دون شك يتساءل الكثير من محبي «الخضر» عن سبب «الدوشة المجانية» التي يثيرها في كل مناسبة المدرب البوسني وحيد حاليلوزيتش بخصوص سابقيه ، سيما صانع ملحمة أم درمان وأشباله، عنتر بن شداد و زياني ومطمور وبلحاج والآخرون، حيث لا يفتح نقاش عن المنتخب الجزائري رفقة «حاليلو» إلا ويوّجه هذا الأخير انتقاداته لسعدان ولهذا المنتخب الذي أخرج أربعين مليون جزائري إلى الشارع سواء في بلد الشهداء أو في الغربة، ورغم ذلك فإن التاريخ سيحتفظ لسعدان بما فعله ليس فقط في 2010 بل في مونديال الأواسط مع مخلوفي سنة 78 ثم في مونديالي إسبانيا والمكسيك 82 و86 على التوالي. التاريخ سيحتفظ كذلك بما حققه حاليلوزيتش مع الجزائر وتأهيلها لمونديال البرازيل ولن ينكر أحد ما قام به البوسني من عمل ولن نكون جاحدين، وبالتالي لكل مدرب حقبته نجح في أشياء وأخفق في أخرى، صنع فرحة الجماهير في أيام وأبكى محبي «الخضرة» في أخرى، و ذكر سابقيه بسوء سيجعل الكوتش وحيد قبلة للانتقادات في الآتي، لأن مهنة التدريب هي هكذا ، وحتى مورينيو عملاق التكتيك وتسيير النجوم تلقى انتقادات لاذعة في مدريد. وقد يظن البعض بأن حاليلوزيتش يحقد على سعدان لشيء ما بينهما، لكن الحقيقة غير ذلك، فالذين يحقدون على سعدان وجيل أم درمان هم الذين اختلفوا مع الشيخ رابح وأرادوا إخراجه من الباب الضيق، ويستخدمون البوسني لنقل تحليلاهم الكروية الساذجة، فتارة يقولون له بأن الخضر في تلك الفترة لا يلعبون كرة جميلة ولا يسجلون سوى بكرة ثابتة، وتارة يقولون له بأن التأهل إلى المونديال على حساب مصر منتخب القرن، هو ضربة حظ فقط بمساهمة لعبة الكواليس، وفي بعض المناسبات يحيون كلاما يضحك حول المشاركة الهزيلة للجزائر في المونديال ونسوا المباراة البطولية ضد إنجلترا التي ما زالت تباع على أقراص مضغوطة بتعليق الزميل حفيظ دراجي، ونسي الجميع بأن سعدان بطريقته الدفاعية سجل ثلاث مرات في مرمى كوت ديفوار، وفاز بثنائية في زامبيا وسجل أربعة أهداف في مرمى الحضري بالبليدة وبأم درمان وسجل رباعية ضد رواندا وهزمنا الأوروغواي الثالث عالميا، ولعبنا المونديال بأرمادة من المصابين، وفي تلك الفترة لم يكن للخضر عناصر شابة وموهوبة مثل فيغولي وبلفوضيل وبراهيمي وتايدر وغلام وسوادني وغيرهم، وكنا نلعب بالروح القتالية أكثر من الفعالية الفنية لقلة اللاعبين ذوي المستوى العالي. صحيح أن «مدربين كبارا يقودون منتخبات صغيرة» مثلما قال وحيد ، والمدرب الكبير هو الذي ينجح في تحقيق المعجزات بلاعبين صغار مثلما فعلها سعدان ومشكلة البوسني حاليا أنه تحت قبضة أطراف تغني له وهو يعيد الكلام كالببغاء و في فخهم، فلا يعقل أن ينتقد وحيد مشاركة الخضر في آخر مونديال وهو لا يدري ما فعلناه ضد إنجلترا مع كابيلو، فهل نسي حاليلوزيتش بأن الجزائر عبثت بألمانيا العظمى في خيخون، وهزمتها شر هزيمة بماجر وبلومي وعصاد ؟ وهل نسي حاليلوزيتش بأن الجزائر لقنت برازيل زيكو وسوقراطيس وأيدير درسا في كرة القدم وصفق علينا ملايين المتفرجين في غوادلاخار سنة 86؟ …. الظاهر أن حاليلوزيتش لم يطلع جيدا على تاريخ الكرة الجزائرية وعوض أن يستمر في الاستهزاء بالجزائر التي جعلته مليارديرا بالأورو ورفعناه فوق رؤوسنا، عليه بوضع رجله على الأرض و كلما رفع عاليا بفضل كرمنا فإن السقوط سيكون شديدا. فالجزائر لم تكتشف الكرة معك يا وحيد ومن يغرد في أذنيك للتهجم على كل ما هو جميل في مسيرتنا الكروية عليه أن يفهم بأن التاريخ لا يمحى .