حديثنا اليوم عن فريق عانى الأمرين هذا الموسم حتى وصل إلى مرحلة احتاج فيها إلى ما يشبه المعجزة للبقاء ضمن صفوف أندية الصفوة في انجلترا، تلك المعجزة لم يؤمن بها إلا مدرب الفريق واللاعبين وبعض من جماهيره الحالمة إلا أنهم الآن أصبحوا مضرباً للمثل لجميع الأندية الأوروبية، الكبيرة منها والصغيرة. كانت بداية سندرلاند مع المدرب الإيطالي دي كانيو سيئة للغاية وغير متوقعة باعتبار أن الفريق انتدب أكثر من 9 لاعبين من المفترض أنهم سيحملون الفريق ليس فقط للبقاء في الدرجة الممتازة بل والمنافسة على إحدى مقاعد الدوري الأوروبي. الفريق تجرع الهزيمة تلو الأخرى، ومنها ما كان قياسياً وكارثياً حتى انتهى المطاف بالإدارة إلى إقالة المدرب الإيطالي الذي وضعت فيه جماهير الفريق آمالاً كبيرة جداً. ومن ثم عين غوس بويت مدرباً للفريق والذي وضع على عاتقه مهمة ثقلها كالجبل وصعوبتها لن نبالغ لو قلنا أنها مستحيلة، فعليه الآن تفريغ الفريق من شوائب دي كانيو النفسية والذي كان يعامل اللاعبين بقمة الدكتاتورية والفنية والتكتيكية وفي دورٍ قد يكون هو الأصعب في العالم، على الرغم من أن مهمته لم تعد التأهل للدوري الأوروبي بل إنقاذ الفريق من الهبوط. تقدم أداء الفريق نسبياً لكن هذا التقدم وعلى ما يبدو كان مجرد نشوة التغيير حيث ما لبث إلا وأن عاد الفريق إلى مستواه الهزيل ونتائجه المهزوزة، ومع اقتراب انتهاء الدوري ودخوله في الربع الأخير منه انهار اللاعبون تماماً، فخسروا أمام هال سيتي وليفربول وويستهام ونورويتش بثنائية، وأمام توتنهام بخماسية وإيفرتون بهدف نظيف، فبات بحاجة إلى معجزة للبقاء في دوري الدرجة الممتازة. المدرب كان أول من آمن بالمعجزات فصرح قائلاً: "نحن الآن بحاجة إلى معجزة للبقاء هنا في الموسم المقبل، لكننا نؤمن بالمعجزات"، وبطريقة ما نقل هذا المدرب إيمانه إلى اللاعبين ومنهم إلى مجموعة من الجمهور الحالم. سندرلاند نزل إلى مؤخرة الترتيب ومهمة البقاء تتطلب تخطي كل من تشلسي في الستامفورد بريدج والسيتي على ملعب الاتحاد ومانشستر يونايتد في الأولد ترافورد، ولم يحلم أكثر الحالمين المتفائلين بالخروج فائزاً أو متعادلاً في أكثر من مباراة من تلك المباريات الثلاثة. وبالفعل بدأ سندرلاند بتحقيق المعجزة بالتعادل مع السيتي على ملعبه، ومن ثم فجر أكبر مفاجأة بالفوز على تشلسي مورينيو في لندن ليلحق بالمدرب البرتغالي أول خسارة له على أرضه في تاريخه مع تشلسي في الدوري الإنجليزي، وفي خضم تلك المعنويات المرتفعة سحق ضيفه كارديف برباعية نظيفة، وليحقق المعجزة أخيراً بالفوز على مانشستر يونايتد في قلعة الترافورد بهدف نظيف، وبعد كل مباراة كان مخرج المباراة يوجه عدسته إلى تلك الجماهير الحالمة وهي ترفع لافتة "بويت، نحن نؤمن بالمعجزات". نعم آمنوا بالمعجزات، فريق كامل آمن بها من جماهير ومدرب ولاعبين، فحققها، ليصبحوا الآن عبرة لكل فريق مستسلم أو عاجز، لأن القول الشهير في عالم كرة القدم يقول "لا مستحيل في كرة القدم".