في أولى أيام حاليلوزيتش مع لاعبيه في تربص ماركوسي ، فرض المدرب البوسني نظاما عسكريا على اللاعبين من خلال زرع الرهبة في قلوبهم، خاصة أنها الطريقة التي يسير بها كل المنتخبات والنوادي التي دربها، وأول شيء قام به حاليلوزيتش هذه المرة هو حرمان أي شخص غريب عن التربص من الاقتراب من اللاعبين، والبداية كانت بالعائلات، حيث أخبر لاعبيه أنه لا يريد أي زيارة سواء من فرد من العائلة أو صديق، لأن أشباله يتواجدون هنا في تربص للمنتخب الوطني وليس في نزهة وهو يريد ضمان تركيزهم لتحقيق الاهداف التي قدم من أجلها وهي تأهيل الخضر لكان 2013 ومونديال2014. عدم حديثه معهم سهرة الأحد وضع بينه وبينهم فجوة تأكد اللاعبون في أولى خطواتهم مع المدرب حاليلوزيتش أن مزاجه صعب وأن شخصيته قوية، حيث أجل المدرب الأسبق لفيلة كوت ديفوار الحديث إلى أشباله واكتفى فقط بتحيتهم فقط، وهو ما خلق فجوة بين اللاعبين والمدرب الذي عرف كيف يفرض الاحترام مع لاعبيه، ويزرع في أنفسهم الرهبة والاحترام تجاهه وتجاه أعضاء الطاقم الفني. المحترفون سألوا المحليين فور وصولهم عن أول يوم مع المدرب حسب مصادرنا الخاصة المرافقة للمنتخب الوطني، فإن العناصر المحترفة التي وصلت متأخرة بيوم واحد عن المحليين بقيت تسأل عن أول يوم قضاه رفقاء زماموش مع المدرب حاليلوزيتش، فرفقاء لموشية أكدوا لرفقاء زياني أنهم لم يتحدثوا معه وأن المدرب اكتفى بتحية كل من شاهده، وهذا ما جعل الجميع يترقب أول لقاء لهم مع المدرب الذي كان في منتصف نهار أول أمس. اجتماع منتصف النهار كان كافيا لحاليلوزيتش للأخذ بزمام الأمور حسب مصادرنا، فإن الاجتماع الأول الذي عقده المدرب حاليلوزيتش مع لاعبيه منتصف نهار أول أمس، كان كافيا كي يشرح للاعبين طريقة عمل المدرب السابق لدينامو زغراب سيما أنه لا يتسامح مع القضايا الانضباطية، وهو الأمر الذي جعل المدرب البوسني يأخذ بزمام الأمور في أولى خرجاته مع المنتخب الوطني، ويثبت للجميع أن شخصيته قوية وأن كل من يخطئ يدفع الثمن. لا يريد أي خطأ ويتدخل حتى في حامل الكرات وحارس العتاد ما لمسناه أمس خلال الحصة التدريبية، ومن خلال الحديث مع بعض مرافقي المنتخب الوطني، أن المدرب حاليلوزيتش جد متطلب ولا يريد ارتكاب أي خطأ، ويتدخل في الجميع حتى في حامل الكرات أو حارس العتاد، والدليل أنه اجتمع بالجميع هنا في ماركوسي ليمنح لكل واحد من المرافقين مهامه الذي مطالب بتأديته دون زيادة ولا نقصان. صرخ على اللاعبين أثناء الجري وطالب الجميع بالصمت خلال الحصة التدريبية لأول أمس، أقدم المدرب حاليلوزيتش على الصراخ في وجه غزال ومجاني بعدما تحدثا وضحكا خلال الجري، حيث طالبهما المدرب بالصمت وعدم الحديث خلال التدريبات، وهو ما استغربه العديد من اللاعبين، خاصة أنهم تعودوا على المزاح بين بعضهم البعض في التدريبات. اللاعبون وصلوا بربع ساعة متقدمين عن بداية الحصة التدريبية الشيء الذي لم نتعود عليه في تدريات او مختلف معسكرات المنتخب الوطني، هو وصول اللاعبين ربع ساعة قبل الحصة التدريبية، ما جعلها تنطلق باكرا، حيث توجه رفقاء زياني إلى أرضية الميدان وبقوا هناك في انتظار وصول أعضاء الطاقم الفني يترأسهم حاليلوزيتش، وهو الشيء الذي يؤكد على الانضباط الكبير الذي فرضه الفرانكوبوسني والنظام العسكري الذي قد يساعد المنتخب الوطني على تحقيق نتائج إيجابية مستقبلا. سكوت تام وصمت رهيب أثناء حديث حاليلوزيتش للاعبيه ما لاحظناه أن حديث حاليلوزيتش قبل بداية الحصة التدريبية واكبه سكوت تام ورهيب للاعبين، فلا أحد تحرك منهم ولا حتى أعضاء الطاقم الفني، فالمدرب يتحدث والكل مركّز معه ومستعد حتى في الوقفة، ما يدل أن عهدا جديدا بدأ في المنتخب الوطني وأن عهد الفوضى قد ولى نهائيا مع المدرب الجديد الذي عرف كيف يفرض نظاما عسكريا في يومين فقط. عهد البارونات قد ولى والبوسني يعيد الانضباط للمنتخب الوطني من دون شك أن عهد البارونات في المنتخب الوطني قد ولى نهائيا، فلا عائلات اللاعبين سيجلسون في مائدة الإفطار ولا أصدقاؤهم سيزورونهم، فمع حاليلوزيتش لا يوجد أي لاعب يرفض الاحتياط ولا حتى مجموعة من اللاعبين تكوّن كتلة كي تضغط على المدرب لإشراك هذا وإبقاء ذاك على دكة البدلاء، فالمدرب البوسني عرف كيف يعيد الأمور إلى السكة الصحيحة والنتائج من دون شك ستأتي وحدها.