كانت مباراة أول أمس أمام ألمانيا الأخيرة للمدرب البوسني وحيد حاليلوزيتش على رأس المنتخب الجزائري، فهذا المدرب العنيد الذي عرف بجبروته وقوة شخصيته، صنع الحدث في الجزائر منذ قدومه في أوت 2011، حين برمج تربصا للاعبين في منطقة ماركوسي بجنوبباريس، بدأ من خلاله التحضير لبناء منتخب جديد وقوي، قادر على لعب مونديال 2014 بالبرازيل، بعدما كانت الجزائر قد أقصيت تقريبا من السباق عن "كان" 2012 بعد خسارة الخضر الشهيرة في المغرب برباعية. مدرب عنيد تحدى الجميع وحقق مبتغاه وخرج من الباب الواسع عرف المدرب وحيد حاليلوزيتش بعناده الكبير، حيث تحدى الجميع وكانت له الجرأة في إبعاد لاعبين لهم وزن في المنتخب الوطني، على غرار كريم زياني ورياض بودبوز وبلفوضيل، وأجلس الكل على الاحتياط من دون أن يتكلم أحد أو يقول "أف" فزرع الاحترام والتقدير لدى اللاعبين، وصرامة لم يسبق لها مثيل في المنتخب الجزائري، ليخرج في الأخير من المنتخب محترما من جميع اللاعبين رغم القساوة التي كان يستعملها، فلم يخرج من ملعب "بايرا ريو" بعد لقاء ألمانيا إلا بمعانقة اللاعبين بالدموع. البوسني الذي يعشق الأرقام حقق أرقاما خيالية في مسيرة تاريخية مع المنتخب الجزائري لا يختلف اثنان أن المدرب البوسني يعشق الأرقام، ويحسب كثيرا في مواجهاته تكتيكيا وفنيا وفي كل المجالات، ولا يتوقف عن ذكر الأرقام في كل ندواته الصحفية، وكان يدري أنها ستنفعه بعد رحيله عن الخضر، لأن الأرقام القياسية التي حققها لم يسبق لها مثيل على مستوى المنتخب الوطني. 17 فوزا من أصل 29 وأكثر من 60 في المائة انتصارات بالعودة إلى أرقام حاليلوزيتش، فقد لعب المنتخب الوطني 29 مباراة منذ سبتمبر 2011 إلى غاية جويلية 2014، وحقق فيها البوسني 17 فوزا من أصل 29، أي أكثر من ستين في المائة من مبارياته انتصارات، ما جعل الجمهور الجزائري يعشق حاليلوزيتش، العاشق للفوز والانتصار. 5 تعادلات و7 هزائم حصيلة البوسني مع الخضر طيلة ثلاث سنوات بعيدا عن الانتصارات التي حققها حاليلوزيتش، فإن أرقام التعادلات والهزائم ضئيلة جدا مقارنة بالفوز الذي كان يحققه في كل مباراة، حيث حقق المنتخب الوطني 5 تعادلات في مشواره، أمام كل من تنزانيا في أول لقاء، ثم جنوب إفريقيا وديا وكوت ديفوار في "الكان" وغينيا وديا ثم روسيا في المونديال، فحاليلوزيتش مدرب لا يعشق التعادلات، ويغامر في كل مرة إما بالفوز أو الخسارة، أما الهزائم فتكبد الخضر 7 من أصل 29 لقاء، وكانت أمام كل من مالي في بوركينافاسو، وأمام تونس والطوغو في"الكان"، ثم أمام بوركينافاسو في واغادوغو، وفي لقاء ودي أمام البوسنة وأمام بلجيكاوألمانيا في المونديال. الجزائر سجلت 50 هدفا من أصل 29 مباراة والحصيلة تقارب هدفين في كل لقاء دائما مع لغة الأرقام، فتمكن المنتخب الجزائري من تسجيل 50 هدفا منذ وصول المدرب وحيد حاليلوزيتش إلى المنتخب الوطني، أي بمعدل يقارب الهدفين في كل مباراة، ما يؤكد أن حاليلوزيتش مدرب يعشق الانتصارات والأهداف، وحول الخضر إلى آلة هجومية حقيقية. المنتخب يسجل في أغلب المباريات و4 لقاءات من أصل 29 عجزنا عن التسجيل فيها في سياق ذي صلة، فإن المنتخب الوطني مع حاليلوزيتش سجل في أغلب المباريات، وعجز الخضر عن التسجيل