يُرتقب أن يعلن المجلس الدستوري في الساعات القادمة، عن القائمة النهائية للمترشحين للانتخابات الرئاسية المقررة في 17 أفريل المقبل، وذلك طبقا لمهلة ال10 أيام المنصوص عليها في القانون، والتي تنتهي غدا الجمعة، في وقت تتواصل التحضيرات لهذا الموعد الانتخابي على المستويين الإداري والسياسي؛ حيث تتزامن عملية استكمال تنصيب اللجان الفرعية للإشراف على الانتخابات في الخارج، مع بداية وصول بعثات الملاحظين الدوليين، وتكثيف الأحزاب السياسية لاستعداداتها الميدانية لتسيير الحملة الانتخابية لصالح مرشحيها. فاستنادا على المادتين 138 و140 من القانون العضوي المتعلق بنظام الانتخابات، اللتين تحددان أقصى أجل للفصل في صحة ملفات الترشح بالأيام ال10 التي تلي انتهاء الآجال القانونية لإيداع الملفات، يُنتظر أن يعلن المجلس الدستوري قبل منتصف ليلة غد الجمعة 14 مارس، عن القائمة الرسمية لفرسان الرئاسيات المقبلة، وهذا بعد تدخّله أول أمس عبر أحد مسؤوليه لتكذيب الأخبار التي تناقلتها بعض الصحف الوطنية، حول استكمال المجلس لعملية دراسة الملفات وضبطه لقائمة المترشحين المقبولين لاجتياز امتحان الرئاسيات. وفي انتظار نهاية هذه العملية التي تُعتبر محطة أساسية ضمن المراحل التنظيمية للعملية الانتخابية، تتواصل التحضيرات الإدارية لهذا الموعد الانتخابي الهام، من خلال تجنيد كافة الوسائل والإمكانات الضرورية، لضمان نجاحه في ظروف تسودها النزاهة والشفافية التامة، حيث لازالت عملية تنصيب اللجان الفرعية للإشراف على الانتخابات الرئاسية بدوائر الخارج، مستمرة. وقد تم أول أمس تنصيب كل من اللجنة الفرعية لشمال فرنسا، التي تتولى تغطية 10 دوائر قنصلية، وكذا اللجنة الفرعية المكلفة بتغطية المنطقة الانتخابية التابعة لتونس. هذه العملية التي تندرج في إطار تكريس وفاء الجزائر لكافة التزاماتها الوطنية والدولية من أجل حماية ممارسة المواطنين لحقوقهم السياسية، على نحو يطابق أحكام الدستور والمعايير الدولية في مجال الانتخابات، تتزامن مع بداية وصول وفود الملاحظين الدوليين، الذين استجابوا لدعوة السلطات الجزائرية لهم لمعاينة العملية الانتخابية للرئاسيات. وقد وصل أمس إلى الجزائر الفوج الأول من بعثة جامعة الدول العربية، التي ستتشكل من 110 ملاحظين، يرأسهم مساعد الأمين العام للجامعة السيد محمد صبيح، الذي أوضح لدى وصوله إلى مطار هواري بومدين، بأن البعثة العربية ستطّلع على الترتيبات والوثائق المتعلقة بالانتخابات الرئاسية القادمة، قبل القيام باتصالات مع المرشحين ومع عدد من المسؤولين عن الدوائر الوزارية، المكلفة بوضع الترتيبات للانتخابات المقبلة. وأكد المتحدث بالمناسبة، أن الانتخابات الرئاسية ل17 أفريل القادم، ستكون مؤشرا في كيفية سير الديمقراطية في الوطن العربي؛ "بالنظر إلى كون الجزائر دولة محورية وأساسية في العمل العربي المشترك، وجزءا أساسيا من الأمن القومي العربي". وستعمل بعثة الجامعة العربية، التي يُنتظر أن يصل فوجها الثاني يوم 13 أفريل المقبل، جنبا إلى جنب ملاحظي المنظمات الإقليمية والدولية الأخرى، ومنها الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الإسلامي، وكذا بعثة هيئة الأممالمتحدة. وعلى الصعيد الميداني، تشهد الساحة السياسية حراكا متناميا ونشاطا مكثفا مع اقتراب مرحلة الحملة الانتخابية، التي تنطلق رسميا يوم 23 مارس الجاري، حيث ضاعفت الأحزاب السياسية عملها في الميدان؛ من خلال تنصيب المداومات، وتجنيد قواعدها عبر الولايات لصالح المرشح الذي اختارت دعمه في هذا الاستحقاق المصيري. وتزامن ذلك مع اشتداد لهجة الخطاب، وتعارض المواقف بين مؤيدي ترشح رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة لعهدة جديدة، ومعارضيه، الذين قرر بعضهم قيادة حملات للدعوة إلى مقاطعة هذه الانتخابات، على غرار محاولة عدد من رؤساء الأحزاب والشخصيات الذين أطلقوا على حركتهم اسم "تنسيقية الأحزاب والشخصيات المقاطعة لرئاسيات 17 أفريل"، أمس، تنظيم اعتصام على مستوى مقام الشهيد بالعاصمة. وفي المقابل، تكثف بعض الأحزاب السياسية المساندة لترشح الرئيس بوتفليقة، عملها التحضيري الخاص بالحملة الانتخابية، والذي أعدت من خلاله خطابا مركزا، تدعو عبره الشعب الجزائري إلى المشاركة القوية في الاقتراع الرئاسي؛ من أجل إنجاح العرس الانتخابي، حيث قام حزب جبهة التحرير الوطني، الذي قرر تحويل مقره المركزي إلى مداومة للمترشح بوتفليقة، بتنصيب لجنة وطنية لتسيير الحملة الانتخابية. وأوفد أعضاءها إلى مختلف الولايات للإشراف على اللجان الفرعية، التي ستتولى حمل الخطاب المقرر لهذه الحملة الانتخابية، إلى المواطنين على المستوى المحلي. وضمن نفس المساعي، يُرتقب أن ينشّط أعضاء الهيئة العليا لإدارة الحملة الانتخابية للمترشح عبد العزيز بوتفليقة، والتي تضم شخصيات سياسية ورؤساء أحزاب بعد غد السبت، تجمّعا شعبيا ضخما بالقاعة البيضوية لمركّب محمد بوضياف بالعاصمة، سيتم خلاله إبراز الإنجازات الكبرى للرئيس بوتفليقة طيلة عهداته الرئاسية المنقضية، مع شرح دوافع التصويت له من أجل استكمال هذه الإنجازات وتثمينها، فيما اختار معارضو ترشح الرئيس بوتفليقة نفس اليوم، لتنظيم حركة احتجاجية جديدة بالعاصمة، في مشهد يوحي بأن الحملة الانتخابية لرئاسيات أفريل 2014، ستكون ساخنة، ومغايرة للحملات الانتخابية السابقة.