كثر الحديث هذه الأيام عن مستقبل حاليلوزيتش مع المنتخب الوطني، وما زاد في حدة النقاش حول رغبة البوسني في مغادرة العارضة الفنية للخضر، هو تصريحه لكنال+ الفرنسية عندما قال صراحة إن “حقيبته جاهزة وقد يغادر الجزائر في أي لحظة”. وحتى إن كان المدرب من حقه دراسة أي عرض يصله من أي جهة، فإن طرح موضوع إمكانية مغادرة البونسي للخضر بعد سنة واحدة من العمل في الجزائر، يثير الدهشة، سيما وأن التقني نجح لحد الساعة في تحقيق الوثبة البسيكولوجية والفنية مع التشكيلة الوطنية. ولعل صمت مسؤولي الفاف، وترك “الإشاعة” تتبلور، يوحي بأن الموضوع ليس مجرد إشاعة، وأن الأمر فيه “إن”، كما أن “الكوتش وحيد” لا يتردد في أي مناسبة لطرح فكرة رحيله مع مساعديه أو مع الإعلاميين الباريسيين، مما يعني بأن التقني يريد مغازلة الرأي العام الفرنسي للعودة إلى البطولة الفرنسية، وهو حلمه الكبير، بعدما خاض تجربتين في باريس وليل، انتهتا على وقع خلافات مع المسيرين. من دون شك، سيرد حاليلوزيتش خلال الندوة الصحفية المبرمجة يوم 23 ماي الجاري على هذا الموضوع، ومن غير المستبعد أن ينفي ما تكتبه الصحف الجزائرية، لكنه لن ينفي تلقيه العروض الكتابية من الخليج، وهو ما كشفت عنه “الخبر الرياضي” في أعدادها الفارطة، وفي ظل كل ذلك، الجزائر ستكون أكبر خاسر في حال رحيل حاليلوزيتش، سيما في الظرف الحالي، لأن تغيير مدرب كل سنة أو سنة ونصف لا يخدم استقرار أي منتخب، ومثلما يريد حاليلوزيتش من مطمور ورفاقه الالتزام أكثر مع منتخب بلادهم، فإن الجزائر تريد هي الأخرى من المدرب الالتزام معها وفقا للعقد المبرم مع الاتحادية، ويتذكر رئيس الفاف محمد روراوة جيدا، عندما ربط اتصالا بالمدرب الحالي لنادي مونبوليي روني جيرار، لاستقدامه خلفا لسعدان، كيف كان رد بطل فرنسا الحالي عندما قال له “أشكر الجزائر على العرض، لكن لدي التزام مع رئيس مونبوليي، الذي يعود له الفضل في بعث مسيرتي كمدرب، حيث كنت في بطالة ومنحني فرصة العمل ولا يمكنني أن أتركه”. اليوم روني جيرار أصبح بطلا لفرنسا ولم يترك مونبوليي، وعلى حاليلوزيتش التفكير مليا في ذلك، ليس لأن أجرة الجزائر زهيدة مقارنة بالعروض القطرية، بل لأن الجزائر منحته فرصة العودة إلى الواجهة الدولية بالقرب من فرنسا، وهي فرصة يحلم بها عشرات المدربين الأجانب الذين لهم ألقاب وتتويجات في القارة السمراء، فروني جيرار لم تغره عروض الجزائر، وقبل بأجرة زهيدة مع مونبوليي، واليوم اختير كأحسن مدرب في الدوري الفرنسي.