طالب الأخضر الإبراهيمي الموفد الدولي المحتمل إلى الأزمة السورية خلفا للأمين العام الأممي السابق كوفي عنان، الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي إلى موقف موحد من أجل التعجيل بعملية انتقال سياسي في سوريا. وجاءت دعوة الدبلوماسي الجزائري باسم مجموعة "القدماء" وهم الدبلوماسيون الدوليون، الذين سبق أن اضطلعوا بمهام تسوية النزاعات الدولية رفقة الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر والأسقف الجنوب إفريقي ديسموند توتو والرئيس الفنلندي السابق مارتي اهتيساري، وأيضا عشية تعيينه من طرف الأمين العام الأممي للاضطلاع بمهمة إيجاد مخرج للأزمة المستفحلة في سوريا. وسبق لمصادر دبلوماسية أممية أن أكدت مساء الخميس الماضي أن الدبلوماسي الجزائري مرشح لخلافة كوفي عنان كموفد دولي وعربي مشترك في الأزمة السورية والذي قدم استقالته من منصبه قبل أسبوع بعد أن اعترف بفشله في إيجاد أرضية توافقية بين فرقاء الأزمة السورية وضمان عملية انتقال سلس في مهمة لم تعمر لأزيد من خمسة أشهر. وأكدت المصادر أن الإعلان الرسمي عن تكليف الإبراهيمي بهذه المهمة الصعبة سيتم هذا الإثنين بسبب كون المفاوضات مازالت جارية بين مختلف الأطراف الدولية وحتى المعني من أجل ترسيمه على رأس هذه المهمة. ويكون الأمين العام الأممي بان كي مون هو الذي اقترح اسم الإبراهيمي لخلافة كوفي عنان بحكم العلاقة المتميزة بينه وبين الدبلوماسي الجزائري وأيضا بحكم تجربته وحنكته الدبلوماسية التي اكتسبها من خلال مهام مماثلة أداها في إنهاء الكثير من قضايا النزاع في العالم، خاصة في العراق وأفغانستان. لكن السؤال المطروح هل يتمكن الإبراهيمي في حال قبل بالمهمة الجديدة من تحقيق ما هو مطلوب منه وحيث فشل كوفي عنان الذي اضطر لرمي المنشفة بعد أن اقتنع باستحالة تحقيق أي اختراق في أزمة معقدة وبتداخلات إقليمية ودولية متشابكة؟ وقبل الحكم على فرص نجاحه أو فشله في مهمته، فالمؤكد أن وزير الخارجية الجزائري السابق لن يغامر نحو المجهول وسيعمل على تفادي الأخطاء التي وقع فيها سابقه، خاصة الحصول على ضمانات من الدول الكبرى لمسايرة الخطة التي سيضعها لإنهاء الاقتتال في سوريا. لكن حظوظ نجاح أو فشل مهمة الإبراهيمي تبقى مرهونة أكثر من ذلك بمدى تجاوب الفرقاء السوريين أنفسهم مع مهمته وفي وقت بلغ التنافر بينهما حد القطيعة وإلغاء الآخر. لذلك فإن تحرك الإبراهيمي سيتم في سياق أزمة معقدة جعلت السلطات السورية تؤكد أنها ستسحق المتظاهرين سحقا وفي وقت أكدت فيه المعارضة كفرت بكل المساعي الدبلوماسية لاحتواء مشهد حرب حقيقية عبر طاولة المفاوضات. وهي الحقيقة التي يدركها الإبراهيمي جيدا لكنها لن تمنعه من خوض هذا الرهان رغم حظوظ نجاحه التي تبدو انطلاقا مما تشهده أرض المعركة أنها منعدمة. لكن مادامت الدبلوماسية هي فن الممكن فإنه لاشيء يمنع من المعاودة على أمل تحقيق ما هو مستحيل وإذا قبل الإبراهيمي بهذه المهمة فإنها ستكون انطلاقا من هذه القناعة.