالنسبة لي هنا يكمن الفارق بين الميلان والفرق الصغيرة، فضلا عن ذلك، فكل التدريبات التي أخضع لها في الميلان تعتبر لقاء رسميا عليّ أن أقدم كل ما لدي فيها من أجل إقناع المدرب بمكانتي الأساسية، فرغم أنني شاركت لحد الآن في أربع كأساسي، لكنني لم أضمن بعد مكانة أساسية، وفي حال فكرت في العكس سيكون خطأ كبيرا، وبكل بساطة، لما تلعب في الروسينيري، تحس نفسك أنك هنا من أجل الفوز وفقط. حدثنا، كيف تجري الأمور بالنسبة إليك خارج التدريبات؟ حتى خارج التدريبات الأمور تسير على أحسن ما يرام، لقد حصلت مؤخرا على شقة وعائلتي التحقت بي منذ أسبوع، لهذا أنا على ما يرام من هذه الناحية، فلا ننسى نحن الجزائريين نتأقلم في كل مكان، ولا نملك أي مشكل، رغم أن الجزائريين لا يتواجدون وبقوة في ميلان عكس المغاربة، إلا أنني لما شاهدت العلم الجزائري في ملعب سانسيرو مؤخرا فرحت كثيرا لذلك. وكيف هي علاقتك مع زملائك وهل لديك أصدقاء جدد في الفريق؟ أولا ...أريد القول أنني على علاقة جيدة مع كل اللاعبين، لكنني بشكل خاص أتفاهم كثيرا مع اللاعب ميكساس، فهو شخص رائع، دون نسيان فلافيو روما وماكسي لوباز، فأنا على علاقة جيدة بهما، لكنني أريد القول أن في الميلان هناك الكثير من اللاعبين الكبار لكنهم طيبون، فلما أمضيت في فريقهم خشيت أن لا أتقلم مع هؤلاء النجوم، لكنني اندهشت لطيبتهم، وأؤكد لكم أنهم رغم شهرتهم لكنهم أناس عاديون جدا مثلي أنا ومثلكم. أناس طيبون خارج الميدان لكن فوق المستطيل الأخضر، كيف تسير الأمور؟ على أرضية الميدان هم لاعبون متطلبون جدا، فلما تضيع كرة وكرتين وثلاثا لا يتقبلون ذلك، فلاعب مثل إبراهيموفيتش مثلا ينزعج من تضييع الكرات ولا يجد أي حرج في انتقاد اللاعب الذي ضيّع الكرة، لكن هذا يدخل في عقليته ورغبته الكبيرة في الفوز، وفي مهاجم متقن في عمله، نفس الشيء بالنسبة للاعب روبينيو، فهم لاعبون يحبون الإتقان في العمل، وبكل صراحة هذا يساعدني كثيرا على تحسين مستواي فوق الميدان أنا بشكل شخصي خاصة لما تلعب مع لاعبين كبار. خاصة أن مصباح ضيع هذه المرة عطلته الشتوية، فهل عاد ذلك عليك بالفائدة؟ قررت هذا الشتاء أن لا آخذ عطلة، بل باشرت التدريبات بمفردي، ولم أكن أعلم أنني سأمضي في نادي كبير مثل الميلان حينها، ومن دون شك ساعدتني كثيرا تلك الفترة، ولم أتعرض لإصابات بعدها، وما دمت في الميلان عليّ تقديم كل ما لدي والعمل أكثر، خاصة أنني أمضيت أربع سنوات ونصف، وهدفي البقاء لفترة أطول في هذا النادي الكبير. الصحافة الإيطالية تقول أنك قدمت أداء جيدا لكنك لست متحررا بشكل كبير؟ لا أشاطر رأي الصحافة الإيطالية، فليس سهلا اللعب أمام فريق كبير مثل أودينيزي، وصعب جدا بالنسبة إليّ الصعود وترك مكاني، فلم أكن أخشى الصعود، لكن لما تلعب في الميلان صعب جدا عليك أن تخطئ، لهذا لعبت بتلك الطريقة وحاولت الحفاظ على أدائي الدفاعي قبل الهجومي. من دون شك، تحدثت مع المدرب وحيد حاليلوزيتش بعد إمضائك في الميلان؟ أجل... لقد تحدثت مع حاليلوزيتش وأخبرته بإمضائي في ميلان، وهنأني كثيرا على ذلك، وطلب مني العمل أكثر للفوز بمكانة أساسية في هذا النادي الكبير، وهذا شيء عادي بالنسبة لمدرب متطلب، ويريد الحصول على لاعبين في أحسن أحوالهم ويشاركون مع نواديهم، كما أن هناك بعض لاعبي المنتخب الوطني من اتصلوا بي وهنؤوني على إمضائي في ميلان وأنا أشكرهم على ذلك. لما تلعب كأساسي وتشاهد لاعب مثل زامبروتا في كرسي الاحتياط، كيف تحس؟ هذه الحالة تمنحني مسؤولية أكبر مما تتصورنها، لكنها في نفس الوقت مفخرة كبيرة بالنسبة لي، فمؤخرا فكرت وقلت كيف أنا ألعب وبطل العالم زامبروتا على كرسي الاحتياط، فصدقوني فكرت في ذلك. وكيف تفعل لتكون في مستوى الثقة التي وضعوها فيك؟ أولا.. أشكر كثيرا والديّ اللذين ربياني بشخصية قوية، وشخصيتي هي التي تسمح لي باللعب مع النجوم بكل راحة، كما أنني أضع رجلي على الأرض ولا أفكر كثيرا في مثل هذه الأمور، لكني أعلم أنه أمامي الكثير كي أصل إلى المستوى العالمي. كيف كانت ردة فعل والديك لما علما أنك أمضيت في الميلان؟ فرحا كثيرا لذلك وهم فخوران بي، وحتى أخوتي فرحوا بي أيضا، لكن بالنسبة للوالدين سواء ألعب في الميلان أو فريق صغير ، فأنا دائما مدللهم. لنتحدث عن غامبيا، لقاء صعب وهام، وحصة تدريبية واحدة في بانجول، فكيف ستكون المهمة؟ أظن أننا مطالبون بوضع كل المشاكل التي ستعيقنا وكل ما ينتظرنا من تعقيدات بخصوص هذا اللقاء جانبا، فرغم كل الاحترام الذي أكنه لهذا المنتخب الذي لن تستصغره أبدا، فلن يخيفنا أبدا هذا الفريق، فنعلم أننا لم نلعب في إفريقيا وأمام منتخب إفريقي على أرضه وأمام جمهوره، علينا أن نكون جاهزين لكل الاحتمالات، وإن شاء الله سيكون لقاء إعادة ميلاد المنتخب الوطني، وفي كل الأحوال أنا متشوق للعب المواجهة، وأقول في حال لعبنا بطريقتنا الجزائرية، ونجد روح المجموعة التي تأهلنا بها للكان والمونديال، سنحقق نتيجة جيدة في بانجول. هل شاهدت لقاءات الكان وهل من تعليق؟ شاهدت مواجهة زامبيا وغانا ولا أخفي عليك أنني تمنيت لو لعبت كأس إفريقيا الحالية، والآن هناك المنتخب المالي الذي يجب الحذر منه، رغم أنني لا أشاهده لكن نتائجهم تتحدث عنهم، وفي الأخير علينا أن نحذر من كل منافسينا وليس من مالي فقط. شكرا لك جمال على سعة قلبك ونترك لك المجال لتختم هذا الحوار الشيق العفو..أنا بدوري أشكركم وأوجه تحياتي لملايين الجزائريين الذين سعدوا بتوقيعي في الميلان وأعدهم ببذل مجهودات كبيرة للتألق مستقبلا مع هذا الفريق العملاق.