في 4 مباريات فقط من أصل 29، كانت أمام جنوب إفريقيا وديا، أمام تونس والطوغو في "الكان" وأمام البوسنة في لقاء ودي بملعب 5 جويلية. أول مدرب يتأهل إلى الدور الثاني مع المنتخب الجزائري بعيدا عن لغة الأرقام التي يعشقها حاليلوزيتش، فإن البوسني يعتبر المدرب الأول الذي وصل مع المنتخب الجزائري إلى الدور الثاني من المونديال، فبعدما شارك الخضر في دورات 82 و86 و2010 وخرجوا من الدور الأول، تمكن رفقاء براهيمي من بلوغ الدور الثاني التاريخي رفقة حاليلوزيتش في دورة البرازيل. أول مدرب يسجل 7 أهداف مع المنتخب الجزائري في المونديال فضلا عن التأهل التاريخي للخضر إلى الدور الثاني، يعتبر المدرب حاليلوزيتش أول مدرب يسجل مع المنتخب الجزائري 7 أهداف في دورة نهائية لكأس العالم، ففي مونديال 82 سجل الخضر 5 أهداف، وفي مونديال 86 سجلنا هدفا واحدا، وفي مونديال 2010 عجزنا عن التسجيل، ليتمكن المنتخب الوطني من تسجيل 7 أهداف كاملة في 4 مباريات من المونديال. تحدى كابيلو وتفوق عليه وكاد يقصي ألمانيا ويهينها في البرازيل من بين إنجازات حاليلوزيتش على رأس المنتخب الوطني، هو تحديه للمدرب الإيطالي فابيو كابيلو، حيث أقصاه من الدور الأول وحقق تعادلا أمامه بهدف في كل شبكة، كان كافيا لتأهل الخضر إلى الدور الثاني، خروج كابيلو من الباب الضيق، قبل أن يتحدى حاليلوزيتش ألمانيا ويكاد يقصيها من ثمن النهائي، لو تم تسجيل أهداف مهدي مصطفى التي ضيعها أو حتى كرة غلام وجها لوجه مع نوير. عنيد ولا يستسلم، مدرب مشاكس يحب صنع الحدث في تصريحاته لا يختلف اثنان أن حاليلوزيتش مدرب مشاكس ويحب الخرجات الإعلامية الغريبة، ويعشق صنع الحدث، وصنعه طيلة الثلاث سنوات التي قضاها على رأس المنتخب الجزائري، لأن المدرب البوسني عنيد، وله شخصية قوية، وكل من عمل معه يعترف أنه ليس سهلا التعايش مع حاليلوزيتش في نفس المنتخب، لكنه في نفس الوقت محب وودود ويعرف كيف يكسب ود الجميع. ختمها بالغياب عن الندوة الصحفية وسبق وقال"أدفع من مالي وأفعل ما أريد" ما يؤكد أن حاليلوزيتش مدرب عنيد، هو رفضه الحضور في الندوة الصحفية بعد لقاء ألمانيا، فرغم تقديمه لمونديال في المستوى وتحقيق تأهل تاريخي للدور الثاني وإسالة العرق البارد للألمان واقترابه من التأهل وإهانته لكبرياء الألمان، فقد صنع الحدث مرة أخرى ورفض القدوم للندوة الصحفية، وقالها من قبل "أدفع من مالي الضريبة التي تسلطها علي "الفيفا" وأفعل ما أريد. وداعا "حاليلو" لن ننساك، صنعت التاريخ وكتبت اسمك بأحرف من ذهب في سجل الكرة الجزائرية ما عسانا نقول في نهاية المقال إلا و"داعا حاليلوزيتش" لأنك المدرب الذي صنع التاريخ مع الجزائر بالمرور إلى الدور الثاني، وتسجيل 7 أهداف لأول مرة، وكتبت اسمك بأحرف من ذهب في سجل الكرة الجزائرية، كيف لا وقد وضعت العارضة عاليا لكل من سيخلفك على رأس الخضر، لأن الفوز ب"كان" 2015 أو التأهل لربع نهائي مونديال 2018 النتائج الوحيدة الكفيلة لكريستيان غوركيف لتحقيق أحسن مما حققته مع المنتخب الوطني. حصيلة حاليلوزيتش بالأرقام: فوز: 17 تعادل: 5 انهزام: 7 عدد الأهداف المسجلة: 50 عدد الأهداف المستقبلة: 27 مبعوثونا إلى البرازيل: طارق قادري، عدلان حميدشي، رفيق حريش