حالة من الفوضى عرفتها الندوة الصحفية التي نشطها رئيس البعثة الجزائرية المشاركة في أولمبياد ريو دي جانيرو بمقر اللجنة الأولمبية الجزائرية، حيث وجد الرجل نفسه وسط اتهامات متبادلة بينه وبين الصحافيين، ولهذا بدلا من مناقشة جوهر الموضوع وهو تقييم نتائج البعثة الجزائرية، كان أغلب الحديث عن طريقة صرف الأموال وظروف الإقامة، وتبرير تواجد عائلات بعض المسؤولين في البرازيل، وكادت الندوة الصحفية في الكثير من المرات تخرج عن إطارها في ظل نوعية الألفاظ المستعملة، خاصة من جانب عمار براهمية الذي كان يخاطب سائليه بألفاظ لا تعكس أبدا نوعية الحوار، والذي كان وكأنه يدور داخل مقهى وليس في مقر أكبر هيئة رياضية في الجزائر. "ميزانية البعثة بلغت 21 مليارا وكل المصاريف مبرّرة" الندوة الصحفية التي أخذت وقتا طويلا دارت أغلبها في اتهامات الفساد الموجهة للجنة الأولمبية، وهو ما كان أثاره مخلوفي في البرازيل، وأكد براهمية أنّ كل ما قيل بأنّ ميزانية البعثة الجزائرية في البرازيل بلغت 31 مليارا لا أساس له من الصحة، وأنّ الرقم الحقيقي هو 21 مليارا، كما أظهر براهمية بعض الوثائق للتدليل على كلامه، كما أنّ رئيس البعثة إلى ريو دي جانيرو أكد أنّ كل المصاريف مفوترة، وأنّ كل من دفع مليما واحدا من جيبه الخاص تم تعويضه بعد تقديمه الفواتير اللازمة، حيث لم ينس براهمية التأكيد على أنّ تذكرة السفر من الجزائر إلى ريو بلغت قيمتها 27 مليون سنتيم. "أخبرونا عمن تلاعب بالمال العام وسنقطع يده" براهمية الذي تحدث بلغة دينية سعيا منه لإقناع المتتبعين، وجه كلامه بطريقة غير مباشرة إلى توفيق مخلوفي وكل من تحدث عن تلاعب اللجنة الأولمبية بالمال العام، حيث قال: "أقسم بالله العظيم أنّه لا يوجد هناك فساد ولا تلاعب بالمال العام، وكل من يقول ذلك فليأت بالدليل وسنقطع يد هذا المفسد". "قبلنا كل ملفات الاتحادات وتساهلنا كثيرا مع بعض الرياضيين" من جهة أخرى، تحدث براهمية عن تحضيرات الرياضيين، حيث قال أنّ اللجنة الأولمبية قبلت كل ملفات الاتحادات المعنية ووفّرت الإمكانات اللازمة لهذه الاتحادات، وأكثر من ذلك أنّها قدّمت تسهيلات للكثير من الرياضيين، وهذا حتى يحضروا في أحسن الظروف، مكذبا بشدة خبر مطالبته أحد الرياضيين بتوفير صورة طبق الأصل لوثيقة إدارية تخص ملفه، مشيرا بأنّ الرياضي الذي قال هذا الأمر كاذب وأصلا لم يتصل به. "منحنا كل عضو من البعثة 50 دولارا يوميا ولم نفرق بينهم" في سياق تبريره لمصاريف البعثة في البرازيل، قال براهمية ألا أحدا من الرياضيين اضطر إلى صرف أمواله الخاصة، حيث أنّ اللجنة الأولمبية وفرت لهم مصاريف خاصة، حيث تحصّل كل عضو من أعضاء البعثة على 50 دولار يوميا، وأنّه المبلغ نفسه الذي تحصّل عليه بقية أعضاء البعثة بمن فيهم رئيسها، وهنا ذكر براهمية بأنّه وأعضاء اللجنة الأولمبية متطوعون ولا يحصلون على راتب من الدولة الجزائرية مقابل ما يقومون به. "مهمة اللجنة الأولمبية التسيير فقط وليست مسؤولة عن النتائج" رغم دفاع براهمية عن نتائج النخبة الجزائرية في البرازيل، إلا أنّه مع ذلك قام برمي الكرة إلى مرمى الاتحاديات، عندما أشار إلى أنّ المادة 107 من القانون الجزائري تؤكد أنّ مهمة اللجنة الأولمبية هي التسيير فقط، ولا علاقة لها بالنتائج المحققة، حيث لا تسأل عنها وإنما تسأل الاتحادات. "من يملك دليلا ضدنا فليقاضنا" من خلال دفاعه عن التسيير الشفاف للأموال المخصصة للبعثة الجزائرية المشاركة في اللعاب الأولمبية، طالب براهمية بثقة كبيرة كل من يملك دليلا واحدا على وجود فساد داخل هيئته أنّ يرفع دعوى قضائية ضدها، وبالمقابل أكد ثقته في نفسه وأنّه قادر على المواجهة رغم تعرضه للشتم هو وعائلته من بعض الأطراف.