خرجت الجزائر من كأس العالم الجارية بالبرازيل قوية جدا بتشكيلتها الغنية وروحها الجديدة، التي توحي بأن الخضر دخلوا مرحلة جديدة بعد السفرية إلى بلد الصامبا، لكن دروس ما بعد مونديال جنوب إفريقيا قبل أربع سنوات، والتي لم تستوعب جيدا من قبل مسيري الفدرالية والطاقم الفني وكذا اللاعبين، يجب إعادة التذكير بها الآن لتفادي معايشة نكسة ما بعد مونديال بلد مانديلا، أين دخل المنتخب تصفيات كأس إفريقيا 2012 بطريقة فوضوية وأقصي رفقاء بوقرة من العرس القاري لحساب الشقيق المغربي. التعاقد المبكر مع غوركيف لتفادي وضعية بن شيخة حتى وإن فضلت الفاف التعاقد مع مدرب جديد بدلا من حاليلوزيتش الذي تردد في قبول عرض روراوة في بداية الربيع الفارط، فإن جلب مدرب جديد بعقلية جديدة وبفلسفة أخرى قد يكون له أثر جيد على المنتخب سيما وأن خيار غوركيف نابع من دراسة فنية على نوعية التعداد الحالي للخضر ولم يترك روراوة هذه المرة الأمور تفلت من بين يديه وفضل التعاقد سريا مع غوركيف بداية جوان أين عاين التقني الفرنسي المنتخب الوطني في سويسرا ثم في البرازيل وشاهد كل مبارياتنا التي سبقت وخلال المونديال، وهي معاينة ميدانية ستسمح لمدرب لوريون سابقا بربح الوقت تحضيرا للتصفيات المؤهلة لكان المغرب وبالتالي ما وقع لبن شيخة في خريف 2010، أين أخذ المنتخب في ظروف صعبة واستثنائية من الأخطاء التي لم يكررها روراوة التشكيلة الحالية أصبحت متحدة أكثر من منتخب 2010 من ناحية التشكيلة في سنة 2010 وجد بن شيخة التشكيلة منهارة معنويا وأغلب اللاعبين يعانون في نواديهم بعد المونديال والانقسامات أخذت منحى كبيرا وسط المنتخب مما جعله يجد صعوبة في وضع التشكيلة الأساسية التي تستطيع رفع التحدي ومواصلة عمل الشيخ رابح سعدان في حين المدرب القادم للخضر كريستيان غوركيف سيجد دون شك تشكيلة متحدة عاشت كأسرة واحدة ولم يبق له سوى استغلال الروح السائدة لوضع لمسته الفنية على طريقة لعب المنتخب. غوركيف مطالب بإعادة اللاعبين من سماء البرازيل إلى واقع إفريقيا ويبقى أهم مشكل قد يصادف مدرب الخضر القادم هو كيفية إعادة اللاعبين إلى أرض الواقع الإفريقي فبعد مواجهة منتخبات عالمية في البرازيل سيلعب رفقاء فيغولي في إثيوبيا وغيرها من البلدان الإفريقية الصعبة، وهو مشكل وقع فيه بن شيخة في 2010 أين خسرنا ضد أضعف منتخب في القارة السمراء ونعني به إفريقيا الوسطى، وبالتالي العمل البسيكولوجي مهم جدا في مثل هذه المواعيد والمشاركة في نهائيات كأس إفريقيا بالمغرب يمر عبر تحفيز جديد للاعبين ولن يكون التأهل سهلا. كريستيان مطالب بالصمود في وجه التدخلات وإذا كان موضوع التدخل في صلاحيات المدرب من قبل محيط مسيري المنتخب ظل لسنوات من الطابوهات التي فضل بن شيخة وسعدان عدم البوح بها فإن ما وقع للخضر بعد مونديال 2010 سببه كذلك التدخل في الجانب الفني وأصبحت التشكيلة الوطنية حقل تجارب لبعض اللاعبين من أجل محاباة وكلائهم من المناجيرة. ولعل قوة شخصية حاليلوزيتش اصطدمت مع هذا المحيط وصمدت في وجهه وليس مثل بقية المدربين وغوركيف مطالب هو الآخر بالصمود حتى لا يقع في فخ التنازل عن جزء من صلاحياته مع تغيير أسلوب التعامل مع اللاعبين . وضع مديرية حقيقية لتسيير المنتخب ضرورة حتمية ويبقى مشكل هيكلة المنتخب الوطني من الناحية الإدارية والتنظيمية من النقاط المهمة التي أهملتها الفاف بعد مونديال جنوب إفريقيا، حيث رحل الثنائي زفزاف وصادي وبقي المنتخب يسير بطريقة هاوية وفوضوية، حيث تحجز الفنادق وتقام التربصات بشكل غير مضبوط وهو ما انعكس سلبا على النتائج الفنية للمنتخب قبل أن يعود الرئيس روراوة إلى جادة الصواب ويطلب عودة هذا الثنائي بعد نكسة روستنبورغ بجنوب إفريقيا فكان النجاح بالتأهل إلى المونديال ثم بلوغ الدور الثاني في العرس العالمي . زفزاف وصادي متطوعان ويجب الاستفادة من خبرتيهما ولأن زفزاف وصادي متطوعين وعضوين في المكتب الفدرالي فإن الرئيس روراوة مطالب بوضع هيكل دائم للخضر بموظفيه يقومون بتطبيق المخططات التي يضعها زفزاف حتى يحافظ الخضر على تحكمهم في الجانب التنظيمي ولا يعودون إلى نقطة الصفر مثلما حدث بعد مونديال جنوب إفريقيا، أين انهار الجانب اللوجيستيكي وتجربتنا وضعت في سلة المهملات. مبعوثونا إلى البرازيل: طارق قادري رفيق حريش