فتح المستشار العام لوزارة الشباب والرياضة، جعفر يفصح، النار على رؤساء الأندية للرابطتين المحترفتين الأولى والثانية، ووصف المسيرين بالعاجزين عن قيادة فرقهم باستراتيجية إدارية مدروسة، وقال بأن رؤساء أندية النخبة في العهد الهاوي لم يحسنوا التصرّف في الكثير من الأحيان مع الإعانات المالية العمومية. وحسب جعفر يفصح، فإن الأندية انتقلت من عهد الانحراف حين كانت هاوية إلى الاحتراف بالصيغة التي اقترحتها الاتحادية في إطار إصرار «الفيفا» على تحوّل الأندية قبل 2011 إلى أندية محترفة للمشاركة في مختلف المنافسات القارية والدولية، مشيرا «الدولة كانت تمنح الإعانات المالية للأندية الهاوية لتوزيعها على مختلف الفروع وتدعيم التكوين، غير أن عددا من رؤساء الأندية كانوا يستغلون هذه الأموال لتقديمها كعلاوات إمضاء ضخمة للاعبي صنف الأكابر لفرع كرة القدم، وضمان صفقات تحويل وضم لاعبين من أندية أخرى، ما يجعلني أقول بأننا في السابق انحرفنا عن الطابع الهاوي للّعبة.» وفي هذا الشأن، أوضح المتحدث بأن الوزارة التي سطّرت سياسة جديدة، تدرس محورين مهمين في إطار العمل على تطوير ممارسة الرياضة، مستطردا «يتعلق المحور الأول بطريقة استعمال الإمكانات والأموال والمنشآت، أما المحور الثاني فيتمثل في إعادة النظر في المنظومة التطبيقية.» ودافع جعفر يفصح الذي حل أمس ضيفا على يومية «الخبر» عن السلطات العمومية «التي لم تذخر أي جهد من أجل تقديم الأفضل للأندية وللاتحادات، موضحا «الأندية تستغل فضاء الدولة حتى تشجّع السبونسورينغ، غير أن عددا قليلا من الأندية من تعلن عن كل مداخيلها بصفة رسمية، وحجة هؤلاء بأن الوزارة ملزمة على محاسبتها فقط عن الأموال التي تقدّمها إليها وبأن الوزارة ليس من صلاحيتها متابعة طريقة صرف الأموال التي حصلت عليها عن طريق السبونسورينغ.» واعترف المتحدث بأن مختلف الفروع الأخرى للأندية لم تستفد من دعم السلطات «لأن الأموال تحوّل غالبا إلى فرع كرة القدم، وهنا لا أتهم كل مسؤولي الأندية.» «شباب قسنطينة لم يستفد من المليار و3أندية فقط اقتنت الحافلات» كشف جعفر يفصح بأن أندية رابطتي الاحتراف الأولى والثانية استفادت من قيمة مليار سنتيم نقدا من أجل استغلالها في اقتناء حافلة للنادي مثلما تم الاتفاق عليه مسبقا وقال يفصح «من أصل 32 فريقا محترفا، حصل 31 فريقا على المليار سنتيم، والفريق الوحيد الذي لم يستفد من تلك القيمة هو شباب قسنطينة كونه لم يقدّم ملفه كاملا»، مضيفا «من أصل 31 فريقا، لا يوجد سوى ثلاثة أندية من اشترت فعلا الحافلة ويتعلق الأمر بوداد تلمسان وشباب باتنة وترجي مستغانم، أما بقية الأندية الأخرى فلم تشعرنا لحد الآن بوجهة تلك القيمة، إما بشراء حافلة كبيرة لفئة الأكابر أو حافلات صغيرة للشبان.» « جيار هو من طلب من وزارة المالية تسريح2.5مليار للأندية» أما بشأن قيمة 2.5 مليار سنتيم التي وافقت وزارة الشباب والرياضة على تقديمها للأندية، فقد كانت إجراء استثنائيا تطلب تدخل الوزير جيار على مستوى نظيره من وزارة المالية، وتم إدراجها في قانون المالية، مضيفا «منحنا نصف المبلغ لاستغلاله في ضمان السير الحسن للفئات الشبانية، على أن نقدّم نصف القيمة الأخرى حين يتم تقنين هذا الدعم الجديد». «الفاف تسرعت في تطبيق الاحتراف في قسمين» اعتبر جعفر يفصح بأن اعتماد الاتحادية الجزائرية لكرة القدم على 32 فريقا لدخول عالم الاحتراف لم يكن موفقا وحسبه، فإن الانطلاق في مشروع من هذا الحجم يجعل من الصعب أن نضمن نجاح كل الأندية في إعداد فرق محترفة بكل المقاييس «بدليل أن أغلب الأندية اليوم تشتكي من نقص الأموال، ولم تقدر على ضمان أفضل انطلاقة.»وواصل المتحدث يقول بأن الجزائر، على غرار أغلب البلدان الأخرى، تشارك بخمسة أندية على الأكثر في المنافسات القارية، وبما أن «الفيفا» تصرّ على أن الأندية التي تشارك في المنافسات القارية والدولية يجب أن تكون محترفة، فكان يكفي جعل خمسة أندية تدخل الاحتراف في بادئ الأمر، بينما نستفيد من القيمة المالية الكبيرة التي كانت ستمنح للأندية الأخرى في حال دخولها الاحتراف، من أجل تدعيم اختصاصات رياضية أخرى.» «مشروع الاحتراف ليس جديدا على الكرة الجزائرية» حسب جعفر يفصح، فإن مشروع الاحتراف ليس جديدا على الكرة الجزائرية «لأنه عرف في السابق بتسمية أخرى على غرار الإصلاح الرياضي لسنة 1977 حين تم وضع الأندية تحت إشراف المؤسسات، وشارك 11 قطاعا وزاريا في مشروع الاحتراف والنتائج معروفة في بداية الثمانينيات.» «شباب بلوزداد سيستفيد من قطعة أرضية إذا تنازل عن مركب الخروبة» كشف ضيف «الخبر» عن مساحة الأراضي التي استفادت منها الأندية، موضحا بأن 32 فريقا موزعين على 20 ولاية استفاد من 2 إلى 5 هتكار على غرار شباب أهلي البرج الذي حاز على قطعة أرضية بمساحة 5 هكتارات.وذكر المتحدث بأن ثمة عددا من الأندية من القطع الأرضية في انتظار أندية أخرى «عقب تدخل الوزير تمت الموافقة على توسيع مساحة الأراضي وبلغت هكتارين على الأقل.» وقال محدثنا بأن الأندية العاصمية الستة شكّلت استثناء «لصعوبة العثور على أرضيات في الجزائر، ومع ذلك تم منح أرضية لإتحاد الجزائر بعين بنيان، ولمولودية الجزائر بزرالدة واتحاد الحرّاش بالحراش ونادي بارادو ما بين بئر مراد رايس والسحاولة ورائد القبة بين الرويبة والرغاية ونصر حسين داي ببرج البحري.» أما الفريق العاصمي السابع وهو شباب بلوزداد، فلم يحصل على قطعة أرضية، حيث أوضح جعفر يفصح بأن فريق «لعقيبة» يملك حاليا مركبا رياضيا بالخروبة «وعليه لا يمكن لشباب بلوزداد أن يستفيد من قطعة أرضية ثانية، وإذا أراد مسؤولو شباب بلوزداد الاستفادة من ذلك، فعليهم التنازل عن المركب الرياضي بالخروبة.»