رفضت إيران أمس، مسبقا، فرض عقوبات جديدة قد يتخذها مجلس الأمن الدولي ضدها لإرغامها على التخلي عن برنامجها النووي الذي يثير أزمة حادة بين طهران والغرب·وقال جواد فايدي مساعد كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي، أنه في حال تبني مجلس الأمن الدولي لسلسلة جديدة من العقوبات ضد بلاده فإن اللائحة ستكون غير مؤسسة على إطار قانوني وشرعي· وهو نفس الموقف الذي عبّر عنه غلام حسين الهام المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، الذي اعتبر أنه لا يوجد أي مبرر شرعي يُبقي الملف النووي الإيراني على طاولة مجلس الأمن الدول وطالب بإعادته إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية· ويأتي الرفض الإيراني غداة إصدار الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتقريرها حول مدى تعاون طهران مع مفتشي الوكالة بشأن نشاطاتها النووية، وعشية عقد الدول الخمسة الأعضاء في مجلس الأمن وألمانيا لاجتماع على مستوى المديرين السياسيين في وزارات خارجيتها هذا الإثنين بالعاصمة الأمريكية يخصص لبحث عقوبات جديدة ترغم طهران على تعليق أنشطتها النووية· وكانت واشنطن التي دعمت مشروع قرار في هذا السياق وضعت مسودته كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا سعت إلى إصدار القرار قبل أسابيع ولكن جنوب إفريقيا وأندونيسيا وليبيا الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن أصروا على تأجيل التصويت إلى غاية صدور تقرير وكالة الطاقة الذرية· وتتمسك واشنطن بموقفها رغم أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت في تقريرها الصادر نهاية الأسبوع أن طهران قدمت معلومات جديدة بشأن برنامجها النووي رغم اعتبار المعلومات المقدمة سطحية وغير كاملة وغير متجانسة·ورغم النقائص التي سجلها التقرير خاصة ما تعلق بتعاون إيران مع مفتشي الوكالة إلاّ أن مدير الوكالة محمد البرادعي تحدث عن وجود تقدم وصفه بغير الكافي وطالب لأجل ذلك السلطات الإيرانية بالالتزام بتطبيق بنود المعاهدة الدولية الإضافية الخاصة بحظر انتشار الأسلحة النووية· وتضاربت القراءات بشأن مضمون تقرير مدير الوكالة الدولية فبينما رحبت به إيران واعتبرته دليلا آخر على صدق نواياها وعلى الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي ذهبت الولاياتالمتحدة إلى إعطاء قراءة مغايرة واعتبرت الإشارة بوجود نقص في تعاون إيران مبرر قوي لفرض سلسلة عقوبات أخرى ثالثة ضد طهران لردعها على مواصلة أبحاثها النووية· وقال سعيد جليلي كبير المفاوضين الإيرانيين أن مضمون التقرير يستدعي سحبه من أمام مجلس الأمن الدولي وإحالته ثانية إلى أمام الوكالة الدولية·في حين قالت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس، أن إيران تواصل تخصيب اليورانيوم وأنها لم تجب على الأسئلة المتعلقة بنشاطاتها النووية السرية·