"أتوقع أن نسجل في نيجيريا ونعود بالتعادل" "سنسيطر على مجموعتنا في الكان ولكن اللقب صعب في أدغال إفريقيا" "سأتوج مع أولمبي المدية بعد سنتين بلقب" "مستوى البطولة الجزائرية تراجع وبادو زاكي سينجح مع بلوزداد" "روراوة اختار ليكنس لإصلاح المشاكل الدفاعية" فتح لنا المدرب سيد أحمد سليماني قلبه وتحدث عن الكثير من المواضيع المتعلقة بالكرة الجزائرية والتي تشغل اهتمامات الشارع الكروي هذه الأيام، وأهمها رأيه في تعيين المدرب ليكنس على رأس العارضة الفنية للخضر، كما تحدث عن مشواره مع الأولمبي وتحدياته القادمة وطموحاته الشخصية. كيف هي أحوالك مع أولمبي المدية في هذا الموسم؟ أحمد المولى على الثقة الكبيرة التي أحظى بها في المدية من طرف كل الأطراف، وخاصة الأنصار وإدارة الفريق وعلى رأسها الرئيس محفوظ بوقلقال والذي منحني البطاقة البيضاء، وهذا ما ساعدني على تطبيق الكثير من الأفكار ولو أننا في بداية الطريق فقط وتنتظرنا تحديات أهم في المستقبل، وكل ما يمكنني قوله هو أنني مرتاح جدا في أولمبي المدية والذي أعتبره حاليا عائلتي الثانية. انطلاقتكم كانت متذبذبة رغم أن الفريق أظهر في بعض لقاءاته قدرة كبيرة على لعب الأدوار الأولى وليس تحقيق البقاء فقط؟ الحديث عن لعب الأدوار الأولى سابق لأوانه وهدفنا المسطر دائما هو تحقيق البقاء بأريحية، ولو أننا نطمح بجدية كبيرة لتحقيق مرتبة مشرفة في نهاية الموسم، وأخطط بصراحة لإنهاء البطولة ما بين المرتبة السادسة والثامنة، أما عن سبب انطلاقتنا المتذبذبة، فأعتقد أن اللاعبين يعانون من عقدة نفسية ولا يثقون في كامل قدراتهم ويجدون صعوبة في بداية اللقاءات، وهو سبب تعثرنا في بعض اللقاءات، لكن عندما نشاهد المستوى الحقيقي للاعبين والذي أظهروه في بعض اللقاءات، فأعتقد أنهم قادرون بسهولة على قول كلمتهم هذا الموسم والفوز أمام أي منافس في الرابطة الأولى. ما هو طموحكم الحقيقي في المستقبل مع الأولمبي؟ مثلما أشرت إليه، هدفنا هذا الموسم هو تحقيق البقاء وإيجاد معالمنا في الرابطة الأولى والتأقلم معها، لأنه أول موسم في تاريخ أولمبي المدية في هذا القسم، لكن بعد سنتين أو ثلاث ستكون لنا أهداف أخرى وإذا وضعت الثقة فينا وفي الإدارة الحالية، يمكننا تحقيق مشروع حقيقي وهو إدخال الفريق لمصاف كبار الأندية الجزائرية وإهداء المدينة أول لقب كروي وبعدها ضمان المشاركة في منافسات قارية، لأن أولمبي المدية يملك كل المقومات التي تسمح له بالتواجد في القمة دائما. ما رأيك في مستوى البطولة الجزائرية حاليا؟ إذا تحدثنا بلغة الواقع أرى أن مستوى البطولة الجزائرية تراجع كثيرا في المواسم الأخيرة ومستوى الأندية أصبح متقاربا جدا مقارنة بما كان عليه الحال قبل سنوات، عندما كنا نشاهد سيطرة واضحة لفريق أو فريقين، بينما بقية الأندية تكتفي بأدوار ثانوية، لكن حاليا أصبح الفريق الذي يحتل المرتبة الأخيرة قادرا على هزم الرائد بسهولة، ولكن هذا لا يعني أن المستوى سيء جدا لأنه توجد بعض الأندية التي تطبق كرة حديثة وأيضا يوجد لاعبون موهوبون والدليل على ذلك تصدير البطولة الجزائرية لعدة مواهب للبطولات الأوروبية القوية في آخر السنوات وآخرهم المدافع بن سبعيني. اشتغلت لسنوات طويلة في البطولة المغربية، في رأيك ما هو الفارق بين البطولتين؟ كانت لي تجارب عديدة في البطولة المغربية وحققت فيها بعض الإنجازات وأحمد المولى أن الاتصالات لا تزال موجودة إلى غاية اللحظة ومثلا في الصيف الماضي كان لي عرض رسمي من هذه البطولة، أما عن الفارق الحقيقي بين البطولتين فهو يتمثل أساسا في الجانب الفني، حيث البطولة الجزائرية ترتكز أكثر على الجانب التقني والتكتيكي، بينما البطولة المغربية تعتمد أكثر على الجانب البدني ونجد فيها صراعات بدنية كبيرة، رغم أن المستوى الفني والتقني في هذه البطولة أيضا يبقى جيّدا. هناك موضة في الآونة الأخيرة بالاعتماد على مدربين تونسيين وحتى مغربيين، ما رأيك في ذلك؟ لا أعتقد أن الأمر جديد علينا لأنه سبق أن عمل مدربون تونسيون ومغربيون كثر في البطولة الجزائرية والعكس صحيح، حيث اشتغل الكثير من مدربينا في البطولتين التونسية والمغربية وأنا شخصيا عملت لثماني سنوات تقريبا في البطولة المغربية، وأنا أعتبر ذلك أمرا إيجابيا ومن شأنه أن يفيد هذه البطولات ويرفع مستواها. لكونك تعرف جيدا الكرة المغربية، ما رأيك في تعيين بادو زاكي مدربا لشباب بلوزداد؟ هو من أفضل ما أنجبت الكرة المغربية ليس فقط كلاعب أو كحارس سابق، وإنما كمدرب والدليل على ذلك نجاحه مع المنتخب المغربي سنة 2004 وتحقيقه لأحسن نتيجة في تاريخ هذا المنتخب في نهائيات الكان منذ تتويج أسود الأطلس بكأس إفريقيا منتصف السبعينيات، ولهذا لا أحد يمكنه أن يشكك في قدرات هذا الإطار الفني وأتصور أنه قادر على النجاح بسهولة مع شباب بلوزداد لو توفر له فقط الظروف المواتية للنجاح، وأنا شخصيا متفائل بنجاحه كثيرا في البطولة الجزائرية وأتمنى له ذلك. حدثنا قليلا عن المنتخب الوطني ورأيك في إقالة أو استقالة المدرب الصربي راييفاتش؟ علينا أن نطوي صفحة المدرب الصربي راييفاتش ونفكر في المستقبل فقط، لأن هذا المدرب أصبح من الماضي ولا يجب التوقف عنده والمنتخب الوطني تنتظره تحديات أكبر وعلينا التركيز عليها، كما أنه تم تعيين مدرب جديد ويجب أن نضع ثقتنا الكاملة فيه حتى يحقق النجاح، لأن نجاحه من نجاح الجميع ووحده لا يمكن أن يصنع المعجزات لأنه لا يملك العصا السحرية. سبقتني في الحديث عن المدرب الجديد جورج ليكنس، كيف رأيت تعيينه على رأس العارضة الفنية للخضر؟ بعد سماعي لخبر تعيين المدرب البلجيكي جورج ليكنس، استبشرت خيرا بمستقبل المنتخب الوطني وأعتقد بصراحة أنه المدرب المناسب في الفترة المقبلة وهو المدرب الذي كان الخضر بحاجة له، وباختصار هو المدرب القادر في الوقت الراهن على قيادة المنتخب الوطني إلى بر الأمان وتحقيق الأهداف المسطرة وهذا لعدة أسباب. لماذا تراه المدرب الأنسب للمنتخب الوطني؟ لعدة أسباب وأنا أوافق الاتحادية الجزائرية لكرة القدم على تعيينه، حيث اختارته لعدة عوامل ومواصفات توجد فيه وأهمها نزعته الدفاعية وقدرته على إصلاح المشاكل الدفاعية الموجودة حاليا في المنتخب، والتي تعتبر أساسا هي نقطة ضعفه، حيث كنا بحاجة لمدرب دفاعي وليس هجوميا، لأن المنتخب الوطني يملك لاعبين كبارا في الهجوم ويمكنهم التسجيل وصناعة الفرص بدون الحاجة لمدرب تكتيكي كبير في الشق الهجومي، وحاليا نحن بحاجة لمدرب مثل ليكنس يمكنه أن يحسّن أداء الدفاع ويجد الحلّ الناجع لمشاكله، هذا إضافة لمواصفات أخرى أراها تتوفر في هذا المدرب حتى يكون ناخبا وطنيا في الجزائر. ما هي بالضبط؟ إضافة لمنهجية المدرب ليكنس ونهجه الدفاعي الذي يساعدنا أكثر في الوقت الراهن ونحن بحاجة له، أرى أن المدرب المذكور يحسن التعامل والتواصل جيدا مع اللاعبين، وهي من نقاط قوته وهذا أمر مهم وإيجابي لأن التشكيلة الحالية تحتاج أكثر لمدرب قادر على التواصل معها جيدا، كما أن المدرب ليكنس سبق له العمل في الجزائر لعدة أشهر وله فكرة جيدة عن عقلية اللاعب الجزائري وله خبرة في أدغال إفريقيا وخاصة بعد قيادته للمنتخب التونسي في الكان الماضي، وحتى راتب المدرب البلجيكي يتناسب مع مخططات وسياسة الفاف، والتي أكدت أنها غير قادرة على جلب مدرب براتب كبير جدا. لكنك قبل أسابيع اقترحت المدرب المصري شحاتة والبعض تهكم عليك؟ كل واحد حرّ في رأيه، وأنا اقترحت هذا المدرب بسبب خبرته الإفريقية الكبيرة وهو قادر على قيادة الخضر للتتويج بسهولة بكأس أمم إفريقيا، كما أن شحاتة يحسن التواصل مع المجموعة ولا ننسى أنه أحسن مدرب في تاريخ مصر، ولكن إذا ما قارناه بالمدرب البلجيكي ليكنس فأرى الأخير هو الأنسب حاليا لقيادة المنتخب الوطني. قبل أيام قليلة عن مباراة المنتخب الوطني أمام نيجيريا في إطار تصفيات المونديال، كيف ترى حظوظ الخضر في هذه المباراة؟ ستكون مباراة صعبة وقد تلعب على جزئيات صغيرة، وصراحة سنواجه واحدا من عمالقة القارة السمراء، أنا متخوف فقط من الدفاع وإذا دافعنا جيّدا حتما سنعود بنتيجة إيجابية، وأتوقع في هذه المباراة أن يسجل الخضر ولو هدفا واحدا وإذا ما أردت تكهني لنتيجة المباراة، فأتصور أننا قادرون على تحقيق التعادل وأنا أتوقع أن تنتهي المباراة بدون فائز أو منهزم. هل نفهم من كلامك أنك متفائل بقدرة محاربي الصحراء على تحقيق ثالث تأهل على التوالي لكأس العالم؟ المنافسة صعبة وأتوقع أن تكون أكثر شراسة في الجولات القادمة وقد نضطر لانتظار الجولة الأخيرة في هذه المجموعة القوية حتى نرى من سيتأهل للمونديال، وعن حظوظ الخضر، فأعتقد أن المهمة تعقدت بعد التعثر في الجولة الأولى ولكن حظوظنا قائمة وعلينا الدفاع عنها بقوة، والانطلاق بمباراة نيجيريا والتي لو عدنا فعلا بنتيجة إيجابية منها فإننا سنعود بقوة في سباق هذه التصفيات. كيف رأيت قرعة الكان ومجموعة الخضر فيها والتي قيل أنها صعبة؟ عندما تتأهل لنهائيات كأس إفريقيا لا يمكنك أن تختار المنافسين وكل مجموعة قوية ومتوازنة وقد تحدث فيها مفاجآت، لأنه حتى المجموعات الأخرى قوية مثل مجموعة مصر، أما مجموعتنا فهي متوازنة وأتصور أننا قادرون على السيطرة عليها ولدينا القدرة فيها على تحقيق التأهل للدور ربع النهائي لأننا نظريا أقوى بكثير من منتخب الزيمبابوي وحتى منتخب تونس لن يخلق لنا صعوبات كبيرة، ومثلما فزنا على السنغال في الكان السابق يمكننا تكرار هذا السيناريو في جانفي القادم. قلت في وقت سابق أن التتويج بالكان صعب في أدغال إفريقيا، هل مازلت متشائما؟ نعم الظروف في أدغال إفريقيا وخاصة في الكان صعبة جدا وتتطلب تحضيرا نوعيا وأيضا لاعبين متأقلمين مع الأجواء الموجودة في أدغال إفريقيا، ومشكلة المنتخب الوطني هي نفسها مع منتخبات شمال إفريقيا باستثناء مصر التي لها الخبرة ولاعبيها محليين ومتعودين على ظروف إفريقيا، ورغم ذلك قد نحدث المفاجأة ونحقق اللقب لأننا نملك جيلا رائعا وقادرا على قول كلمته ولم لا نفعلها في الغابون رغم أن المهمة ستكون صعبة جدا وعلينا أن نكون واقعيين. نعود للحديث عنك، هل تفكر صراحة في الاستمرار مع أولمبي المدية أو تطمح لتغيير الأجواء مستقبلا صوب فريق له طموحات رياضية أكبر؟ أنا مدرب طموح وأريد أن أحقق طموحاتي مع أولمبي المدية ولا أريد تغيير الأجواء حاليا، لأنني أملك مشروعا رياضيا مع الرئيس بوقلقال وكما قلت هدفنا هو جعل هذا الفريق بعد موسمين مع مصاف الأندية الكبيرة في الجزائر، ولو أننا حاليا نعتبر من أقوى الأندية الجزائرية وحتى أولمبي المدية له تاريخ وعراقة كبيرة ولكن طموحاتنا مستقبلا ستكون أكبر. ماذا عن طموحاتك ومشروعك الشخصي بعيدا عن فريقك الحالي؟ أريد أن أنشأ في المستقبل القريب مركبا رياضيا في مدينة تلمسان ولقد تحصلت على قطعة أرض من أجل تحقيق هذا المشروع، ولم يتبق فقط سوى الحصول على رخصة من وزارة الشبيبة والرياضة والأمور تسير في الطريق الصحيح حتى أستفيد من الاعتماد قريبا، وهذا المركب الرياضي أريده أن يكون قطبا رياضيا في غرب البلاد ولصالح الشبان والأندية الجزائرية وأتمنى أن تساعدني السلطات المحلية في تلمسان على تحقيقه. بماذا تريد أن تختم الحوار؟ أستغل الفرصة لأشكر الجميع في المدية على الثقة التي يضعونها في وأعدهم بمستقبل مشرق لأولمبي المدية، كما أتمنى أن يحقق المنتخب الوطني نتيجة إيجابية في نيجيريا تعزز حظوظه في الوصول إلى المونديال، وأتمنى المزيد من التوفيق والتطوّر للكرة الجزائرية لأننا قادرون على تحقيق الأفضل.