فجرت صحيفة « بوت فوتبال كلوب» الفرنسة الخاصة بأخبار نادي سانت إيتيان قنبلة من العيار الثقيل في عددها الصادر ليوم أمس عندما أشارت إلى أن أسبابا عنصرية دينية وسياسية هي التي كانت وراء تقديم غلام لاعتذاراته من أجل العودة لصفوف الفريق الأول بعدما تم إنزاله في وقت سابق للعب مع الفريق الثاني على خلفية فشل صفقة انضمامه إلى نادي طورينو بسبب تدخل أحد أشقائه في القضية ، الصحيفة قالت أن غلام كان يريد الانتقال إلى طورينو وأن النادي هو من فشل في إتمام الصفقة بسبب ما سمي بالضمانات المالية فلماذا يقدم غلام اعتذاراته عن شيء لم يكن السبب المباشر فيه . البداية كانت باختيار منتخب الجزائر على حساب فرنسا كما يعلم الجميع فإن غلام بداية الموسم الفارط كان نجما في ناديه ومن أبرز المواهب الفرنسية وقادم بقوة ليكون أحسن ظهير أيسر في «الليغ1» لتنقلب الأمور بعدها رأسا على عقب وينهي الموسم كأي لاعب عادي بل وكاحتياطي ، الأمور لم تكن بريئة وكان لها عدة أسباب متراكمة كان أولها ونقطة الشرار هي اختياره للمنتخب الجزائري على حساب المنتخب الفرنسي الذي تدرج في مختلف فئاته الشبانية ، غلام كان منتظما في تدريبات ناديه سانت إيتيان ويلعب لفريق آمال فرنسا لكنه فجأة اختار اللعب للمنتخب الوطني الجزائري وهو ما لم تستسغه الإدارة والمدرب غالتيي. جدد عقده وسافر للكان من دون موافقة مدربه السبب الثاني والذي كانت نتائجه وخيمة على غلام هو سفرغلام للعب في «الكان» مع المنتخب الجزائري بداية شهر جانفي من السنة الجارية ، وهي سفرية لم تكن مبرمجة من طرف الإدارة التي كانت قد اتفقت مع اللاعب على عدم السفر مع الجزائر نظرا لحاجتها لخدماته ونظرا أيضا لوجود نصف نهائي كأس الرابطة في ذلك الوقت( لعب يوم 15 جانفي ) لكن غلام ضرب بأوامر مدربه عرض الحائط وقرر السفر مع المنتخب والمخاطرة بمشواره ليعود بعدها ويجد نفسه بديلا . عاد بعد مشاركة مخيبة في «الكان» وبات من المغضوب عليهم عودة غلام لم تكن مثل يوم سفره بالمرة، حيث عاد مباشرة إلى كرسي الاحتياط ووجد نفسه بديلا للاعب اسمه جوناتان بريزون ، وحتى وإن كان بريزون يقدم مستويات طيبة إلا أن إبقاء غلام في كرسي الاحتياط لم يكن بسبب تدهور مستواه بل بسبب وضعه في القائمة السوداء والسبب أنه اختار تمثيل بلده الجزائر في أكبر المحافل الإفريقية ، غلام لم يوفق لا مع المنتخب بعد أن وضعه حاليلو بديلا لمصباح ولم تكن عودته موفقة أيضا بعد أن وجد نفسه بديلا لبريزون . احتفال غلام بالعلم الجزائري في شوارع سانت إيتيان النقطة التي أفاضت الكأس ولو أن ما سبق من أسباب أدت إلى تدهور علاقته بناديه كافية لإخراجه نهاية الموسم إلا أن سببا قويا آخر كان دافعا للمعركة الكبرى التي وقعت فيما بعد ، صحيفة « Butfootballclub » الفرنسية قالت أن احتفال غلام بتتويج فريقه بكأس الرابطة الفرنسية رافعا العلم الوطني في شوارع سانت إيتيان أغضب رئيسه كثيرا، لأنه رفض أن يحمل أي علم وطني ومؤكدا على ضرورة رفع شعار النادي ، غلام وكعادته ضرب بأوامر مدربه ورئيسه عرض الحائط ووضع العلم الوطني على رقبته في تحد صارخ لأوامر إدارته التي وضعته مجددا ضمن قائمة المغضوب عليهم. طلب المغادرة واختيار نهاية الموسم سبب إضافي رغم أنه تعرض لظلم كبير، بدءا بالتضييق على خياراته ووصولا إلى منعه من الاحتفال بعلم وطنه الجزائري إلا أن إدارة سانت إيتيان تضايقت أكثر في آخر الموسم والسبب بسيط ، غلام وبعد كل ما تعرض له طالب بلقاء الرئيس وطلب منه الرحيل نهاية الصيف وهذا لعدم حاجة النادي إليه وهو أمر أغضب الرئيس كثيرا فكيف للاعب تربى وترعرع في سانت إيتيان أن يطلب المغادرة بهذه السهولة ، روميار غضب كثيرا من لاعب الخضر وأكد له أن أبواب الرحيل مفتوحة على مصراعيها . إدارة سانت إيتيان طالبت غلام بإفطار رمضان واللاعب تحداها مجددا بالصيام لكي تكتمل فصول المسرحية بنجاح، بإثبات خطأ غلام أمام الصحافة المحلية وأنصار النادي طالب روميار ومعه المدرب كريستوف غالتيي لاعبه الجزائري بإفطار شهر رمضان الفضيل وهذا بسبب تزامنه وفترة التحضيرات الصيفية ، غلام وكما فعل طيلة السنة تحدى الإدارة وشدد على ضرورة صيام شهر رمضان لأنه لا يتلاعب بمثل هكذا أمور ، إدارة سانت إيتيان حاولت الضغط لكنها فشلت مجددا أمام تحدي اللاعب الذي أثبت مرة أخرى أنه أقوى من الإدارة بقوة حجته وصحة آرائه « . رولاند روميار: « من الآن فصاعا لا دخل للدين والسياسة في الرياضة واللاعب فهم هذا وقدم اعتذاراته » استدلت الصحيفة السابقة الذكر في الأخير بتصريح روميار الذي أطلقه مؤخرا ولم يفهمه أحد حينها ، رئيس نادي سانت إيتيان قال أنه أفهم غلام أنه من الآن فصاعدا لا يجب إدخال الدين والسياسة في الأمور الرياضية واللاعب تفهم الأمر وأقر بخطئه وقدم اعتذاراته ، روميار كان يقصد صيام رمضان بأمور الدين وحمل العلم الجزائري بأمور السياسة ونهى اللاعب عن فعلها مجددا وبعد أن أقر بخطئه تمت إعادته للمجموعة!! هل قدم غلام اعتذاراته على مثل هذه الأمور أم أنها حرب جديدة تشن على اللاعب ؟ كلام الرئيس والصحافة الفرنسية فيه الكثير من اللبس ، فهل قدم غلام فعلا اعتذاراته عن صيام رمضان ؟ وهل قدم اعتذاراته على حمل العلم الوطني ؟ أمور فيها الكثير من الشك لأن لاعبا مثل غلام تربى تربية جزائرية إسلامية صحيحة لا يمكن أن يفعل هذا ، وحتى إن صدقت رواية إدارة سانت إيتيان فهل يعني هذا أن غلام لن يصوم مجددا ؟ إنها علامة استفهام كبيرة يجب أن توضع حول هذه الأمور في انتظار اتضاح الرؤى أكثر حول الأمر.