جاءت نتائج قرعة تصفيات مونديال روسيا عن قارة إفريقيا لتؤجج حربا غير معلنة بين رئيس الاتحاد الجزائري محمد روراوة وعيسى حياتو رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، الحرب الباردة اندلعت قبل هذه القرعة وكان سببها النفوذ والتموقع في مقر الكاف بالقاهرة وسعي الدب الكاميروني إلى الحد من طموح روراوة الذي يراه حياتو أكبر مهدد له على عرش الكرة الإفريقية والذي يعمل رفقة ممثلي شمال القارة على إزاحته من منصبه الذي عمر فيه لسنوات وحياتو سيلجأ إلى كل الوسائل لكبح رغبة روراوة في خلافته وسن قوانين تقلل من نفوذه حتى في الاتحاد الدولي كشرط اللغة للتواجد في المكتب التنفيذي للفيفا. رئيس الفاف يحضر لخلافة الدب الكاميروني في مارس المقبل روراوة وبعد أن أوقعت القرعة الجزائر إلى جانب الكاميرون في مجموعة واحدة سارع إلى حسم ورقة المدرب الصربي راجيفاك لقيادة سفينة الخضر يوما واحدا فقط بعد القرعة وهو الذي تماطل كثيرا في تعيين مدرب جديد لرفقاء فيغولي يدرك جيدا ما ينتظره في كواليس الكاف ويجب عليه إغلاق ملف المدرب والتفرغ لما هو قادم من مواجهات سواء علانية أو غير علانية مع الدب الكاميروني ولو أنه وبحسب مصادر مقربة من رئيس الفاف فإن الصراع هذه المرة سينتقل إلى العلن بما أن روراوة يحضر لخلافة حياتو على رأس الكاف وسيعلن ترشحه لانتخابات الربيع القادم وهو ينتظر فقط الضوء الأخضر من السلطات العمومية والهيئات الكروية والسياسية الكبيرة صاحبة النفوذ التي أقلب الطاولة على بلاتير وجاءت بأنفانتينو. صراع الخضر والأسود غير المروضة في مجموعة الموت سيؤجج الحرب تحضير رئيس الفاف للترشح إلى رئاسة الكاف وخلافة الدب الكاميروني لم يكن مطروحا وروراوة عبر عنها صراحة بأنه لا ينوي الترشح لرئاسة الاتحاد الإفريقي لكن المعطيات انقلبت رأسا على عقب بعدما أسفرت عنه القرعة والتي وضعت ورقة المونديال في اللعب وروراوة يريدها في الجزائر للمرة الثالثة على التوالي، ما يعني إعلانه الخروج عن الولاء لحياتو وراد جدا وفي العلن بعد أن كانت الحرب بينهما باردة وكل منهما يعمل على مصالحه ومصالح منتخبه دون صدام، لكن صدام الرجلين على ورقة واحدة الآن سيجعل الأمور تأخذ كل السيناريوهات وكل واحد سيلجأ إلى أساليبه سواء النظيفة أو العكس للتواجد رفقة منتخب بلاده في روسيا 2018. حديث عن اقتراب موعد كشف ملفات فضائح حياتو لأسقاطه من الكاف ما كان يخطط له من قبل بقلب الطاولة على الدب الكاميروني وإزاحته من عرشه بتحالف عدة أطراف اقترب إخراجه للعلن ونشره على صفحات وسائل الإعلام الكبرى، حيث لم تخفي مصادر مطلعة على الموضوع أن كشف ملفات تورط حياتو في الفساد اقترب كثيرا بعد أن تم جمع كل المعلومات التي تدينه وتسقطه من عرشه الإفريقي كما أسقط بلاتير وبلاتيني والعديد من الشخصيات الكروية الكبيرة عالميا ولم يبق سوى الاتفاق على موعد نشر هذه الفضائح من قبل الهيئات التي كانت وراء فضائح الفيفا. رحيل الكاميروني عن الهيئة الإفريقية سيفسح المجال لروراوة يدرك رئيس الفاف ورغم نفوذه في دواليب الكاف أن الصراع مع الكاميروني حياتو وهو في منصب رئيس للكاف لن يخدمه وسيخسر المعركة ويخسر معها ورقة المونديال بالنظر إلى قوته الكبيرة في الكواليس، فحياتو يهيمن على كل اللجان في الكاف وخاصة لجنة التحكيم التي سيكون لها التأثير الكبير في تحديد هوية المتأهل إلى مونديال روسيا، لهذا سيبحث عن الطريقة المثلى التي تزيحه من منصبه، فنشر فضائح الفساد سيعجل بتنحية حياتو وتشكيل لجنة مؤقتة لتسيير الكاف ومن بعدها إجراء انتخابات جديدة في مارس القادم سيترشح لها روراوة وحتى إن لم يفز بالرئاسة فإنه نجح في إزالة سرطان الكرة الإفريقية. كواليس التحكيم الإفريقي ورقة ضغط يتنافس عليها عيسى والحاج لولا نتائج القرعة لما بدأت بوادر صراع جديد في الأفق بين عيسى حايتو ورئيس الفاف لأن الرهان كبير ومشترك في وقت واحد، فالتأهل إلى المونديال ليس على أرضية الميدان وكفاءة المدرب ومجموعة اللاعبين بل كواليس تهيئ الظروف للفوز ولعل أبرز الكواليس التي يتم التناحر فيها هي كواليس الحكام، فروراوة وبحكم خبرته في الاتحاد الإفريقي يعرف قائمة الحكام المنضوية تحت سقف حياتو ويعرف قائمة الحكام الذين يكرهون الجزائر وسيعمل المستحيل على عدم تعيينهم لإدارة لقاءات الخضر في وقت يضغط الدب الكاميروني لتعيين حكامه في لقاءات الكاميرون والبداية بلقاء أكتوبر القادم.