رست، أول أمس، بميناء الجزائر العاصمة، الباخرة الكويتية "رحلة الامل" بعد أن قطعت مسافة خمسة آلاف ميل بحري، انطلاقا من دولة الكويت مرورا بعدد من الدول على غرار السعودية والبحرين وقطر والامارات وعمان ومصر، حيث كان في استقبالها سفير دولة الكويت في الجزائر، سعود فصل الدويش، مرفوقا بالامين العام لوزارة التضامن الوطني وبعض ممثلي السلطات المحلية. وما إن وصلت الباخرة التي كانت قد انطلقت من ميناء مدينة الكويت في الفاتح ماي من السنة الجارية في إطار تبليغ رسالة إنسانية عالمية لصالح ذوي الاعاقة الذهنية، حتى التف فريق من الكشافة الاسلامية الجزائرية حول ضيوف الباخرة، وبعد إلقاء التحية الكشفية وتقديم باقات من الورود للوفد المتمثل في الشاب مشعل سعد البدر البالغ من العمر 29سنة رفقة والده، وخالد الدوسري البالغ من العمر 20سنة المصابان بمتلازمة داون تمت مرافقتهما إلى القاعة الشرفية، حيث أشرف الامين العام بوزارة التضامن الوطني على إلقاء كلمة ترحيبية ذكر فيها بالابعاد الانسانية للرحلة، حيث أكد بأن الجزائر تتشرف بأن ترسو هذه الباخرة على مينائها لتبليغ رسالتها النبيلة لصالح فئة ذوي الاعاقة الذهنية، واعتبر الفرصة مناسبة للاطلاع على طرق التكفل بالاطفال من ذوي الاعاقة بدولة الكويت في إطار تبادل التجارب. من جهته، تحدث جاسم رشيد البدر، رئيس فرقة الابحار، عن أهمية الرحلة فقال "بأن رحلة الامل التي يرعاها صاحب السمو امير البلاد الشيخ الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت منذ انطلاقها وهي تحظى باهتمام كبير من الدول المستضيفة بالنظر إلى سمو الرسالة التي تحملها، وهي مساعدة فئة ذوي الاعاقة على الاندماج بالمجتمع كون أن هذه الاخيرة تملك إمكانيات هائلة، مشيرا إلى أن كلا من هاشم وخالد ما هما إلا عينة عن عدد كبير من الاطفال المتخلفين ذهنيا من الذين بإمكانهم تحقيق الكثير من الابداعات، وإثبات وجودهم يكفي فقط أن تتاح لهم الفرصة، مؤكدا أن الرحلة ليست للرفاهية بالنظر إلى المتاعب التي واجهتم، وإنما لابلاغ رسالة نبيلة لفائدة شريحة ذوي الإعاقة.وفي سياق متصل، تحدث بادي الدوسري مساعد مدير مشروع الرحلة عن مشاق الرحلة فقال بأن باخرة الأمل قطعت ما يزيد عن خمسة آلاف ميل، وما يزال ينتظرها أكثر من 15 ألف ميل ومع هذا الفريق العامل والمكون من 16شخصا منهم 9 أفراد من وزارة الدفاع الكويتي لتأمين الرحلة، ومصورون وخمسة أفراد من أصحاب المشروع بما في ذلك الطفلان المعاقان ذهنيا على استعداد كامل لتحمل أعباء الرحلة التي ينتظر أن تنتهي بالوصول إلى العاصمة الامريكية "واشنطن" لتشد بعدها الرحال في طريق العودة مرورا بعدد آخر من الدول.وحول جملة الاهداف المسطرة من الرحلة، أكد الدوسري أنها تتلخص في إبراز وجه دولة الكويت الحضاري، ونقل تجاربها فيما يخص رعاية ذوي الإعاقات الذهنية إلى جانب لفت انتباه المجتمع إلى احتياجات ذوي الإعاقة الذهنية والتآزر المجتمعي معهم وإثبات قدرة ذوي الاعاقة على تنفيذ أعمال بطولية فمثلا يشير إلى أن الشاب مشعل حامل لاكثر من 30 ميدالية في العديد من البطولات العالمية والعربية والمحلية ويعتبر أول غواص في البدلة الكاملة على المستوى العالمي من فئة ذوي الإعاقة العقلية، بينما يعتبر خالد الحائز على أكثر من 20 ميدالية عالمية وعربية في رياضات مختلفة أصغر غواص في البدلة الكاملة من ذوي الاعاقة.للإشارة، يقيم طاقم الباخرة يومين في الجزائر يقوم خلالهما بزيارة بعض المراكز الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، ومن المنتظر أن تكون أول محطة هي مركز الاعانة على العمل الكائن بعين طاية.