انتفض فريق مولودية وهران بقوة، في هذه الجولة بالفوز بنتيجة عريضة على حساب شبيبة الساورة، أربعة أهداف كاملة مقابل هدف وحيد. وهو الفوز الذي يسمح للفريق بأن يخطو خطوة كبيرة في صراعه من أجل تحقيق شرف البقاء ضمن حظيرة الكبار، خاصة وأن كل من أهلي البرج وشباب عين الفكرون انهزما في هذه الجولة. الآن الفريق يبتعد رويدا رويدا عن الفرق الثلاثة المهددة بالسقوط، حيث أصبح الفارق بين مولودية وهران وشباب عين الفكرون، وأول فريق مهدد بالسقوط بأربع نقاط. لو يتمكن النادي من تأكيد هذا الفوز والعودة بمثله أو على الأقل بالتعادل من ملعب 20 أوت ببرج بوعريريج الأسبوع القادم نستطيع القول أنه سيضمن بنسبة كبيرة بقاءه ضمن حظيرة الكبار. فوز أول أمس انتصار مهم للغاية، وقد كان الفريق يبحث عنه ولو بنصف هدف، في الأخير فاز بنتيجة ثقيلة، وقد يكون هذا الفوز هو «الديكليك»، الذي يبحث عنه الجميع، وهو الذي يعيد المولودية لسكة الانتصارات وقد طاردت المولودية الشبح الأسود بتحقيق أول فوز في سنة 2014، في البطولة، في مرحلة العودة ومنذ ثلاثة أشهر كاملة. من جهته، المدرب العائد عمر بلعطوي حقق أول انتصار له منذ عودته لقيادة العارضة الفنية للفريق. المولودية أدت أحد أحسن مبارياتها والفعالية تعود من جديد أدى فريق مولودية وهران أحد أحسن مبارياته بالفوز العريض المحقق، والنقطة الإيجابية حيث أن الفريق تمكن من تسجيل أربع أهداف كاملة، وبهذا الفعالية عادت من جديد، وما لم يسجله في المواجهات السبع الأولى لمرحلة العودة حقق ضعفه في 90 دقيقة فقط، ولو نستند لما قام به رفقاء داغولو فإن الفريق قد عاد أخيرا لسكة الانتصارات ويكفي هذا الفوز لكي يزيل الشك وفقدان الثقة للفريق الذي كان يعاني منه منذ عدة أسابيع. الإطاحة بالساورة جاءت في الوقت المناسب، خاصة لو نضيف في نفس الوقت هزيمة «السلاحف» المفاجأة بملعب ذبيح دمان، فإن المولودية تخطو خطوة كبيرة لتحقيق شرف البقاء ضمن حظيرة الكبار. بلعطوي منح الفرصة لفكيه وابن مرسى الكبير رد له الجميل ومن بين الأمور الملفتة للانتباه في هذا اللقاء أو بالأحرى اكتشاف الأنصار فهو ابن المرسى الكبير، منير فكيه، وكان المدرب عمر بلعطوي قد فاجأ الجميع باستدعائه بدلا من لاعبين يملكون الخبرة مثل عمران وبوعيشة، وزاد «الكوتش» من إبهار الجميع بإقحامه أساسي، في الوقت الذي ولا أحد يجازف بإقحام لاعب شاب في فريق يلعب من أجل البقاء ولم يفز منذ ثلاثة أشهر، لكن المدرب الأسبق لإتحاد الرمشي كان شجاعا ومنحه الفرصة وفي الوقت الذي كان الفريق متفوقا بهدفين دون رد، بقي البعض في المنصة الشرفية ينتقد خيار المدرب، لكن الشاب الواعد منير أغلق أفواه المشككين ورد الجميل لمدربه عمر بلعطوي بتسجيله هدف ثالث وبعدها رابع. طريقة تسجيل فكيه توحي بأنه «ثعلب المنطقة المحرمة» لم يكن هناك تأثير واضح للاعب على طريقة لعب الفريق في التسعين دقيقة، حيث لم نشاهده كثيرا في المباراة، لكننا شاهدناه جيدا في المنطقة التي ننتظر منه أن يظهر فيها وهي منطقة ال18 متر، حيث استرجع كرة بلعباس التي ارتطمت بالقائم وحولها لهدف واستغل خطأ فادح للمدافع وسوء تفاهم بينه وبين الحارس ليسكن الكرة في الشباك. هذين الهدفين ليسا أجمل الأهداف التي تسجل لكن إن دلا على شيء فإنما يدلان أن صاحبهما قناص أهداف حقيقي وأنه «ثعلب المساحات». يجب على لاعب الآمال في نفس الوقت أن يضع الغرور جانبا وأن يواصل العمل، لأن المنتظر منه وهو أن يؤكد كل ما قام به ظهيرة السبت بملعب «موريال». بلعطوي يعيد ما قام به مع هشام شريف وعواج سابقا كان هذا فوز اللاعبين من دون شك، الذين ردوا الاعتبار لأنفسهم وأيضا فوز المدرب الذي أعد العدة للقاء وعرف كيف يجهز طريقة ليفوز بها على الساورة ومن جهة أخرى «جازف» بمنح الفرصة للاعب الآمال فكيه الذي أقحمه أساسي، حيث لو لم يحقق الفريق نتيجة إيجابية كان الكل سيلوم المدرب على خياره، لكن «مجازفته» أتت بثمارها واللاعب سجل وبهذا يعيد عمر بلعطوي ما قام به في موسم2009-2010 حينما منح الفرصة لكل من هشام شريف وعواج. كان ذلك في تنقل الفريق لتلمسان، يومها اللاعب الحالي لشبيبة القبائل أدى مباراة كبيرة وهشام شريف سجل أول هدف له في أول لقاء وهذه المرة فكيه يفعلها ويسجل ثنائية في أول لقاء له مع الأكابر. الأداء كان جيدا واللاعبون يستعيدون الروح القتالية كان أداء اللاعبين على العموم جيدا، حيث ظهروا بمستوى أكثر من مقبول وظهر جليا أنهم دخلوا أرضية الميدان بإرادة وكما صرح بلعطوي بعد نهاية اللقاء : «لم أتحدث كثيرا مع اللاعبين لأني أحسست طيلة الأسبوع أنهم واعون بما ينتظرهم» وهذا من جميع النواحي. البداية من الحارس بلعربي الذي يتألق من لقاء لآخر، في الدفاع، الرباعي كان حاضرا، خاصة ثنائي المحور الذي كان الجدار المنيع الذي يوقف حملات الشبيبة، أما في الوسط، بوتربيات كان حامل الماء. من جهته القائد براجة أبان عن إرادة كبيرة استرجع الكثير من الكرات وصنع هجمات الفريق وقد أدى اللاعب رقم 12 أحد أحسن مبارياته في هذا الموسم. داغولو كان أحد صانعي الفوز بتسجيله لهدفين باليمنى واليسرى وأدى دوره المنوط به في وسط الميدان. إلياس كوريبة كان حاضرا، هشام شريف تحرك كثيرا في رواقه الأيمن وخلق الخطورة أما فكيح فيبدو جيدا أنه مشروع قناص أهداف كبير وحقق في تسعين دقيقة ما لم يحققه لاعبين آخرين في العديد من المواجهات. يوم ال15 مارس 2014 يكون قد شهد «ولادة» «ثعلب مساحات» كبير اسمه منير فكيه شريطة أن يواصل العمل بصرامة ويؤكد ما قام به أول أمس.