تتجه أنظار العالم هذه الأيام إلى مجريات الوضع الداخلي اللبناني لاختيار رئيس جديد لهذا البلد الذي أنهكته تجاذبات السياسة وشقاق أبناء الوطن الواحد رغم خروجهم من حرب أهلية لم يندمل جرحها بعد· فأمام اللبنانيين امتحان لن يكون صعبا تجاوزه إذا التفوا حول مصلحة بلدهم ورموا بثقل الأحقاد والضغائن جانبا ومن ثم وضع حد لسلسلة الغموض الذي يكتنف الواقع السياسي اللبناني·· صانعوه أعداء لبنان همهم جعل بلاد الأرز تعيش على صفيح ساخن لا هو بخامد ولا بمنفجر·· قد يكون من الصعب تحقيق توازنات السياسة في بلد متشعب بطوائفه ومذاهبه، غير أن تحقيق التوافق لن يكون صعبا على اللبنانيين الذين أثبتوا تجربة ديمقراطية رائدة في منطقة الشرق الأوسط، زد على ذلك خروجهم منتصرين من حرب أهلية طاحنة· والمؤكد أن الفرد اللبناني مهما كان انتماؤه لن يقبل المساومة ببلده الذي يتربص به الأعداء· فعلى أهل زمام الأمور التفكير في مصلحة هذا اللبنان الجريح الذي لم يعد يحتمل متاعب جديدة·