اتخذت مديرية الأشغال العمومية والمديرية الولائية للري ومحافظة الغابات وديوان التطهير بولاية النعامة، إجراءات صارمة لحماية مدن الولاية من خطر الفيضانات خلال فصل الشتاء، وأخطرها الفيضانات الاستثنائية نادرة الحدوث. تُعتبر ولاية النعامة من بين الولايات المهددة بخطر الفيضانات، لاسيما خلال فصل الشتاء، وأخطرها الفيضانات الاستثنائية نادرة الحدوث، وكلاهما يسببهما ما يُعرف تقنيا بالشدة أو شدة الأمطار. وتعود أسباب مثل هذه الكوارث الطبيعية إلى التغيرات التي تعرفها المعطيات المناخية، والاحتباس الحراري، وهو ما يؤثر سلبا على كل دول العالم حاليا. مديرية الموارد المائية تنجز جدارا واقيا بالعين الصفرا شهدت بلدية العين الصفرا الواقعة جنوب ولاية النعامة سنة 2008، فيضانات استثنائية، مخلّفة وفاة ثمانية أشخاص، ناهيك عن الخسائر المادية. وإثرها تم تسجيل دراسة استعجالية خرجت بمحاور احتوتها بالتدريج البرامج الخماسية؛ إذ تم في السنة ذاتها الشروع في إنجاز جدار واق ببلدية العين الصفرا. وفي إطار البرنامج الاستعجالي سجلت مديرية الموارد المائية منذ ذلك الحين وإلى غاية الآن، ثلاث عمليات؛ فكانت أولى العمليات المسجلة خلال 2009 بغلاف مالي قُدر ب 30 مليار سنتيم، وهي العملية المنتهية. والعملية الثانية والتي هي قيد الإنجاز فقد بلغت تكلفتها أربعين مليار سنتيم، وتم تسجيلها خلال سنة 2012، كما بلغت نسبة إنجازها 80 بالمائة. أما الثالثة فالمتعلقة بواد مويلح 1 ومويلح 2، وتم تسجيلها السنة الفارطة، وقُدّر غلافها المالي ب 30 مليارا، وهي العملية التي لاتزال قيد التقييم، وسيُشرع في إنجازها قريبا، وهذا مباشرة بعد اكتمال الشروط والإجراءات الإدارية. إجراءات وقائية لحماية بلدية المشرية من الفيضان ... كما عرفت بلدية المشرية شمال الولاية والواقعة تحت منطقة جبلية بدورها وتحديدا جزءها السفلي؛ حيث يوجد حي السلام، فيضانات استثنائية سنة 2010؛ ما جعلها تستفيد من عملية تهدف إلى حمايتها، حيث اكتملت عملية الدراسة. وتم سنة 2012 الشروع في عملية الإنجاز التي احتوت على ثلاثة محاور، منها ما تعلق بتوجيه مياه الجبل الذي كانت تتدفق منه كميات هائلة من المياه أوقات التساقط إلى الشمال ونحو الجنوب. كما تم تسجيل برنامج إضافي تحت اسم تحقيق الحماية لمدينة المشرية، بغلاف مالي قُدر ب 20 مليار سنتيم. ولم تسلم عاصمة الولاية من الفيضانات الاستثنائية التي ضربت بلدية النعامة وبلدية البيوض في 2012، وعلى أثرها أعطى والي الولاية السيد محمد حميدو تعليمات لإنجاز دراستين، إحداهما بالبيوض، والثانية بالنعامة في إطار برامج البلدية للتنمية، وتم إنهاء الدراسات المتعلقة بهما، والتي تبنتها مديرية الموارد المائية. برنامج استعجالي ضد الفيضان ومن جهتها ونظرا للفيضانات التي عرفتها الولاية سنة 2008، ارتأت مصالح مديرية الأشغال العمومية بولاية النعامة وبالتنسيق مع السلطات الولائية وعلى رأسها والي الولاية، إعداد برنامج