قبل سنوات قليلة ، تزامن بزوخ نجم المهاجم البرازيلي نيمار دا سيلفا مع خفوت نجم مواطنه روبينيو. والآن ، تسير الأمور في الاتجاه المعاكس حيث يمثل المهاجم المخضرم روبينيو أحد البدائل القوية لتعويض غياب نيمار عن صفوف المنتخب البرازيلي في الأدوار الفاصلة ببطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوباأمريكا) المقامة حاليا في تشيلي. ولم يجد كارلوس دونجا المدير الفني للمنتخب البرازيلي لكرة القدم بدا من الاستعانة بروبينيو في مباراة الفريق أمام فنزويلا في ختام فعاليات الدور الأول للبطولة الحالية رغم غياب روبينيو تماما عن المباراتين السابقتين للفريق في البطولة أمام منتخبي بيرووكولومبيا. وأسفر طرد نيمار عقب انتهاء مباراة المنتخب البرازيلي مع نظيره الكولومبي وعقوبة الإيقاف أربع مباريات والتي فرضت عليه بعد وقائع المباراة أمام كولومبيا في ظهور روبينيو بقوة في الصورة ليصبح أحد البدائل الرئيسية لدى دونجا. وأكد روبينيو مجددا جدارته بالمشاركة في مباريات الفريق بعدما تألق في مباراة فنزويلا وصنع الهدف الأول للفريق والذي سجله المدافع تياجو سيلفا. وقبل رحيله إلى تجربة الاحتراف الأوروبي من خلال فريق ريال مدريد الأسباني ، كان روبينيو هو النجم الأساسي للمنتخب البرازيلي كما صال وجال في صفوف سانتوس البرازيلي. وعقب إخفاق المنتخب البرازيلي في كأس العالم 2006 بألمانيا رغم وجود النجوم الكبار رونالدو ورونالدينيو وأدريانو وكاكا ، تولى دونجا تدريب الفريق واعتمد بشكل كبير في وسط الملعب على كاكا وبشكل خاص في الهجوم على روبينيو رغم الشكوك التي أحاطت دائما بمستوى روبينيو. وقاد دونجا الفريق للفوز بلقب كوباأمريكا 2007 التي أحرز روبينيو فيها لقب الهداف برصيد ستة أهداف كما كان ثاني أفضل هدافي الفريق في بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا برصيد هدفين مع خروج الفريق من دور الثمانية. وكان روبينيو هو ثاني أكثر اللاعبين مشاركة في مباريات المنتخب البرازيلي تحت قيادة دونجا خلال فترته الأولى مع راقصي السامبا والتي امتدت من 2006 إلى 2010 . وبعد رحيل دونجا ، بدأ المنتخب البرازيلي مرحلة أخرى من التجديد في صفوفه تحت قيادة المدرب مانو مينزيس ولكن الأخير أيضا وضع ثقته في روبينيو ومنحه شارة قيادة الفريق في الوقت الذي بدأ فيه بزوغ نجم نيمار الذي خاض أول مباراة دولية له مع المنتخب البرازيلي في 26 تموز/يوليو 2010 . وأقيل مينزيس في تشرين ثان/نوفمبر 2012 لسوء نتائج الفريق خلال الاستعدادات لبطولة كأس العالم 2014 إضافة لخروجه من دور الثمانية في كوباأمريكا 2011 بالأرجنتين وابتعد روبينيو عن التشكيلة الأساسية للبرازيل عقب إخفاق كوباأمريكا 2011 والذي تزامن مع خفوت نجم اللاعب مع فريق ميلان الإيطالي. وعاد المدرب لويز فيليبي سكولاري لتدريب المنتخب البرازيلي بهدف إعادة بناء الفريق بشكل عاجل استعدادا للمونديال البرازيلي. وبعدها بنحو عام كامل ، أعاد سكولاري المهاجم روبينيو إلى صفوف الفريق في تشرين أول/أكتوبر 2013 وشارك في مباراتي الفريق الوديتين أمام هندوراس وتشيلي وهز شباك تشيلي ليكون أول أهدافه مع المنتخب البرازيلي منذ عام 2011 لكن هذا لم يشفع له لدى سكولاري الذي لم يضم اللاعب إلى قائمة الفريق في المونديال البرازيلي معتمدا على وجود نيمار الذي انتقل في 2013 إلى برشلونة الأسباني وبدأ سطوعه في رحلة الاحتراف الأوروبي. وبعد السقوط المدوي في المونديال البرازيلي بالهزيمة 1 / 7 أمام المنتخب الألماني في المربع الذهبي ثم صفر / 3 أمام هولندا في مباراة المركز الثالث ، عاد دونجا لتدريب المنتخب البرازيلي بهدف تجديد وتطوير صفوف الفريق مجددا ولكنه أعاد روبينيو العائد لفريق سانتوس البرازيلي إلى صفوف السامبا مع وجود شارة القيادة بحوزة نيمار. ودافع دونجا عن إعادته روبينيو 31/ عاما/ إلى صفوف الفريق قبل بطولة كوباأمريكا الحالية قائلا "عاد للفريق بفضل إمكانياته ومهارته والأداء الذي يقدمه مع سانتوس بالدوري البرازيلي. كما حرص دونجا على الإشادة بمستوى روبينيو وإيجابية اللاعب بعد مباراة الفريق التي فاز فيها على فنزويلا 2 / 1 يوم الأحد الماضي. وقال دونجا "روبينيو لاعب يمتلك كثيرا من الخبرة التي ستساعد عناصر الشباب الموجودة بالفريق". ووافق روبينيو ، الذي كان دائما المثل الأعلى لنيمار ، على قبول دور ثانوي في الفريق ولكنه يحتاج الآن إلى الإجادة في دور البطولة بعدما سنحت له الفرصة للمشاركة أساسيا في ظل إيقاف نيمار. وأشاد تياجو سيلفا بزميله روبينيو بعد مباراة فنزويلا والتي أصبحت المباراة الدولية رقم 96 للفريق مع راقصي السامبا. وقال سيلفا "لدينا لاعبون آخرون يمكنهم صنع الفارق مثل روبينيو الذي كان على مقاعد البدلاء وكان من أفضل اللاعبين في مباراة فنزويلا". وعندما بزغ نجم روبينيو بشكل كبير مع سانتوس في 2002 كان نيمار لا يزال في العاشرة من عمره ولكنه بدأ في تقليد روبينيو الذي اعتبره مثلا أعلى له. وعندما التقى اللاعبان في المواجهة بين برشلونة وميلان بدوري الأبطال الأوروبي في تشرين أول/أكتوبر 2013 ، نشر نيمار صورة يظهر فيها خلال فترة الصبا مع مثله الأعلى روبينيو. والآن ، سيمنح غياب نيمار الفرصة إلى روبينيو للسطوع مجددا مع راقصي السامبا ليؤكد أنهما يسيران في اتجاهين متناقضين.