قال المدرب الوطني العسكري للملاكمة السيد إبراهيم بجاوي ل"المساء" أنه كان بمقدور عناصره الوطنية التي شاركت في الألعاب العالمية الأخيرة بالهند الفوز بالذهب لولا الظروف الاستثنائية التي مر بها بعض الملاكمين، مؤكدا في نفس الوقت أنه بصدد تحضيرهم للحفاظ على اللقب العربي· بجاوي العائد مؤخرا من السعودية التي خاض فيها تجربة طويلة (سبع سنوات) كشف أن وزير الشباب والرياضة الأسبق السيد مولدي عيساوي حرمه من خوض تجربة احترافية بجنوب إفريقيا· - عدت مؤخرا من السعودية أين خضت تجربة طويلة، حدثنا عنها؟ * أولا أريد التأكيد على أن مشواري في الملاكمة يمتد الى 40 عاما من قبل، قضيت منها عشرين عاما في مجال التدريب على مستوى عالي أي مع المنتخب الوطني· تجربتي كمدرب وطني كانت ثرية ومليئة بالانجازات ،شاركت خلالها في أربع دورات أولمبية،أهمها كانت أولمبياد لوس أنجلس عام 1984 توجت فيها بميداليتين برونزيتين مع الملاكمين محمد زاوي ومصطفى موسى وهي المشاركة الاولى في هذا المستوى الرفيع، بعدها قدت النخبة الوطنية في أولمبياد أطلانطا بالولايات المتحدةالامريكية وهي المحطة التي كانت حاسمة في مشواري ومشوار بعض الرياضيين الذين أشرفت عليهم، وأخص بالذكر المرحوم حسين سلطاني الذي أهدى للجزائر ميدالية ذهبية تاريخية ستبقى من دون شك عالقة في أذهان كل الجزائريين الذين تابعوا الحدث· وبالاضافة الى سلطاني نالت الجزائر ميدالية برونزية بفضل الملاكم محمد بحاري· -البطولات العالمية كانت أيضا محطات هامة للملاكمة الجزائرية؟ * طبعا فالبطولات العالمية كانت هي أيضا محطات سمحت للعناصر الوطنية التي أشرفت على تدريبها بالتألق على غرار الملاكم مجهود الذي توج بالميدالية الفضية في البطولة العالمية التي احتضنتها مدينة برلين الالمانية عام 1985 ومحمد بحاري الذي واصل تألقه بعد أولمبياد أطلانطا في كأس العالم التي أقيمت بالصين عام 1996 حيث أهدى للجزائر ميدالية برونزية· - كان مشوارا حافلا بالتتويجات والانجازات؟ * لست هنا لأمدح نفسي لكني كنت المدرب الاكثر تتويجا على المستويين العربي والافريقي وهو ما جعلني محل اهتمام بعض المنتخبات العربية والافريقية التي طلبت خدماتي· - ومن ثم بدأت مسيرتك الاحترافية مع المنتخب السعودي؟ * كان من المفروض أن تبدا مسيرتي الاحترافية قبل ذلك بأعوام حيث كنت محل اهتمام اتحادية جنوب إفريقيا التي كانت لي مع مسؤوليها اتصالات متواصلة أثمرت عام 1994 بإبرام عقد كان بالنسبة لي مهما جدا، لكن وزير الشباب والرياضة أنذاك السيد مولدي عيساوي عارض هذه الفكرة ورفض تسريحي بحكم أنني إطار في الوزارة والتحاقي بمنتخب جنوب إفريقيا يجب أن يمر عبر الوزارة· - كم كانت القيمة المالية للعقد؟ * 8000 دولار في الوقت الذي كنت أتقاضى فيه راتبا لايتجاوز ال15000 دج، أنظر الى الفارق· قرار الوزير كان بالنسبة لي صدمة أثرت سلبا على معنوياتي لكن رغم ذلك واصلت عملي بإخلاص الى حين التحاقي بالمنتخب السعودي عام 1998 · - كيف تمت الاتصالات مع الاتحادية السعودية؟ * رغبة مسؤولي الاتحادية السعودية في الاشراف على منتخبهم تمتد الى سنوات قبل ذلك حيث كنت على اتصال دائم بمسؤوليها الذين عرضوا علي الفكرة مرارا حتى جاء اليوم الذي قبلت فيه العرض الذي وصلني مجددا بواسطة الامين العام للاتحادية السعودية، كان حكما دوليا وكان يعرفني جيدا فقد كنت ألتقيه كثيرا في المنافسات العربية والدولية· - ماهي المهمة التي أوكلت لك، وهل اتفقتم على أهداف محددة؟ * كنت المشرف الأول والأخير على المنتخبات الوطنية السعودية بداية من الاصاغر الى الاكابر،الهدف كان تكوين الفئات الصغرى وإعداد الملاكمين لخوض المنافسات الرسمية· العمل في السعودية ممتع ومشجع لأن كل الامكانات متوفرة فضلا عن الاحترام والتقدير الذي كنت أحظى به· علاقتي مع مسؤولي الاتحادية السعودية كانت طيبة جدا ولازالوا لحد الآن على اتصال بي، وقد طلبوا مني مؤخرا تنظيم تربص لمنتخبهم الاول الذي يشارك في الالعاب العربية بمصر، حيث اجرى تربصا تحضيريا بمركز تحضير المنتخبات الوطنية ببن عكنون قبل أن تنقله إلى مصر· - هل من نتائج مع المنتخب السعودي؟ * أشرفت على حظوظ المنتخب السعودي في عدة بطولات وكؤوس عربية وقارية آخرها كانت الالعاب الآسيوية التي احتضنتها مدينة الدوحة القطرية وهي المنافسة التي عرفت تأهل ملاكمين سعوديين الى الدور ربع النهائي قبل أن ينهزما أمام ابطال الدورة· بالنسبة للإتحادية السعودية النتائج مشجعة لأن مستوى الملاكمة في الالعاب الاسيوية قريب جدا من البطولات العالمية حيث تعرف مشاركة أبطال عالميين من روسيا وأذربيجان وغيرها من البلدان القوية في الملاكمة، ولسوء حظ الملاكمين السعوديين أنهما نازلا في الدور الثاني ملاكمين من روسيا وكليهما توجا باللقب الاسياوي· -وبعدها قررت العودة الى الجزائر، لماذا؟ * بصراحة، تنقلي الى السعودية لم يكن ليحصل لولا استفادتي من رخصة لمدة خمس سنوات وقد تجاوزت هذه المدة بكثير حتى تلقيت إعذارا من الوزارة التي أصرت على عودتي باعتبار أنني إطار لديها كان بإمكاني البقاء في السعودية لكني فكرت في مستقبلي، أقصد بذلك تقاعدي فقد أمضيت مع الوزارة حوالي 20 عاما كمدرب ولا أريد أن تذهب أدراج الرياح· - وماذا حصل بعد عودتك؟ * مهازل، لقد تم تحويلي الى الاتحادية الجزائرية التي لم تر داع لوجودي، تصور أن رئيسها اقترح علي منصب مدرب للأواسط· اتصلت بالمسؤولين في الوزارة وشرحت لهم الموضوع وقلت لمدير الرياضة السيد نعمان أن المنصب الذي يليق بي في وجود مدرب وطني هو منصب مدير فني الذي كان أنذاك شاغرا بعد اقالة السيد عيواز لكن نعمان رد قائلا بأن مؤهلاتي لاتسمح لي بشغل هذ المنصب،أليس هذا هراء· بتجربتي وخبرتي في الميدان أؤكد لك أن مسؤولين في الوزارة والاتحادية يعملون على تعفين الاوضاع أكثر فأكثر· -ماذا تقصد ؟ *الكل يعلم بأن المدير الفني الوطني عيواز ليس له من الخبرة والتجربة التي تؤهله لشغل هذا المنصب ، وهو نفس الكلام الذي يمكن قوله على الرئيس الحالي مختار مشطة والنتائج كما قلت دليل على ذلك إذ لم يسبق للعناصر الوطنية أن عادت من مشاركتها في مختلف البطولات الافريقية بأقل من سبع ميداليات ذهبيات أما في عهدته فلم تتجاوز الحصيلة أربع ذهبيات وهذا مقابل الدعم المالي الكبير الذي استفادت منه الاتحادية والذي لم يسبق أن استفادت منه من قبل· - ومكثت ثلاثة أشهر دون عمل؟ * نعم ، ولما بلغت قصتي مسامع المشرفين على الرياضة العسكرية واخص بالذكر السيد مقداد رئيس مصلحة الرياضة بوزارة الدفاع الوطني عرض علي منصب المدرب الوطني العسكري، وقد قبلت العرض دون تردد لأنني لمست لديه إرادة كبيرة ورغبة شديدة في بناء فريق وطني عسكري قوي قادر على المنافسة من أجل الظفر بالألقاب فضلا عن تسخيرهم لكل الامكانات الضرورية· - أنت إذا مرتاح في عملك؟ * طبعا فكل الظروف مواتية للقيام بعمل جدي وقد جاءت النتائج بسرعة حيث فزنا بلقب البطولة العربية الاولى للملاكمة التي احتضنتها بلادنا في شهر أفريل الفارط وهي أول مشاركة لي مع المنتخب الوطني العسكري حيث كان نصيب العناصرالوطنية في هذه الدورة سبع ذهبيات و برونزيتين وفضيتين· - الموعد بعد ذلك كان الاولمبياد العسكري بالهند؟ * المنافسة عرفت مشاركة 177 بلدا في مختلف الرياضات والجزائر شاركت في ثلاث رياضات هي الملاكمة، الجيدو وألعاب القوى وقد كان نصيبها أربع برونزيات إثنتان منها بفضل الملاكمة التي تألقت بصورة ملفتة للنظر بالرغم من أننا كنا نطمح الى تحقيق نتائج أفضل· -هل تقصد الذهب؟ * نعم، كنت أتطلع إلى فوز الملاكم بن شبلة بذهبية وكاسل بفضية على الاقل، لكن هذا الاخير أصيب في الايام الاخيرة التي سبقت المنافسة بإصابة في يده وقد خاض كامل منازلاته وهو يشكو من آلام، بينما واجه بن شبلة في الدور نصف النهائي ملاكما روسيا قويا فاز بعدها بالذهب· - ماهي الأهداف المستقبلية؟ * محليا تنتظر ملاكمينا البطولة الوطنية وكأس الجمهورية، أما دوليا فسنشارك في شهر أفريل القادم في دورة دولية بأوكرانيا التي تعد من أقوى الدورات في العالم حيث ستعرف مشاركة 50 دولة، وهي بالنسبة لنا محطة هامة جدا لتحضير العناصر الوطنية وتحقيق نتائج إيجابية تشجع العناصر الوطنية في مشوارهم· بعد ذلك سنشارك في البطولة العربية الثانية للملاكمة التي ستقام بالامارت العربية المتحدة، وقبل نهاية العام 2008 في البطولة العالمية العسكرية التي ستحتضنها أذربيجان·