يبدو أن الناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش وبعدما خرج فائزا من الحرب الباردة التي دارت رحاها على صفحات الجرائد بينه وبين رئيس الفاف محمد روراوة أصبح أكثر قوة من ذي قبل بعدما فرض رأيه في عدة قضايا تخص المنتخب في الآونة الأخيرة وآخرها مواصلته التماطل في الرد على المقترح الذي منحه إياه المسؤول الأول على مبنى دالي إبراهيم وهو المقترح الذي يخص تمديد عقده على رأس العارضة الفنية للخضر لمدة 6 أشهر أخرى تسمح له باصطحاب رفقاء فيغولي إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا المزمع إجراؤها مطلع السنة المقبلة بالمغرب. العرض بحوزة مدرب الخضر الذي يريد ربح مزيد من الوقت هذا وكشف مصدر مقرب من رئيس الفاف أن العرض المادي الذي رأته الفاف مناسبا للفترة التي تريد فيها بقاء حاليلوزيتش على رأس العارضة الفنية للخضر هو بحوزة التقني البوسني الذي استلمه دون أن يتحدث عن أي شيء ويبدو أن السبب في ذلك رغبته في ربح مزيد من الوقت وتحقيق إنجازات تجعله يدخل معركة المفاوضات من الباب الواسع سيما أن تحقيقه لانتصار بثنائية ضد سلوفينيا وفوزه على رومانيا وأرمينيا خلال اللقاءين الوديين المرتقبين عشية انطلاق المونديال سيجعلانه يفرض منطقه على رئيس الفاف خاصة أن الشعب الجزائري سيقف إلى جانبه خاصة إذا نجح في تحقيق ما عجز عنه سابقوه في نهائيات كأس العالم. الناخب الوطني يرفض أي ضغوطات من روراوة ومحيطه في سياق ذي صلة، كشف لنا ذات المصدر أن الحجة التي وضعها حاليلوزيتش ليتهرب من الرد على عرض الفاف الخاص بتمديد عقده على رأس العارضة الفنية للمنتخب الأول هي رفضه تلقي أي ضغوطات من روراوة أو محيط الفاف سيما بعض مقربي "الحاج" الذين لا يفوتون أي فرصة يتحدثون فيها مع البوسني إلا وسألوه فيها عن موقفه من العرض الجزائري، حيث سبق أن أكد حاليلوزيتش لعضو المكتب الفدرالي المكلف بالمنتخبات الوطنية وليد صادي أنه وضع شرطا للصلح مع روراوة وهو عدم الضغط عليه في هذه المسألة لأن الوقت لا يزال طويلا وهو يريد التفكير جيدا قبل الرد. أكد لرئيس الفاف أنه مركز على المونديال وكيفية التحضير الجيد له حجة أخرى، لجأ لها التقني البوسني حتى يقنع مسؤولي الفاف وعلى رأسهم روراوة بضرورة تركه لحاله فيما يخص قضية تمديد العقد وهي تركيزه في الوقت الحاضر على التحضير لمونديال البرازيل وكيفية تأدية دورة في المستوى يشرف بها الجزائر في أكبر محفل كروي عالمي خاصة أنه يرى أن الوقت غير مناسب للتشويش عليه وهو الذي يدرس طريقة لعب المنافسين ويتابع لاعبيه في مختلف البطولات قبل أن يختار أحسنهم لتمثيل الخضر في مونديال البرازيل. لقاؤه مع روراوة بمنزل الأخير أزال كافة العقبات في انتظار الجديد رغم أن لقاء روراوة بحاليلوزيتش على مأدبة عشاء بمنزل رئيس الفاف أذاب الجليد بعد العلاقة الفاترة بين الرجلين والتي دامت أكثر من شهر ونصف ورغم حديث رئيس الفاف عن استعداده لمنح مزايا هامة للتقني البوسني نظير قبوله بتمديد عقده على رأس العارضة الفنية للمنتخب الجزائري إلا أن كل هذا لم يقنع البوسني بضرورة الرد في أقرب الآجال على عرض الفاف ويبدو أن لغة المال والشهرة التي اكتسبها ذات المدرب منذ إشرافه على المنتخب الجزائري وقيادته للمونديال جعلته يطلب المزيد ويريد استغلال كافة الظروف حتى ينال رقما لم يحلم به في وقت سابق وهو الذي استغنى خلال السنتين الفارطتين من أموال البترول الجزائري. "الكوتش وحيد" يريد استغلال عرض الجزائر لرفع قيمته في السوق على ضوء المعطيات السالفة الذكر واستلام حاليلوزيتش لعرض الفاف ورفضه الرد عليه يمكن لنا أن نقول أن مدرب الخضر لم يكن يريد من وراء ذلك إلا أن يستغل الرقم الذي منحه إياه روراوة ومقربوه ليستعمله في مفاوضاته مع الأندية التي طلبت خدماته ليرفع قيمته في السوق الكروية خاصة في ظل الحديث الدائر عن تلقيه اتصالا من فريق طرابزون سبور التركي ونادي أولمبيك مرسيليا الفرنسي وغيرها من الفرق. يضع الجزائر كآخر حل في حال لم يصله عرض مغر من الناحية المادية والرياضية هذا ويبدو أن البوسني يضع عرض الفاف والمنتخب الجزائري في المقام الأخير وفي حال لم يجد عروضا كتلك التي يمني النفس بها فإنه سيقبل لا محالة بتمديد عقده مع الفاف خاصة أن مقربين منه أكدوا أنه سئم العمل في الجزائر، حيث يرى أنه يعيش ضغطا زائدا عن اللزوم من محيط الفاف والشعب الجزائري وحتى الصحافة الجزائرية في الوقت الذي يؤكد الواقع عكس ذلك وهو الذي منحته الفاف كافة الصلاحيات وجعلته مدربا فوق العادة يقول ما يشاء ويعل ما يشاء دون أي حسيب أو رقيب على عكس ما كانت تفعله مع المدربين الجزائريين الذين تداولوا على رئاسة العارضة الفنية للخضر خلال السنوات القليلة الماضية.