فقدت مائدة رمضان بولاية الأغواط بعض أطباقها التي كان الأولون يتناولونها في شهر الصيام ويسعون لتحضيرها بوسائلهم البسيطة، ك"الزريزة” التي غابت عند الكثير من العائلات وأيضا “الخذيري” الذي بات مفقودا في رمضان هذا العام. إذا كانت العائلات الأغواطية مازالت تحافظ على العديد من العادات الخاصة بشهر رمضان وتتوارث أطباق الأولين ك”الدشيشة” و”البغرير” و”السفة”، فإن بعض الأطباق غابت عن موائد الصائمين منذ سنوات وأصبحت لا تحضر عند الكثير من الأسر التي تبحث عن البساطة ومواكبة العصرنة والأطباق الحديثة التي انتشرت على قنوات التلفزيون وصفحات الجرائد وبرامج الإذاعة وتناقلتها ربات البيوت. ومن بين هذه الأطباق التي تناستها الكثير من العائلات رغم كونها من الأطباق الأساسية سابقا في مائدة الإفطار، والتي مازالت تحضر عند سكان البادية والعائلات المحافظة على تقاليدها، طبق “الزريزة” الذي يحضر من مواد طبيعية محلية ويستهلك في بداية الإفطار ويعتبر من المواد الغذائية التي ينقلها الحجاج والمعتمرون معهم إلى البقاع المقدسة، إضافة إلى “الكعبوش”، نظرا لثراها الغذائي وكونها من المواد التي لا تتلف رغم مرور الأيام. وأشارت السيدة كعبوش سامية، مختصة في التغذية والطب الشعبي البديل، إلى أن “الزريزة” مازالت تحضر في بعض الأسر المدركة لأهميتها الغذائية في شهر الصيام، إذ يتناولها الصغار والكبار، وهي من الأطباق الرئيسية في بيتها في شهر رمضان، حيث يتم تحضيرها من “الكليلة” وهي من مشتقات اللبن بعد طحنه وتجفيفه وإضافة تمر الغرس المنزوع منه النوى، وكذا الزبدة الطبيعية أو السمن الطبيعي الذي يتم هو الآخر تحضيره من مشتقات الحليب، ويتم عجنها وتشكيلها حسب الرغبة. وتشير السيدة كعبوش إلى أن “الزريزة” يتم تناولها في الفطور وكذلك السحور لأنها تساعد الصائم في مواجهة ومقاومة الجوع وإعطائه القوة المطلوبة خلال اليوم لممارسة أعماله، وهو ما يجعل هذا الطبق زاد الحجاج حسب المتحدثة لغناه الغذائي وسهولة حمله وتحضيره. كما كشفت المتحدثة عن وجود طبق آخر هو “الخذيري” الذي قلّ استهلاكه في رمضان رغم أهميته، حيث يصنع من حبات شجرة “البطم” المتواجدة في الصحراء، لاسيما في منطقة “تيلغمت” ودقها في “المهراس” ويضاف لها التمر المنزوع النوى وكذا “الفليو” لمواجهة أمراض الكلى والمعدة التي تشتد في شهر الصيام وكذا العطش الذي يشتكي منه الكثير من الصائمين في فترة الحر.