جاءت الهزيمة التي مني بها الخضر في نيجيريا والتي أبعدتهم عن التواجد في مونديال روسيا لتقضي على أول هدف كان يريد الفاف تحقيقه والذي كان يبني عليه العديد من الخطط الاستراتيجية لمواصلة تزعمه الكرة في الجزائر، فروراوة الذي غاب عن متابعة لقاء الموب في نهائي كأس الكاف واكتفى بجملة "ّإن شاء الله فيها خير" بمجرد وصوله إلى نيجيريا أجبره موزيس وميكايل على عدم الاستراحة للاجتماع بمساعديه وحضور قرعة كأس الجزائر، ليدلي بتصريحات للإعلام عقب استشعاره للخطر الذي قد يعصف به بعد تضييع المونديال. توجيه الدعوة لبن سبعيني أول التنازلات بعد أن استشعر رئيس الفاف الخطر الذي يهدد عرشه بدأ بتقديم تنازلات رفض قبل خيبة نيجيريا الحديث ووضعها ضمن المحرمات، وأولها رؤية بن سبعيني مع المنتخب الوطني، فبعد أن ذهب اللاعب ضحية صراع روراوة ورئيس نادي بارادو زطشي حتم الدفاع الضعيف عليه الطلب من ليكنس خلال اجتماع أول أمس معاينة مدافع ران وتوجيه الدعوة له للمشاركة في الكان، فقرار روراوة هذا ليس محبة في بن سبعيني أو في زطشي بل لانقاذ نفسه في "الكان" التي قد تحجب إخفاقات تصفيات المونديال. حديثه للإعلام ليس بريئا بل كان موجها بإحكام الرئيس الذي رفض الإدلاء لصحفيين جزائريين قطعوا ألاف الأميال لتغطية لقاء الخضر في نيجيريا واكتفى بإكرام تعبهم بعبارة "السفر كان جيدا وإن شاء الله فيها خير" تغيرت المعطيات معه بعد العودة من أويو وهو مثقل بثلاثية قضت على حلمه للتواجد في روسيا وأصبح يحرك أذنيه يمينا وشمالا للاستماع إلى أسئلة رجال الإعلام على هامش قرعة كأس الجزائر، والإجابة بصدر رحب، فروراوة بإجابته وتصريحاته أراد توجيه الأنظار إلى الكان وإيصال رسالة لمن فهم كلامه بأن ينسوا قضية اسمها المونديال لأنها طويت وقد يعود الحديث عنها مع رئيس جديد في تصفيات مونديال قطر. يعرف جيدا أن "الكان" قد تشفع له للترشح لعهدة جديدة روراوة الذي كان يراهن على بلوغ الخضر المونديال الثالث تواليا في عهدته لتكون حجة قوية له للترشح من جديد في أفريل القادم لعهدة جديدة لرئاسة الفاف وسبب مقنعا في تقريره المالي والأدبي الذي سيتليه على أعضاء الجمعية العامة اقتنع بتبخر هذه الحجة ولن يكون أمامه لانقاذ نفسه إلا كان الغابون التي قد تشفع له للظفر بعهدة جديدة والفشل فيها قد يدفعه حتى لعدم الترشح بعد أن فشل في مهامه والأهداف التي سطرها خلال العهدة الحالية. يريد الظفر بأربعة ملايين بعد خسارة الرهان على 8 ملايين دولار الجانب الرياضي ليس فقط ما يخيف روراوة، فبعد أن كان يمنح الأولوية للتأهل إلى المونديال بحكم أن المتأهل يحصل على 8 ملايين دولار مباشرة دون الحديث عما سيناله خلال الدورة أن حقق المرور إلى الدور الثاني ومع خسارة نيجيريا تأكد روراوة أن منحة الفيفا لن تكون من نصيبه، وعليه المراهنة الآن على الكان التي ارتفعت جوائزها إلى 4 ملايين دولار والتي قد تغطي إخفاق المونديال. خسارة أموال المونديال والكان ستجعله يغادر روراوة الذي اعتمد في سياسته على البحبوحة المالية للفاف في إقناع اللاعبين ووضع كل الإمكانيات تحت تصرف الخضر وهي الأموال التي جناها من التأهلين السابقين للمونديال والتي جلبت معها الممولين يعرف جيدا أن عدم التأهل إلى المونديال والخروج كالعادة من الدور الثاني للكان يعني آليا عدم حصول الفاف على الأموال وهو ما سيصعب عليه المواصلة في نفس السياسة التي كان يعتمدها، ما سيدفعه للرحيل وعدم الترشح لعهدة جديدة وهو مقتنع بأن خليفته لن ينجح في تحقيق ما فعله هو بسبب غياب الأموال.