يتحدث الدولي الجزائري عامر بوعزة مهاجم نادي ميل وال الإنجليزي عن مباراة بانجول التي تنتظر النخبة الوطنية يوم الأربعاء المقبل كما يفتح القوس في “الحوار الذي خص به الزميلة “كومبيتيسيون” الصادرة اليوم ليتحدث عن الوضعية الصعبة التي يعيشها في ناديه اللندني والتي جعلته حبيس دكة الاحتياط في فريق يعاني في المراكز المتأخرة من بطولة الدرجة الثانية الإنجليزية. عامر ، نريد أولا أن نتحدث عن مباراة يوم الثلاثاء الفارط التي جمعت فريقك بنادي بولتون والتي لم تستدع فيها بتاتا ضمن قائمة ال18 ،ما هو السبب الذي جعلك تغيب رغم عودتك في المباراة السابقة ومشاركتك في ال18 دقيقة الأخيرة من عمر مواجهة ميدلسبرو؟ أصارحكم القول، فإن وضعيتي في ميل وال سيئة هذه الأيام، خاصة أن مدرب ميل وال لم يعد يعتمد على خدماتي منذ بداية السنة الجارية، حيث لم أفهم سبب ذلك كما أن المسؤول الأول عن الطاقم الفني لم يعطيني تفسيرات لقراره. وماذا فعلته على ضوء هذه المعطيات؟ أنا لاعب محترف كما تعرفني، واصلت تدريباتي بصفة عادية وسأفعل ذلك كما أنني سأحارب لتحسين وضعيتي ولياقتي البدنية حتى أكون في المستوى مع نهاية الموسم قبل أن أبحث عن فريق يتيح لي فرصة اللعب بانتظام. إذن هل هو الطلاق بين بوعزة وميل وال؟ نعم، يمكن قول ذلك، سأغادر ميل وال خاصة أنني لاحظت منذ بداية الموسم أنني لا ألعب أساسيا بانتظام وبما أنني لست شخصا منافقا، فقد قررت الاجتماع والحديث مع رئيس ومدرب النادي، حيث أكدت لهما أنني لا أجد سببا مقنعا لبقائي على دكة الإحتياط خاصة أنني أرى خلال التدريبات أنه بإمكاني اللعب في ميل وال بعينين مغمضتين. وماذا كانا ردهما على ماقلته؟ في البداية، لم يردا على تصريحاتي لكنهما اقتنعا برغبتي في الرحيل نهاية الموسم خاصة أنني قلت لهما أنني في سن ال27 لم يبقى لي زمن كبير لتضييعه وأنه يتوجب عليّ البحث عن مستقبلي مع فريق آخر لتفجير طاقاتي والعودة إلى مستواي المعهود. هذا يعني أن غيابك عن مباريات فريقك الأخيرة ليس بسبب إصابتك في الكاحل مثلما أشارت إليه بعض الصحف الإنجليزية في وقت سابق؟ لكن وعن أي إصابة تتحدثون، فأنا لم أتعرض إلا لشد عضلي لا يستدعي ركوني إلى الراحة لأكثر من أسبوع لكن بعض وسائل الإعلام تمادت في كلامها وقالت أنني أعاني من إصابة خطيرة ستحرمني من حضور مباراة غامبيا وهو ما حز في نفسي كثيرا. لكن البعض يرى أنه ليس من حقك الحضور ضمن قائمة ال24 المعنية بمواجهة غامبيا نهاية الشهر الجاري بما أنك لا تشارك في مباريات فريقك؟ أولا، أريد أن أؤكد أن دعوتي لحضور مقابلة الخضر هي توفيق من الله كما أن الناخب الوطني هو من قام بدعوتي والأدرى بوضعيتي وقدرتي على تشريف ألوان الخضر في المباراة القادمة وليست وسائل الإعلام التي لاحظت أنها ومنذ نشر القائمة الإسمية وهي تهاجمني كأنني سرقت مكانتي.. حقيقة، فأنا لم أحظ برعاية وسائل الإعلام مثلما حدث مع بعض زملائي. وماذا تقول في هذا الشأن؟ أود أن أؤكد للجميع أن الناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش لا يستدعي اللاعبين دون سبب مقنع وبما أنه قام بوضع إسمي ضمن قائمة المعنيين بمواجهة بانجول فلأنني أدخل ضمن مخططاته كما أنني أتشرف دوما بالدفاع عن ألوان الخضر لأنها مهمة وطنية لبلدي الذي أعشقه دوما وأتفاني في تلبية ندائه مهما كانت الظروف وهنا أود أن أقول شيئا مهما. تفضل.. مباراة غامبيا ستكون مناسبة للرد على أعدائي وسأبرهن إن شاء الله للجميع أنني أستحق مكانة مع الخضر في حال منحني “الكوتش وحيد” الفرصة خلال مواجهة الأربعاء القادم. الهدفان الأخيران اللذين سجلهما المنتخب الجزائري في أدغال إفريقيا كانا من توقيعك كما يعلم الجميع في مباراة كوت ديفوار بأنغولا وكذا بدار السلام في تنزانيا، هل ترى أن هذين الهدفين هما من شفعا لك عند الناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش لاستدعائك للقاء غامبيا؟ أظن أن توقيعي لهذين الهدفين ساهم بقسط وافر في استدعائي من طرف مدرب الخضر هذه المرة رغم أنني أمتلك إمكانات أخرى أراها فعالة في ميادين إفريقيا خاصة المقاومة البدنية، المحاربة من أجل الحصول والاحتفاظ بالكرة وهي الإمتيازات التي تعلمتها في الدرجة الثانية الإنجليزية وهي البطولة التي تعتمد كثيرا على القوة البدنية وكذا الذهنية. إذن هذه المزايا التي جعلت حاليلوزيتش يفضلك على بعض اللاعبين الموهوبين الذي أقصاهم عن سفرية بانجول؟ هذه أمور كما قلت لك كما أنني أظن أن حاليلوزيتش فضلني على بعض اللاعبين لأنه يراني قادرا على منح الإضافة اللازمة للخضر في مواجهة الأربعاء القادم وأنا بدوري في حال منحت لي الفرصة فإنني لن أخيب زملائي، الجمهور الجزائري وكذا مدربي وسأبذل قصارى جهدي من أجل المساهمة في العودة بنتيجة إيجابية من بانجول تجعلنا نلعب لقاء العودة في شهر جوان القادم بأكثر أريحية للتأهل إلى الدور الأخير من التصفيات المؤهلة لكان 2013. في المنتخب الجزائري عهدناك تلعب ك”جوكير” خاصة أنك وكلما تدخل في الدقائق الأخيرة من عمر الشوط الثاني تعطي الإضافة المرجوة للتشكيلة الوطنية وتسجل في كثير من الأحيان، هل تفضل اللعب في هذا المنصب أم انك تريد الدخول واللعب كأساسي منذ بداية المواجهة؟ حقيقة، ففي فريقي أود مثلي مثل بقية اللاعبين أن أشارك بصفة منتظمة كأساسي وأحظى بثقة مدربي لكن فيما بتعلق بالمنتخب الجزائري، فالمعطيات تتغير لأن المهم مع الخضر ليست الأرقام أو الحفاظ على المكانة الأساسية بقدر ما يهم تقديم أفضل مردود والمساهمة في تسجيل الأهداف وتحقيق الانتصارات تلو الأخرى وهنا أفتح القوس لأضيف لك شيئا آخر. تفضل عامر، فنحن هنا من أجل أن توضح لنا عديد الأمور؟ مع المنتخب الجزائري، لا يهمني أن أشارك ل10دقائق أو 30 دقيقة أو أجلس على دكة الإحتياط لأن أهم شيء هي أن يفوز منتخبنا ويقدم أفضل مردود ونسعد ملايين الجزائريين الذين يتوقون دوما لاستعادة أفراح سنتي 2009 و2010. لكن هناك ظروفا صعبة قد تمنعكم من تحقيق الأهداف المرجوة في غامبيا، ماذا تقول في هذا الشأن؟ أنا لا أعرف غامبيا لأنني لم أكن حاضرا في المواجهتين السابقتين اللتين واجه فيهما الخضر منتخب العقارب سنتي 2007و2008 لكنني أعرف جيدا أدغال إفريقيا والظروف المناخية القاسية التي تتسم بها بداية من درجة الحرارة المرتفعة مرورا بالرطوبة وكذا بعض التصرفات اللامدنية لبعض اللاعبين الأفارقة خاصة عندما نلعب خارج ميداننا...اختصارا لما سبق أن قلت فإن أرضية الميدان والمناخ لن يشكلا لي عائقا، أنما هنا مستعد من أجل إعطاء كل ما عندي من أجل المنتخب الوطني. نترك عامر الآن ونتحدث عن جديد المنتخب الوطني، نظن أنك تعرف باستدعاء كل من لياسين بن طيبة كادامورو لاعب سوسييداد الإسباني وكذا محمد شلالي مهاجم أبردين لحضور سفرية بانجول، هل يمكن أن تقول شيئا بشأن هذا؟ أقول لهذا الثنائي شيئا واحدا وهو أن اللاعبين القدامى في الخضر وعند استدعائي لأول مرة لصفوف المنتخب الجزائري سنة2007 بمناسبة مقابلة ليبيا، رحبوا بي في عائلتهم الجديدة وسهلوا مهمة اندماجي وهو نفس الشيء الذي سيحدث مع شلالي وكادامورو اللذين نرحب بهما من الآن. هل من كلمة أخيرة نختم بها حوارنا الشيق؟ أود أن أقول للشعب الجزائري أنني وبقية زملائي نعمل بجد لتخطي النتائج السلبية التي حققت في السنتين الفارطتين ونرى أن ذلك لن يتحقق إلا بالفوز في غامبيا خاصة أن المدرب حاليلوزيتش سيعد العدة لذلك وبتضامن اللاعبين وشجاعتهم إن شاء الله سنحقق نتيجة إيجابية ستكون في مستوى تطلعات الجماهير العاشقة للكرة في الجزائر.