حتى وإن خرج وحيد حاليلوزيتش مرفوع الرأس وغادر الجزائر من الباب الواسع بعد تحقيق التأهل إلى الدور الثاني من المونديال البرازيلي، إلا أن ما وقع في المغامرة الرابعة للجزائر في العرس العالمي لا يصب كله في صالح المدرب الجديد لنادي طرابزون سبور التركي، فحاليلوزيتش كاد يفجر المنتخب بقراراته غير المنطقية ومزاجيته في تسيير المجموعة، لهذا الخبر الرياضي تكشف جزءا صغيرا من كواليس الخضر بين تربص سويسرا إلى لقاء ألمانيا مرورا بإقامة سوروكابا. صمود الفاف في وجه وحيد جنب الخضر الانفجار مخطئ من يظن أن نجاح الخضر في المشاركة الرابعة مع كبار الكرة العالمية هو من صنع المدرب وحيد حاليلوزيتش حتى وإن كان هذا الأخير ساهم بقسط يفوق الثلاثين بالمئة في الإنجاز الرياضي بشخصيته القوية وقبضته الحديدية، فالخمسين بالمائة الثانية هي من حق رفقاء فيغولي والعشرين الثالثة لا يمكن أن ننزعها من صاحبها نعني بها الفاف بقيادة روراوة ومساعديه، الذين وضعوا إمكانيات ضخمة جعلت من الأفناك شبه منتخب أوروبي وحاول مسيرو المنتخب الوطني الصمود في وجه سلوكات وحيد حتى يحدث توازن يجنب الخضر عديد المشاكل الشخصية، فما حدث في المونديال البرازيلي يستحق أن يكتب له كتابا ولو تنشر كواليس الخضر من سويسرا إلى سوركابا ثم المدن الثلاث التي لعب فيها منتخبنا لسقط الكثير من عاشقي الخضرة من السماء السابعة نظرا للمزاجية الغريبة للمدرب البوسني والحرب الباردة التي ظلت قائمة بينه وبين مسيري المنتخب الذين لولاهم لحدثت مهزلة في البرازيل. "الكوتش" رفض توظيف مبولحي … ثم رضخ لضغط مساعديه فهل يمكن أن نتصور الخضر بدون الحارس مبولحي؟ طبعا لا … لكن حاليلوزيتش رأى غير ذلك وطلب وضعه في الاحتياط خلال المونديال وأكد لمدربي الحراس بأنه سيضع ثقته في زماموش، لكن خياره هذا لم يقنع مايكل بولي وحسان بلحاجي وسيريل موان الذين دعموا مبولحي شأنهم في ذلك شأن مسؤولي المنتخب الذين فرضوا ضغطا على وحيد ثلاثة أيام قبل مباراة بلجيكا، كي يتم توظيف رايس حفاظا على استقرار القاعدة الدفاعية وهو الخيار الذي أعطى ثماره كون مبولحي جنب الجزائر هزيمة ثقيلة ضد رفقاء هازارد وسكت حاليلوزيتش عن ملف مبولحي في بقية المشوار، الذي يعود إليه الفضل في تحقيقه بنسبة فاقت السبعين بالمائة. … البوسني جهز ملفا طبيا لتايدر كي يطرده بسويسرا نفس السيناريو وقع مع لاعب الإنتر، سفير تايدر، الذي جهز له وحيد البوسني ملفا طبيا لإسقاط اسمه من قائمة الذاهبين إلى البرازيل بعد تربص سويسرا، وهو ملف طبي مضحك يتحدث عن مرض "غريب" يشتكي منه سفير ولا يخص الجوانب الحركية للاعب كرة القدم بمعنى أن الملف الطبي يخص أجزاء هامشية في الجسم كان يرى وحيد بأن سفير غير مؤهل للذهاب إلى المونديال، وهي حجة واهية استخدمها البوسني للتخلص من أحد العناصر التي سعى روراوة إلى جلبها للمنتخب قبل سنة ونصف، لكن تدخل مسؤولي المنتخب في وجه البوسني وإصرارهم على بقاء تايدر من باب أنه أحد استثمارات الفاف لمستقبل الخضر ورفض حجة الملف الطبي دفعت بالبوسني إلى التراجع نحو الخلف دون أن يغير وحيد من سولكه مع سفير. …ولم يهضم الخرجة الإعلامية للاعبيه بعد لقاء الشياطين بعد الوجه الهزيل للمنتخب الوطني ضد شياطين بلجيكا تلقى وحيد استفسارا هاتفيا من رئيس الفاف عن هذا المردود والوجه الشاحب وكان رد البوسني بأن "اللاعبين هم السبب" لينتفض رفقاء تايدر في ندوة صحفية ويعلنوا رسميا بأن المدرب هو الذي طلب منهم البقاء في الدفاع وتعليمات البوسني طبقت مثلما أراد. خرجة اللاعبين وصفها وحيد في اليوم الموالي بمقر سوروكابا بالمؤامرة التي تحاك من قبل محيط الرئيس بالتنسيق مع عدد من اللاعبين غير أن تدخل أطراف مسيرة في المنتخب هدأت من روع التقني قبل أن يلتقي وحيد بالحاج روراوة عشية مباراة كوريا، حيث طلب منه تغيير أسلوب اللعب وترك الحرية الهجومية للاعبين من باب أن الجزائر لا تبحث عن الكأس بل تلعب من أجل تشريف ألوانها. تدخل روراوة قلب وجه الخضر ضد كوريا تدخل روراوة ومسيري المنتخب في الجوانب الفنية والتكتيكية لحاليلوزيتش كان يبدو منطقيا فالبوسني رفض استخدام جابو وبراهيمي في لقاء بلجيكا وحرم الخضر من قوة هجومية كبيرة وهو لب النقاش الذي كان بين الرئيس والمدرب 48 ساعة قبل مواجهة كوريا، حيث قال روراوة لوحيد :" كوريا ليست بلجيكا وهي منتخب ضعيف ويجب أن نلعب كل أوراقنا الهجومية" فجاء رد البوسني :" حتى الجزائر منتخب ضعيف ونحن معرضين للخسارة الثانية ضد كوريا ". وعاش حاليلو تحت ضغط رهيب من قبل محيط المنتخب وبصعوبة كبيرة وافق على تغيير الأسلوب ووظف براهيمي وجابو والنتيجة يعرفها الجميع.