ضخم تحت مسمى البرنامج الاستعجالي للفيضانات، وجاء ذلك سنة 2009، وعليه تم تصنيف الأولوية، والتي أعطيت حينها للجهة الجنوبية من ولاية النعامة، بحيث تمت معالجة عدة نقاط صُنفت بالسوداء، والتي عرفت تذبذبات في حركة المرور، أو حوادث خلّفت خسائر بشرية أو خسائر مادية. ومن بين البلديات التي استفادت من هذا البرنامج بلدية جنين بورزق، بلدية مغرار، بلدية تيوت، بلديات عسلة، صفيصيفة وعين الصفرا؛ حيث قام القطاع بإنجاز ومعالجة ما يقارب 79 نقطة سوداء على مستوى شبكة الطرق، بما فيها 29 منشأة فنية، و50 منشأة لتصريف المياه بين الفترة الممتدة من 2009 وبداية 2012، بغلاف مالي قُدّر ب 2.5 مليار دينار. وقد استفادت الولاية خلال العام الجاري، من برنامج خاص بالفيضانات مقسم إلى ثلاث حصص؛ حصة خاصة بالطرقات تتعلق بإنجاز منشآت لتصريف المياه على مستوى محور الطريق الوطني رقم 06 وعلى مستوى محور الطريق الوطني رقم 59، في شطره الرابط بين ولايتي النعامة وسيدي بلعباس، وعلى محور الطريق الوطني رقم 47 في جزئه الرابط بين ولايتي النعامة والبيّض، وأخرى خاصة بالمنشآت الفنية على مستوى الطرق الوطنية، من بينها طريق خبازة، والمحور الثالث يتعلق بالمنشآت الفنية على مستوى الطرق الولائية، منها الطريق الولائي رقم ثلاثة عند مدخل عين ورقة. ديوان التطهير يدعّم إجراءات الحماية وتفاديا لنتائج قد تكون وخيمة والتي قد تُحدثها الفيضانات وفي إطار البرنامج الاستعجالي للفيضانات، فقد سجلت محافظة الغابات خلال سنة 2008، عملية تسريح المجاري المائية على مستوى الجبال والشعاب بحجم قُدّر ب 143000 متر مكعب، وبمبلغ مالي قُدّر ب 44 مليار سنتيم. ومست العملية خمس بلديات معرضة لخطر الفيضانات، وهي عين الصفرا ومغرار والصفيصيفة ومشرية وعسلة، حيث تم إنجاز ما نسبته 99 بالمائة من هذه العملية إلى غاية الساعة؛ إذ أنجزت 34 حصة من بين 35 حصة، أما الحصة الأخيرة فهي في طور الإنجاز. كما قامت مصالح الغابات وفي الإطار ذاته، بإنجاز المتاريس والعتبات على مستوى الجبال. وتعمل هذه المتاريس والعتبات على الحد من قوة تدفّق المياه العالية من الجبال. وزياده على هذا فإنها توجد بعض البرامج الموسمية، والتي تتكفل بها مديرية النشاط الاجتماعي، وتتم متابعتها من قبل أعوان محافظة الغابات، وتمس مثل هذه العمليات ضفاف الأودية. وفي سياق ذي صلة، فإن ديوان التطهير بولاية النعامة الذي من مهامه حماية المواطن والطبيعة والذي يتكفل بتسيير شبكة التطهير وتصفية المياه المستعملة شرط تأمين سيلان المياه؛ سواء أكانت مياه الأمطار أو مياه الصرف الصحي حتى تصل إلى المحطات، يلعب دورا كبيرا في مواجهة خطر الفيضانات، وهذا من خلال التحضير للموسم الشتوي في إطار برنامج وقائي يتم كل صائفة على مستواه. ويشمل البرنامج عمليات تنظيف شبكات التطهير داخل المدن؛ حيث تم خلال شهر أوت المنصرم لوحده، تنظيف 979 بالوعة. كما يخصّص الديوان فرق مداومة أيام العطل وخارج أوقات العمل.