الوفاق في مهمة انتحارية من أجل التأهل إلى المربع الذهبي ستكون أنظار أنصار وفاق سطيف موجهة هذه الأمسية بدءا من الساعة الثانية والنصف بتوقيت الجزائر نحو وسط القارة السمراء وبالضبط إلى مدينة لوبومباشي الكونغولية، أين سيلعب نسور الهضاب مواجهة مصيرية في كأس الكاف أمام متصدر المجموعة الثانية فريق تي بي مازيمبي الكونغولي. الخسارة ممنوعة على الوفاق بالنظر إلى الوضعية التي أفرزتها الجولة الرابعة من منافسة كأس الكاف الإفريقية بتعادل الوفاق على أرضية ميدانه أمام الفتح الرباطي، فإن تشكيلة المدرب خير الدين مضوي ستكون أمام حتمية العودة بنتيجة إيجابية إلى الجزائر. التعادل سيكون أسوأ الحالات وإذا كانت العناصر السطايفية تبحث عن العودة بنتيجة إيجابية، فإن أسوأ نتيجة مسموح العودة بها إلى الجزائر هي التعادل، لأنّه في حال الخسارة ، فإن الوفاق يصبح خارج الحسابات ويقصي بصفة رسمية من المنافسة. رائد المجموعة وفي ميدانه…أمر يزيد من صعوبة المهمة بالتأكيد فمهمة الوفاق ليست مثل المواجهات السابقة، لأن الفريق السطايفي لن يواجه هذه المرة فريقا عاديا، ولكنه سيواجه رائد المجموعة وأقوى فريق فيها وعلى أرضية ميدانه، وهو الأمر الذي سيجعل المهمة أصعب. الفوز أمام الهلال السوداني خير مثال ولكن الوفاق ورغم صعوبة المهمة، إلا أنّ له تجربة سابقة مع الهلال السوداني في أم درمان، أين أوقف السطايفية مسيرة 119 مقابلة و6 سنوات في المجموع دون خسارة للهلاليين على أرضية ميدانهم، كما أنّ الهلال نفسه أعطى للسطايفية السيناريو المناسب في لوبومباشي، لأنه في نصف نهائي رابطة أبطال إفريقيا سنة 2010خسر الهلال على أرضية ميدانه بنتيجة (2-5) أمام مازامبي، وفي الإياب كاد السودانيون أن يقلبوا الطاولة على مازامبي وفازوا عليه في ميدانه ب (0-2) وهي المواجهة التي كانت قد جرت في أكتوبر 2010. سطيف قادرة على رفع التحدي تبقى التشكيلة السطايفية قادرة على رفع التحدي، وتحقيق النتيجة التي تريدها في لوبومباشي، من أجل الإبقاء على أحلام السطايفية في التنافس على اللقب الإفريقي في الفترة الحالية، وأكثر من مرة كان الوفاق يعود من بعيد، بعد أن كان يظن الجميع أن المهمة انتهت. وبتعداد أكثر خبرة هذه المرة كما أن التشكيلة ومقارنة باللقاء الأول أمام تي بي مازامبي، ستكون أفضل من ناحية التعداد، فرغم غياب أفضل لاعبي الموسم الماضي لڤرع ومراد دلهوم، إلا أن الوفاق سيستفيد من عودة بعض العناصر التي لها الخبرة القارية الكبيرة، خاصة وأن الخبرة في إفريقيا هي أكبر شيء مطلوب لتسيير المقابلات. يجب الصمود في البداية وتفادي الأهداف المبكرة بحكم التجربة التي اكتسبتها العناصر السطايفية والخبرة في ميادين إفريقيا، فإن أهم النقاط التي يجب التركيز عليها هي الصمود في بداية اللقاء وتفادي تلقي الهدف المبكر، لأن مشكلة الوفاق دوما في السفريات الإفريقية في السنوات الأخيرة كانت تلقي هدف في أول 5 دقائق ما يصعب من مهمة العودة في اللقاء، في حين أن المباريات التي سير الوفاق أشواطها الأولى بطريقة جيدة كانت في صالحه كما حصل في خرجة بنزرت، ولو أن مستوى بنزرت التونسي ليس مستوى تي بي مازامبي دون شك. أرضية الميدان والحرارة المعتدلة عاملان إيجابيان كما ذكرنا في أعدادنا السابقة، فإن التشكيلة السطايفية ستلعب في أجواء مريحة جدا من ناحية درجة الحرارة المعتدلة هذه الأيام بلوبومباشي، وكذا أرضية ملعب ملعب مازامبي المعشوشبة اصطناعيا ومن الجيل الرابع والتي سيكون الوفاق السطايفي أول فريق جزائري يلعب عليها، وهما أمران مساعدان للوفاق. الضغط سيكون رهيبا في الملعب لكن في المقابل فإن الضغط سيكون شديدا جدا على العناصر السطايفية أمسية اليوم، لأن المقابلة ستجرى أمام 18 ألف متفرج، وستعرف لوبومباشي عرسا كبيرا كما يحدث بمناسبة كل لقاء لمازامبي على أرضية ميدانه، وبضغط شديد وطقوس إفريقية غريبة أصبحت العناصر السطايفية متعودة عليها. المقابلة 135 إقليميا و 80 إفريقيا للوفاق لأن الوفاق أصبح يسير بنسق سريع في السنوات الماضية بخصوص المقابلات الإقليمية التي يشارك فيها، فستكون مباراة سهرة الليلة بالرقم 135 في تاريخ مواجهات الوفاق الإقليمية في كل المنافسات منذ أول مباراة كان الوفاق قد لعبها في مارس 1981 أمام كامبالا سيتي الأوغندي، في حين أن مباراة اليوم ستكون أيضا بالرقم 78 في تاريخ الوفاق مع المواجهات الإفريقية، بحكم أن الفريق السطايفي له 55 مباراة أخرى في منافسات دوري أبطال العرب (44 مقابلة)، كأس شمال إفريقيا (9 مقابلات)، والكأس الآفرو- أسيوية (مقابلتان)، علما أنّ الوفاق له مقابلتان متبقيتان في دوري المجموعات مضمونتان، كما يلعب مبارتين أخريين في رابطة الأبطال 2014 بصفة مؤكدة، ويبقى الأهم في القضية أن الوفاق بإمكانه ضمان أكثر مقابلات قارية في حال تأهله إلى المربع الذهبي. تجربة "الوفاق" في أدغال إفريقيا تجعل التحكيم الهاجس الوحيد تبقى النقطة الوحيدة التي لا يتفاءل بها أعضاء وفد وفاق سطيف هنا في لوبومباشي، هي التحكيم الذي أصبح هاجسا حقيقيا ل "الوفاق" منذ انطلاق المغامرة الإفريقية. فرغم أن الطاقم التحكيمي الذي عيّنته "الكاف" لإدارة قمة المؤخرة ليس لديه أي سوابق لا مع الوفاق ولا مع تي بي مازامبي، إلا أن التجارب السابقة ، تجعل أصحاب البذلة السوداء هاجسا حقيقيا للوفاق. لذلك فقد تحدث المدرب مضوي مع لاعبيه، وأكد لهم ضرورة التركيز فقط على ما يدور في المستطيل الأخضر وعدم الاهتمام كثيرا بقرارات الحكام. التشكيلة المحتملة للوفاق: خضايرية، زيتي، خثير، بوكرية، دمو، ملولى، قراوي (بن شادي)، فراحي، جحنيط، مادو فرنك، غورمي. مبعوثنا إلىالكونغو إبراهيم خرفية