لقن آرسنال غريمه التقليدي "مانشستر يونايتد" درسًا في فنون كرة القدم، وأسقطه بثلاثية نظيفة –مع الرأفة- في قمة الأسبوع الثامن من البريميرليج التي جرت على ملعب الإمارات، ليتساوى المدفعجية مع الشياطين الحمر في الرصيد، ولكل منهما 16 نقطة، خلف المتصدر مانشستر سيتي بنقطتين. بدأ اللقاء بتفوق ساحق وكاسح للفريق اللندني، أسفر عن هدف مُبكر بعد مرور خمس دقائق فقط، وجاء الهدف عن طريق هجمة منظمة، انتهت بتمريرة في العمق من رامسي للمنطلق داخل منطقة الجزاء "مسعود أوزيل"، الذي بعث تمريرة أرضية رائعة على القائم القريب للنجم التشيلي "أليكسيس سانشيز"، ليُقابل الكرة بكعب قدمه –على طريقة رابح ماجر- في شباك الحارس الإسباني دافيد دي خيا، لينفجر ملعب الإمارات من فرحة الجماهير المحلية. لم تَمر سوى 74 ثانية فقط على هدف السفاح التشيلي، وجاء الهدف الثاني بعد وابل من التمريرات القصيرة الدقيقة في وسط ملعب الشياطين الحمر، لتصل الكرة في النهاية لثيو والكوت في جهة اليمين، ليُهدي مسعود أوزيل –غير المراقب- تمريرة في داخل منطقة الجزاء، فسددها مباشرة بقدمه اليسرى في الزاوية اليمنى لدي خيا الذي لم يُحرك ساكنًا، لتُعلن الدقيقة الثامنة عن تقدم المدفعجية بثاني الأهداف، وسط دهشة لويس فان خال الذي لا يُصدق ما يحدث على أرض الملعب. بعد تقدم آرسنال بهدفين، انهار فريق الشياطين الحمر ووضح ذلك من خلال تخبط لاعبيه وفشلهم في الوصول للمناطقة الدفاعية المحظورة للفريق اللندني، في المقابل، زادت ثقة رجال فينجر في أنفسهم، ومع مرور الوقت، فرضوا سيطرتهم على كل متر في الملعب، بفضل هيمنة كوكيلين وكاثورلا على منطقة الوسط، بالإضافة إلى نشاط الثلاثي "والكوت، سانشيز وأوزيل" في الثلث الأخير من الملعب، ما سبب معاناة ومشاكل كثيرة لدفاع اليونايتد. وعند الدقيقة 19، ظهر أليكسيس سانشيز في الأضواء مرة أخرى، حين انطلق من الجهة اليسرى إلى أن اقترب من منطقة الجزاء، فقام بمراوغة اثنين مدافعين، وفي الأخير أطلق بقدمه اليسرى صاروخ من على حدود منطقة الجزاء من الجهة اليسرى، في المكان المستحيل لدي خيا، الذي حاول مع الكرة، لكن دون جدوى، ليتحرر كشاف النجوم بعد تقدم فريقه بثلاثية نظيفة على زعيم البلاد على المستوى المحلي في مفاجأة غير متوقعة. وكاد قائد المنتخب الويلزي "آرون رامسي" أن يقتل المباراة إكلينيكيًا بالهدف الرابع، إلا أنه فاجأ الجميع بالإطاحة بالكرة بجوار القائم الأيسر وهو بمفرده أمام دي خيا، ليأتي الرد من مانشستر يونايتد بانفراد لمارسيال، لكن العملاق التشيكي "بيتر تشيك" نجح في منع الشاب الفرنسي من تسجيل هدف تقليص الفارق، لينتهي الشوط الأول بتقدم مستحق لآرسنال بثلاثية نظيفة. لم تتغير الأوضاع كثيرًا في الشوط الثاني، فقط قامت كتيبة المدرب الهولندي "لويس فان خال" ببعض المحاولات اليائسة على أمل تسجيل هدف أو هدفين للعودة إلى اللقاء، إلى أن دفاع آرسنال ومن خلفه الحارس بيتر تشيك، نجحوا في منع روني ورفاقه من زيارة الشباك، وكانت أبرز الفرص بالنسبة لليونايتد، تلك التي هيأها روني لنفسه بالقرب من منطقة الجزاء، وسددها بقوة على يسار حارس تشيلسي السابق، الذي انتفض على الكرة كالأسد وأبعدها إلى ركلة ركنية. استمر تفوق رجال فينجر فنيًا وميدانيًا طوال الشوط الثاني، ولولا غياب التوفيق عن البديلين "جيرو وتشامبرلين"، في الفرص السهلة التي أتيحت أمامهما في آخر دقائق المباراة، لوصلت النتيجة لأكثر من خماسية نظيفة، لكن النتيجة ظلت على حالها إلى أن أطلق الحكم صافرة النهاية، معلنًا فوز آرسنال بثلاثة أهداف نظيفة.