يبدو أن حقبة دوري توم وجيري قد انتهت رسمياً، وما توقعه البعض بأن تكون انتفاضة أتلتيكو مدريد في الموسم الماضي في الدوري الاسباني وحصوله على اللقب ما هي إلا ظاهرة غريبة مؤقتة كان توقعاً خاطئاً، فالعكس تماماً حدث هذا الموسم وكان لتتويج الأتلتيكو رد فعل وانعكاس إيجابي على المسابقة. لا أذكر حقيقة في أي موسم اجتمعت أكثر من 5 فرق على المنافسة على لقب اللاليجا مثلما يحدث هذا الموسم، فآخر مرة تنافست فيها 4 فرق على المسابقة كان في موسم 2003-2004 عندما حصد فالنسيا لقب البطولة بعد منافسة شديدة مع الريال وبرشلونة وديبورتيفو لاكارونيا. في موسم 2007-2008 انحصرت المنافسة بين فريقين على المركز الثاني فقط وكان الريال بعيداً وفي موسم 2005-2006 تنافس الريال مع فالنسيا أيضاً على المركز الثاني وكان برشلونة مغرداً في السماء في صدارة البطولة. ومنذ 10 أعوام لم يتمكن أي فريق غير الريال وبرشلونة من المنافسة على لقب البطولة إلى أن جاء فريق العاصمة المدريدية الآخر وحصد البطولة ليكون فوزه بمثابة إشعال شمعة الأمل لباقي فرق الدوري الاسباني بأنها قادرة على فعل ما قام به قطب مدريد الآخر أتلتيكو. منافسة الريال وبرشلونة لم تعد في عداد المستحيلات كما تهيأ للفرق وحتى لنا كمتباعين، والجيد في الأمر أن هذه المنافسة على اللقب لم تأتِ بسبب انخفاض مستوى قطبي اسبانيا فالبعكس تماماً الريال يمر في أزهر فتراته ويقدم واحد من أفضل مواسمه على الإطلاق بمعدل تهديفي خارق وبعد حصوله على اللقب العاشر. كل الفرق يجب أن تشكر أتلتيكو لأنه أضاف نكهة جديدة افتقدناها لمواسم عدة، نكهة المنافسة والخوف من منافس ثالث ورابع، فالموسم الاسباني هذا الموسم لا يشهد تصدر الريال والبرسا بفارق 20 نقطة عن صاحب المركز الثالث، فالريال في الصدارة برصيد 39 نقطة مع مباراة مؤجلة مع صاحب المركز الخامس اشبيلية والذي إن فاز في هذه المباراة المؤجلة سيصبح في رصيده 36 نقطة مبتعداً فقط عن الصدارة بفارق 3 نقاط وعن صاحبي المركز الثاني أتلتيكو وبرشلونة بفارق نقطتين وخلفه فالنسيا برصد 34 نقطة وهناك من بعيد فياريال الذي ما زال يمتلك أيضاً بصيص من الأمل بنقاطه ال31.