كم كان رئيس شركة وفاق سطيف صريحا في كلامه مع الزميلة "الخبر" أمس، عندما طالب بإلغاء نظام الاحتراف والعودة إلى نظام الهواة، قائلا "لا يوجد احتراف في الجزائر، وأموال النوادي الهاوية هي التي تستخدم في تسديد رواتب اللاعبين، والشركات الحالية لا تقوم بأي دور تجاري وصناعي، وأدعو للعودة إلى نظام الهواة". صراحة سرار نقطة تحسب له، لأنه يؤكد مرة أخرى بأن الكرة الجزائرية لم تتقدم بخطوة واحدة تحت لواء الاحتراف، والرئيس السطايفي يعترف بأن المال العام المسرح من قبل البلديات والصناديق العمومية، حوّل إلى جيوب اللاعبين، والأغرب أن حالة العطالة في النوادي الجزائرية، والأزمة المالية الكبيرة التي تعاني منها جميع الفرق، لم تحد من حمى ارتفاع الأسعار في سوق اللاعبين، إلى درجة أننا ما زلنا نسمع عن أجور تفوق ال200 مليون سنتيم شهريا، وهناك من يتفنن في دفع مستحقات اللاعبين بالأورو والدولار، وهي نقطة استفهام كبيرة، تجعلنا نستفسر الأمر مع سرار ورفاقه من مسيري النوادي الجزائرية: "كيف تقبلون بدفع مثل هذه الأجور على لاعبين لا يقدمون أية عروض، وأنتم تتحدثون عن الأزمة المالية وتعترفون بأن المال الذي تعيش به الفرق المحترفة ومال النوادي الهاوية؟". تصريحات سرار هي اعتراف شجاع من رئيس حصد مع الوفاق ألقابا عديدة بفضل دعم السلطات المحلية، حتى وإن كان زميله في باتنة ونقصد فريد نزار طعن في مصداقية الألقاب الجزائرية، غير أن صمت السلطات العمومية يثير الدهشة، إلى درجة أن أحد المتتبعين لما يحدث في فرقنا قال، بأن تسيير ناد رياضي في الجزائر، أحسن من التجارة ومن عملية الاستيراد من الصين، مختصرا ذلك بقولهم "لا شين راهي في الدوري الجزائري"، بمعنى أن مسيري النوادي يمكنهم تحويل 200 مليون سنتيم أسبوعيا من مال النوادي عبر صفقات التحويل المشبوهة أو عملية بيع التذاكر، دون الحديث عن تضخيم أجور اللاعبين والفواتير التي تدفع في التقارير المالية لمديرية الشباب والرياضة، وبالتالي ليسوا بحاجة إلى سفريات نحو الصين للتجارة والاستيراد. وبين شجاعة سرار في قول الحقيقة، ونزاهة نزار الذي طعن في مصداقية الدوري الجزائري، الكل ينتظر خرجة من مسؤولي الرياضة والمالية في هذا البلد، لوقف المهزلة وحماية مال الشعب، فليس عيبا أن نعترف بأخطائنا في أمر الاحتراف، بل العيب في أن نتمادى في الأخطاء، ودعوة سرار بالعودة إلى نظام الهواة دعوة معقولة، لأن الجزائر بدأت الاحتراف ب36 فريقا، وهو ما لم تفعله حتى فرنسا عندما بدأت الاحتراف بعد الحرب العالمية الثانية.