حاول أمس أحد مناصري اتحاد عنابة حرق نفسه بالبنزين بالقرب من مكتب مدير الشبيبة والرياضة، احتجاجا على عدم استقباله رفقة مجموعة من محبي النادي الغاضبين من تدهور وضع نادي ” الطلبة” ، في الوقت الذي يواصل فيه مناصرو مولودية العاصمة الاحتجاج على مسلسل لونغار وغريب والذي طال لأسابيع، من جهتهم محبي مولودية وهران لم يتوقفوا عن التجمهر للتعبير عن استيائهم مما يحدث للحمراوة منذ شهور وعلقوا لافتاتهم في كل مكان تدين مخطط قتل المولودية . الغليان الشعبي الذي تعرفه عديد النوادي الجزائرية سواء التي نجت من السقوط أو تلك التي لم تحقق أهدافها الرياضية في الموسم المنقضي هو مؤشر واضح على أن الطلاق قائم بين النوادي التي تحولت منذ موسمين إلى شبه شركات تجارية والمناصرين الذين يصرون على فرض وجودهم كحلقة مهمة في حياة هذه النوادي، والفجوة بين مسيري النوادي والمناصرين تزداد اتساعا من يوم لآخر والغضب يتزايد بشكل كبير. وبالرغم من سياسة قمع المحبين الغاضبين من قبل المسيرين الفاشلين الذين يريدون التستر وراء الشركات التجارية لنزع الشرعية عن تحركات المناصرين، فإن الواقع يؤكد مرة أخرى أن نوادينا ما زالت تعيش فوضى منقطعة النظير، وتحرك المناصرين الغيورين على ألوان نواديهم يؤكد للمرة الألف بأن الشارع الرياضي يرفض منطق البزنسة بمصالح الفرق من قبل مافيا المسيرين الذين لم يحترموا مشاعر هؤلاء الأنصار الذين كانوا في عهد نظام الهواة يملكون حق المشاركة في الجمعيات العامة وهو ما لم يعد ممكنا في الظرف الحالي بحجة التقيد بنظام الاحتراف. والغريب في كل ما يحدث في العميد العاصمي أو الاتحاد العنابي وفي نادي أبناء الحمري أن أعضاء الشركات التجارية أصبحوا يفرون من المسؤولية ولا يخاطبون المناصرين ويستنجدون بالقوة العمومية لتكميم أفواهمم. كما أن مسؤولي قطاعات الشبيبة والرياضة وجدوا أنفسهم في ورطة حقيقية، بين مساعدة النوادي المحترفة وتمويلها بشكل غير مباشر عن طريق ضخ مساعدات النادي الهاوي قبل صب تلك الأموال في حساب الشركات، وبين التنصل من مسؤولية ما يحدث في النوادي من باب أنها شركات خاصة ، لكن الواقع يؤكد بأن كرة القدم تسير بأموال الدولة والشعب والنوادي ليست ملكا للشركات الخاصة مثلما يزعم غريب وجباري ومنادي والآخرون. ولعل انتفاضة المناصرين في ربيعهم لهذه السنة له ما يبرره لما يحدث في نوادينا من سوء للتسيير ونهب للمال العام والذي قابله تدهور فاضح في المستوى الفني لكرة القدم الجزائرية . وكان الأجدر على مسؤولي قطاع الرياضة أن يصغوا للمناصرين والعمل على دمجهم في تسيير النوادي عوض قمعهم وتهميشهم ودفعهم لأساليب أخرى متطرفة نحن في غنى عنها تماما.