بمجرد أن علم بأني صحفي جزائري يريد إجراء حوار هاتفي معه، سارع المايسترو السابق ليوغسلافيا ولباريس سان جيرمان والمدرب الحالي للمنتخب البوسني سافيت سوزيتش إلى الرد علينا صباح أمس، مشيرا في أولى كلماته إلى حسن العلاقة التاريخيّة بين البلدين وإلى الروابط المتينة بين الشعبين وإلى علاقاته الممتازة مع جزائريي باريس سواء من لاعبين أو مغتربين، سوزيتش لم يتكلم في هذا الحوار عن قادير، فيغولي وبودبوز بل تحدث عن عصاد وحاليلوزيتش ودحلب وسنجاق وأكد بأن اللقاء الودي المبرمج الأسبوع القادم طلبه حاليلوزيتش بنفسه. صباح الخير سافيت معك صحفي من الجزائر؟ آه، صباح الخير ومرحبا بأصدقائنا في الجزائر، لا تنسوا بأن البوسنة والجزائر لهما روابط تاريخية كبيرة وقديمة … ستواجه الجزائر الأسبوع القادم، فكيف تم ترتيب هذا الموعد الأوّل من نوعه؟ بصراحة عندما هتف لي صديقي وحيد حاليلوزيتش وقدم لي فكرة برمجة لقاء ودي ضد الجزائر رحبت بالفكرة سيما وأنه في تلك الفترة لم يكن لدينا خصم معين نلعب ضده في تاريخ الفيفا 14 نوفمبر، وبمجرد أن تحدثت مع وحيد توصلنا إلى اتفاق مبدئي على برمجة هذا اللقاء في الجزائر… معنى ذلك أن حاليلوزيتش هو الذي طلب مواجهة البوسنة؟ طبعا، وهذه فكرة جيدة ونحن نبحث على هذا النوع من المباريات الودية مع منتخبات مختلفة لكسب الخبرة والتعريف أكثر بالمنتخب البوسني الذي وإن يعرفه الكل في أوروبا إلا أنه غير معروف في بقية القارات. تبدو العلاقة بينك وبين حاليلوزتيش مميّزة؟ بالطبع هو صديقي منذ عشريات من الزمن، لعبنا سويا في المنتخب الوطني وفي يوغسلافيا سابقا، وكنا نحن الاثنان محترفين في فرنسا ونلتقي بانتظام، وبالمناسبة أنتم في الجزائر محظوظون بتواجد حاليلوزيتش على رأس منتخبكم…. تريد أن تقول بأن صديقك يقوم بعمل جيّد في الجزائر؟ أعتقد ذلك، لأن وحيد هو مدرب ممتاز وله ذهنية قوية وهي سر قوته ومع المنتخب الجزائري يستطيع الذهاب بعيدا في كأس إفريقيا وتصفيات المونديال وأنا متأكد بأنه سينجح في الجزائر… لكن وحيد وجد صعوبات في دينامو زغرب وأقاله الرئيس رغم تتويجه باللقب وحدث له نفس الشّيء في كوت ديفوار؟ أقول لك شيئا مهما في دينامو زغرب الرئيس يقيل المدربين كل أسبوع وأغلبية المدربين المتعاقبين على هذا النادي يشكون من تصرفاته، لذلك يجب أن لا تقيسوا على ذلك لأن وحيد مدرب يحب عمله ويرفض «البريكولاج» … تعلم بأن وحيد سيواجه كوت ديفوار في كأس إفريقيا المقبلة؟ صحيح لقد قال لي بأن القرعة أوقعته مع كوت ديفوار وفي فوج صعب للجزائر، لكنني متيقن بأن حاليلوزيتش قادر على مباغتة هذا المنتخب الإيفواري لأنه يعرفهم جيدا ودربهم مدة سنتين تقريبا. لنتكلم عن مواجهة الخضر والبوسنة، هل شرعت في التّحضير لها؟ بطبيعة الحال لقد وجّهت الدعوة لأحسن اللاعبين الذين وظفتهم في المباريات الأخيرة وسنلعب ضد الجزائر بقوة وبكامل تعدادنا لأننا مثلكم نحضر لمواعيد مهمة في تصفيات كأس العالم … موعد يومين غير كاف لتحضير المنتخب أليس كذلك؟ هذا صحيح لكننا نحاول استغلال كل تواريخ «الفيفا» ومقابلة الجزائر لن نحضّر لها تحضيرا خاصا، هي مقابلة ودية مع أصدقائنا وسنوظف فيها أكبر عدد من اللاعبين. وهل درست المنتخب الجزائري؟ ليس بعد وسأكلف مساعدي للبحث عن كل المعلومات التي تخص الجزائر بواسطة الأنترنيت لكنني في غالب الأحيان لا أعير لمثل هذه المعطيات أهمية وأفضل التركيز على منتخبي وكيفية لعبه سيما وأن المقابلة ودية ولا توجد حسابات تكتيكية في هذا المجال. معنى ذلك أنك لا تعرف أي شيء عن المنتخب الجزائري الحالي؟ بصراحة نعم، معلوماتي شبه منعدمة عن المنتخب الجزائري لكنني أعلم بأن لديه عددا هاما من المحترفين في أوروبا وبالخصوص في فرنسا … لكنك تعلم بأن الجزائر لعبت آخر مونديال؟ طبعا لقد تابعت مباريات المونديال وأعلم أنها شاركت في دورة جنوب إفريقيا لكنني نسيت مع من لعبت بالضبط لأن المباريات تتعاقب كثيرا. وهل تتابع أخبار الكرة الفرنسية؟ نعم لكن عن باريس سان جريمان أكثر… لأنه فريقي المفضل وأتنقل بانتظام إلى باريس أين لدي إقامة دائمة هناك . أظن بأنك حافظت على علاقاتك مع الجزائريّين في باريس؟ بطبيعة الحال في باريس سان جيرمان لعبت مع مصطفى دحلب الذي كان لاعبا كبيرا وللأسف كنت جديدا في باريس، كما أتذكر جيدا الجناج الأيسر عصاد الذي التحق بنا في 82 أو 83 لا أتذكر التاريخ بالضبط…. …كان قد قدم إلى باريس سان جيرمان مباشرة من ميلوز؟ فعلا، كان لاعبا ماهرا بيسراه الرائعة، أتذكره لأننا لعبنا سويا مباريات كبيرة قبل أن يصاب ويغادرنا بسبب الإصابات في تلك الفترة، عصاد كانت لديه المؤهلات للعب في أكبر النوادي الأوروبية ومن سوء حظه تعرض لسلسلة من الإصابات فرملت مشواره، كنا نستمتع بفنيات عصاد فوق الميدان. يبدو أنك تملك ذكريات جميلة مع الجزائريّين؟ في باريس لدي أصدقاء كثر من الجزائر وأتذكر كذلك سنجاق اللاعب الممتاز أظن اسمه يزيد، لعب معي في باريس وكان يلعب لمنتخبكم إنه إنسان رائع . رغم كل ذلك لم تزر الجزائر ولا مرّة واحدة؟ رغم أنني أملك أصدقاء كثر إلا أنني لم أزر الجزائر والفرصة ستتاح لي الأسبوع المقبل لمقابلة الجزائر ومشاهدة هذا البلد الصديق وبالمناسبة أشكركم على الدعوة التي بعثتم بها لي لحضور حفل جريدتكم الخاص بهداف البطولة الجزائرية .