لم تفلح تشكيلة مولودية وهران في خرجتها الثانية إلى ملاعب العاصمة، حيث انساقت إلى هزيمة قاسية، وهذه المرة أمام اتحاد الحراش وبثنائية، من توقيع المدافع السابق للمولودية مازاري في الدقيقة 20 برأسية محكمة بعد تنفيذ زميله آيت عمر ركنية، والثاني بواسطة عبيد في الشوط الثاني، وتحديدا في الدقيقة 66. وقد فضّل المدرب الوهراني شريف الوزاني سي الطاهر تشكيلة هي نفسها تقريبا التي واجهت فريق أمل الأربعاء الجولة الماضية بملعب زبانة، وذلك من مبدأ عدم تغيير فريق يفوز باستثناء المهاجم زعبية، الذي رفض التنقل رفقة الفريق إلى ملعب أول نوفمبر بالحراش، والذي عوّضه ولأول مرة منذ انطلاق البطولة الوطنية المغترب كمال العربي. ورغم رغبة زملاء هذا الأخير في الوقوف بندية أمام المضيفين الحراشيين وتمكنهم من مكافأة اللعب معهم منذ صافرة البداية، إلا أن هدف المدافع مازاري أخلط حسابات "الحمراوة" ومدربهم، الذي حاول تبنّي استراتيجية عدم تلقّي أي هدف في المرحلة الأولى لكسب الثقة في النفس، وبعدها التعامل مع الثاني وفق المعطيات التي تلوح فيه. وقد ظهر جليا أن المولودية الوهرانية لازالت تدفع ثمن ارتكاب خطها الخلفي أخطاء ساذجة نبّه إليها شريف الوزاني في أكثر من مرة، وشدّد على لاعبيه التحلي بالتركيز، وعدم التفريط في المراقبة داخل مربع العمليات لكن دون جدوى، ولم يبق أمامه الآن سوى الاستنجاد بخبرة فريد بلعباس؛ علّها تجلب التوازن لخط الدفاع وتقوّيه، غير أن عدم جاهزية هذا الأخير بشكل كامل قد يؤخر لجوء الطاقم الفني إلى هذا الحل، لكن الأكيد هو أن المدرب شريف الوزاني ضيّع هذه المرة النتيجة والأداء معا، بعدما أعلنها صراحة عقب الفوز على أمل الأربعاء، بأنه لا يولي أهمية لمردود تشكيلته في هذه الفترة، بل إن ما يشغل باله كثيرا هو كسب المزيد من النتائج الإيجابية، حتى يجنّب دخول المولودية في أزمة نتائج، لكن محيط الفريق الضاغط الذي لا يتسامح قد يُدخلها فيها، خاصة مع توالي المشاكل من كل نوع في هذه الفترة. ومن بين هذه المشاكل ما تعلّق بالانضباط. وقد ظهر لرئيس الفريق بلحاج أحمد المعروف ب "بابا"، أن عليه مواصلة الحزم تجاه المخلّين بالانضباط؛ حيث لم تغلَق بعد قضية الحارس بلعربي، الذي غُرّم ماليا وطعن فيها، حتى طفح إلى السطح مشكل المهاجم زعبية، الذي كان رفض مرافقة فريقه أول أمس بسبب إصابته بإسهال، وهي حجة لم يقتنع بها رئيسه "بابا"، وقد يجنح إلى معاقبته هو أيضا كما فعل من قبل مع الحارس بلعربي. زعبية على خطى زميله بلعربي وكانت معاقل "الحمراوة" قد تساءلت عن قدرة الرئيس "بابا" وإلى أي حد يمكنه الوصول في التصدي للمتقاعسين من لاعبيه. كما تساءلت أيضا إن كان تصالح مستشار "بابا" وذراعه اليمنى عبد الحفيظ بلعباس مع رئيس فرع كرة اليد نصر الدين بسجراري، بعد صراع مصلحي "وسخ" أخذ حيّزا على صفحات الجرائد، تساءلت إن كان هذا التصالح سيعيد السكينة لفريقهم، الذي هو في غنى عن مثل هذه الخرجات الهزلية، وكان حوالي 200 مناصر حمراوي سجلوا حضورهم بملعب 1 نوفمبر بالحراش، لكنهم عادوا إلى الديار الوهرانية خائبين، كلاعبيهم الذين ضيّعوا على أنفسهم منحة مغرية، وقبل ذلك فرصة تدعيم رصيد فريقهم بنقاط أو نقطة في أحسن الأحوال. ولم يجد المدرب شريف الوزاني ما يعلّق به على هذه الهزيمة سوى قوله إن فريقه تجدد بنسبة كبيرة، ولاعبوه يفتقرون إلى الخبرة اللازمة، ويلزمه وقت حتى يجدد العهد في الانتصارات والإنجازات.