لقي 77 راكبا حتفهم في حادث سقوط طائرة النقل العسكرية من نوع "هرقل س 130" بجبل فرطاس بنواحي أم البواقي في حين نجا شخص واحد تم نقله إلى المستشفى العسكري بقسنطينة، حسبما جاء في بيان رسمي لوزارة الدفاع الوطني الذي أرجع سبب الحادث إلى الظروف الجوية السيئة السائدة في المنطقة. وأوضح البيان أن الطائرة "كانت تقل أربعة وسبعين (74) مسافرا بالإضافة إلى طاقم الطائرة المتكون من أربعة أفراد تم تسجيل سبعة وسبعين ضحية وناج واحد تم نقله إلى المستشفى العسكري الجهوي بقسنطينة". وذكر أن الطائرة التي كانت في رحلة جوية قادمة من تمنراست باتجاه قسنطينة انقطع الاتصال بها في حدود الساعة (11 سا 37 د) صباحا وتم فور ذلك إرسال ثلاث مروحيات للبحث في المنطقة، حيث تم تحديد مكان سقوطها بجبل فرطاس قرب دوار العقلة، 18 كم شرق مدينة عين مليلة (ولاية أم البواقي). وعلى إثر هذا الحادث الأليم، أعلن رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، عن حداد وطني لمدة ثلاثة أيام ابتداء من اليوم الأربعاء، حيث جاء في برقية تعزية وجهها الرئيس بوتفليقة إلى نائب وزير الدفاع الوطني ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، وكافة عائلات الضحايا "إن الجنود الذين سقطوا اليوم إثر تحطم الطائرة العسكرية هم شهداء الواجب، لذا نعلن حدادا وطنيا لمدة ثلاثة أيام ابتداء من غد الأربعاء 12 فيفري 2014". كما أعلن رئيس الجمهورية أن يوم الجمعة القادم "سيكون يوم ترحم بإذن الله على أرواحهم الطاهرة عبر سائر التراب الوطني وفي جميع مساجد الجمهورية". من جهته، أعرب الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، عن تعاطفه مع عائلات ضحايا حادث تحطم الطائرة. وجاء في برقية للسيد سلال "على إثر الفاجعة التي ألمت بجميع الجزائريين بسبب الحادث المأساوي لتحطم الطائرة الذي أودى بحياة عدد كبير من المواطنين فإن الوزير الأول يعرب عن تعازيه الخالصة لعائلات الضحايا، معبرا لهم عن تعاطفه العميق معهم". وقد تنقل نائب وزير الدفاع الوطني ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، لمعاينة الحادث الذي تم بشأنه تشكيل خلية أزمة يترأسها قائد الإقليم الجوي للناحية العسكرية الخامسة، العميد سعيد معمري. وفي هذا الصدد، أكدت وزارة الدفاع الوطني في بيانها أنه تم تفعيل "مخطط البحث والإنقاذ" كما تم تشكيل "لجنة تحقيق" قصد "تحديد الأسباب" التي كانت وراء تحطم الطائرة كما أسرعت وحدات الإنقاذ التابعة للجيش الوطني الشعبي والحماية المدنية إلى عين المكان لتقديم الإسعافات الأولية. أحزاب ومنظمات تعزي من جهة أخرى، أعربت عدة أحزاب سياسية ومنظمات نقابية، أمس، بالجزائر العاصمة، عن مواساتها وتعازيها للشعب الجزائري وقيادة الجيش الوطني الشعبي وعائلات ضحايا حادث تحطم الطائرة. وتقدم حزب جبهة التحرير الوطني بمناضليه وقيادته -في بيان له- بتعازيه للشعب الجزائري وقيادة الجيش الوطني الشعبي، معبرا عن تقاسمه إياهم الحزن والأسى على إثر "الكارثة الوطنية" التي وقعت بجبال الفرطاس بأم البواقي. وأمام هذا المصاب الجلل أوضح الحزب أن "اللسان يعجز عن إيجاد الكلمات لمواساة عائلات إخواننا من الجيش الوطني الشعبي وكل ركاب الطائرة"، مؤكدا أنه "ينحني خشوعا وإجلالا أمام أرواح شهداء هذه المصيبة التي ألمت بالشعب الجزائري". كما يقف الحزب -يضيف البيان- في هذه المناسبة الأليمة تقديرا وإكبارا لكل أفراد الجيش الوطني الشعبي على "إخلاصهم الدائم للوطن لأنهم العين الساهرة على حدودنا وسلامة وحدتنا الترابية"، داعيا المولى أن يتغمد أرواح الضحايا برحمته الواسعة. ومن جهته، تقدم حزب التجمع الوطني الديمقراطي ب«تعازيه الخالصة" إلى وزير الدفاع الوطني وإلى قائد أركان الجيش الوطني الشعبي وإلى أسر الضحايا، معبرا عن تقاسمه إياهم في هذا الظرف الأليم مشاعر الحزن والأسى، داعيا المولى عز وجل أن يتغمد أرواحهم برحمته الواسعة ويلهم ذويهم الصبر والسلوان. وبدوره، أعرب حزب الكرامة على لسان رئيسه محمد بن حمو عن "أحر وأصدق التعازي" إلى الشعب الجزائري عموما وقيادة وزارة الدفاع الوطني خصوصا ومن خلالهم إلى كل عائلات الضحايا متمنيا للذين قضوا نحبهم "واسع الرحمة والمغفرة ولذويهم جميل الصبر والسلوان". كما عبر الاتحاد العام للعمال الجزائريين هو الآخر بهذه المناسبة الأليمة على لسان أمينه العام عبد المجيد سيدي السعيد لنائب وزير الدفاع الوطني ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي ولعائلات ضحايا حادث سقوط الطائرة العسكرية وأقاربهم والمؤسسة العسكرية "القديرة بخالص التعازي وعمق مواساته".