حل أمس، بالعاصمة السورية دمشق المبعوث الاممي ستافان دي ميستورا، في أول زيارة له الى هذا البلد منذ تعيينه في هذا المنصب شهر جويلية الماضي، رفقة مساعده رمزي عز الدين رمزي، حيث كان في استقبالهما مساعد وزير الخارجية السوري فيصل مقداد. وامتنع دي ميستورا الذي شغل في وقت سابق منصب وزير خارجية ايطاليا، عن الإدلاء بأي تصريح وقال "ليس لدي أي تصريح في هذه اللحظة بالذات". وقال "أنا الآن بصد المعاينة والاستماع وبعدها يمكن الإدلاء بتصريحات". وكشف مثل هذا التصريح عن الحذر الذي التزم به الموفد الاممي الجديد الى سوريا لقناعته المسبقة بصعوبة مهمته في مستنقع أمني متواصل منذ أكثر من ثلاث سنوات حصد أرواح 200 ألف سوري، وأرغم موفدين خاصين قبله وهما الأمين العام الاممي السابق كوفي عنان، ووزير الخارجية الجزائري الأسبق الأخضر الإبراهيمي، على تقديم استقالتهما رغم حنكتهما وخبرتهماالدبلوماسية ولكنهما اقتنعا باستحالة تحقيق أي تقدم لانعدام الإرادة لدى الطرفين المتحاربين. ويمكن القول أن مهمة دي ميستورا ستكون أصعب بعد أن دخل تنظيم "الدولة الإسلامية" طرفا آخر في المعادلة الأمنية بمواقف أكثر تطرفا، وبما يجعل من المستحيل إنهاء الأزمة الأمنية السورية عبر البدائل الدبلوماسية. وهو ما يجعل مهمة الموفد الاممي الخاص الجديد الى سوريا اقرب الى المستحيل منها الى الممكن. وكان الأخضر الإبراهيمي، قبله متشبثا بأمل التوصل الى تسوية لهذه الأزمة طيلة عامين كاملين، ولكنه اقتنع في ظل تباعد مواقف الفرقاء بتقديم استقالته في 13 ماي الماضي مكرها. وبنفس الأمل سيتحرك دي ميستورا بعقد لقاءات مع الأطراف المتحاربة واستخلاص أولى القراءات وربما دعوة الجميع الى طاولة المفاوضات فيما عرف بمفاوضات جنيف الأولى والثانية بداية العام الجاري، والتي علق عليها الشعب السوري آماله للخروج من دوامة الاقتتال والدمار الذي تعرفه بلادهم، ولكن آمالهم خابت فجأة بسبب تصلب مواقف الأطراف والتي أرغمت الإبراهيمي على الاستقالة وعاد الوضع معها الى نقطة البداية. ويطرح التساؤل على مهمة دي ميستورا تماما كما طرح يوم تولى الإبراهيمي مهمته، هل سينجح الدبلوماسي الايطالي السابق حيث فشل سابقاه في مستنقع كلما طال أمده كلما زادت تعقيداته وبعد حله وزادت ظلمة نفقه.