لا يكاد يخلو تاريخ الداربي بين مولودية وهران وجمعية وهران من الإثارة والتشويق، حيث يعيشه أنصار كلى الفريقين بجميع جوارحهم، ويبدأ الحديث عنه بعدة أيام قبل تاريخ المواجهة، وفي هذا العدد سنعود قليلا لتاريخ الداربي الذي يبقى أهم ما ميزه هو السيطرة الكبيرة للحمراوة على مبارياته التي عادت لهم الكلمة الأخيرة في أغلبها، هذا الموسم الفريقان تعادلا في مباراة الذهاب، وبالتالي فإن مباراة الغد هي التي ستحدد من يتسيد وهران ويتزعمها هذا الموسم. «لازمو» فازت بأول داربي عاد شرف الفوز بأول داربي ما بين الجارين إلى فريق الجمعية، وهو الداربي الذي لعب في نوفمبر من سنة 1954 في ملعب "شوبو" حيث عادت الغلبة آنذاك لأبناء المدينة الجديدة بهدفين نظيفين. الحمراوة حققوا أكبر فوز في عهد ليمام يبقى أكبر فوز حققه فريق مولودية وهران على حساب الجارة جمعية وهران هو ذلك الذي تحقق في موسم 9596 في عهد الرئيس الأسبق المرحوم قاسم ليمام حيث فاز أشبال حنكوش آنذاك بسبعة أهداف كاملة في واحد من أقوى المواسم التي لعبها الحمراوة وأنهوه بالتتويج بكأس الجمهورية، كما سجل هجومهم في البطولة 55 هدفا وتلقى 22 هدفا بفارق زائد 33 هدفا كاملا. «لازمو» لم تفز على المولودية منذ 15 سنة لم تفز جمعية وهران على جارتها الحمراوية منذ قرابة 15 سنة كاملة، حيث يعود آخر فوز إلى موسم 20002001 لما كان الفريقان ينشطان في القسم الممتاز آنذاك، وفاز الجمعاوة يومها بهدفين نظيفين أمضاهما كل من بلعطوي ومزيان، فهل سيتمكن جيل بن عيادة وبن قابلية وبلعالم من إذاقة المدرسة طعم الفوز بالداربي من جديد غدا السبت أم أن الشبح الأسود للمولودية سيتواصل؟ سيطرة مطلقة للحمراوة في السنوات الأخيرة بعدها مالت الكفة كلية لصالح مولودية وهران التي صارت تسيطر على جميع الداربيات التي تجمعها بالجمعية في السنوات الأخيرة، ففي موسم 20012002 فاز الحمراوة بهدف المهاجم الشاب شعيب توفيق الذي لم يتعد سنه يومها 17 سنة، وفي الموسم الموالي فازت المولودية على جارتها بملعب عين تموشنت وفي غياب الجمهور بسبب العقوبة، وانتهت المواجهة بفوز عريض أربعة أهداف لواحد، وفي موسم 2006 2007 فاز أشبال الرئيس جباري ذهابا وإيابا على غزلان المدينة الجديدة وهو الموسم الذي عادت فيه الجمعية للقسم الثاني. مارس 2005 … عرس آخر في الكأس لا ينسى أنصار الفريقين مباراة ثمن نهائي كأس الجمهورية التي جمعت بين الفريقين ذات مارس من سنة 2005 بملعب زبانة وجرت تحت الأضواء الكاشفة، يومها كانت المدرجات مكتظة عن آخرها وقد فاز الحمراوة بهدفين لواحد سجلهما كل من فوتسو وداود سفيان في مرمى الحارس سماحي، بينما سجل للجمعية حانيتسار في مرمى الحارس رضا عاصمي، وفي إطار منافسة الكأس دائما كان للفريقين لقاء آخر في موسم 20102011 برسم الدور السادس عشر وفاز الحمراوة بهدف يتيم وقعه بلايلي آنذاك. الحمراوة "خارجين في لازمو" حتى في القسم الثاني وحتى لما سقطت المولودية للقسم الثاني الذي لعبت فيه لموسم واحد في 20082009 فإنها بقيت بمثابة الشبح الأسود لجيرانها، ففي هذا الموسم وفي عهد الرئيس المرحوم قاسم ليمام تعادلت مع لازمو سلبيا في لقاء الذهاب في غياب الجمهور للعقوبة، قبل أن تفوز في لقاء الإياب بهدف شعيب توفيق، وعادت المولودية للقسم الأول بينما انتظرت الجمعية لغاية الموسم الماضي لتحقق الصعود. آخر داربي عانق الصفر في مرحلة الذهاب أما آخر داربي كما هو معلوم فهو ذلك الذي جرى في مرحلة الذهاب من الموسم الجاري بملعب زبانة، والذي انتهى بالتعادل السلبي في مباراة عانق فيها الفريقان الصفر على طول الخط، فلا أداء يوحي بلقاء محلي ولا أهداف ولا حتى جمهور حيث غاب الأنصار بسبب العقوبة التي سلطت على صاحب الضيافة لازمو والتي قيل بشأنها الكثير وأسالت حبرا كثيرا، بينما داربي الغد كل الآمال معلقة عليه ليستعيد الوهرانيون ذكريات زمان لاسيما وأنه هذه المرة سيجرى بحضور الجماهير. غياب فرديات زمان قد يرهن "المتعة" لا يختلف اثنان في أن فريقي المولودية والجمعية لا يضمان في صفوفهما في السنوات الأخيرة لاعبين بنفس مهارات وفنيات الأجيال السابقة وهو ما قد يرهن أداء التشكيلتين في مباراة الغد وقد تغيب معه المتعة فوق أرضية الميدان، وحتى حضور الأنصار لن يكون كفيلا بعدم تكرار أداء مباراة الذهاب، ففي مواسم خلت كان الفريقان يضمان في صفوفهما ألمع المواهب وكان الجمهور يستمتع وهو يشاهد الداربي على غرار فترة السبعينيات بتواجد أمثال فريحة في المولودية ورقيق في الجمعية ونفس الشأن في الثمانينيات، مع هادفي وبلخيرة وسباح وقمري وغيرهم وحتى في التسعينيات كان رحو، بوكساسة، مزيان، بلعطوي، بن ديدة، مصابيح وغيرهم كثير، كانوا يمتعون فوق الميدان ويقدمون مستويات كبيرة تجعل الكل يشتاق ويتوق لموعد الداربي الموالي، والأكيد أن غياب أمثال هؤلاء اليوم جعل الكثير من المعطيات تتغير ومعها صار الحماس يقل من موسم لآخر.