يعد حسن علي عريبي من كبار المطربين والفنانين والباحثين اللليبيين ويكفيه فخرا أنه أسس في سنة 1964 الجوق القومي للمالوف والطرب الأندلسي في ليبيا... "المساء" التقته بسكيكدة حيث شارك بمعية فرقته في سهرات المهرجان الدولي الثقافي للمالوف في طبعته الثانية فكان هذا الحوار. - ما الموقع الذي يحتله فن المالوف بالجماهيرية الليبية؟ * أعتقد وهذا حسب الدراسات فإن فن المالوف في ليبيا لم يكن له أي موقع في الماضي ما عدا في أماكن جد محدود كالزوايا الصوفية العيساوية لكن بعد قيام الثورة في ليبيا ضد المحتل الايطالي أضحى لهذا الفن موقعا جد متميزا في أوساط الأسرة الليبية التي حتضنته واحتضنه الشباب الى أن أصبح يشكل واجهة من الواجهات الثقافية والفنية في كامل الجماهيرية العظمى.. - فيما تتمثل خاصية المالوف الليبي؟ * أهم ما يتميز به المالوف الليبي هو أنه قد اصطبغ بالصبغة المشرقية والمغاربية في آن واحد لأنه كان يشكل حلقة ربط بين المشرق والمغرب العربيين ويكفي أنها كانت بمثابة الجسر الذي مرت من خلاله الثقافة المغاربية الى المشرق والمشرقية الى المغرب ومن هنا تميز الليبيون ببراعتهم في أداء الفنون الموسيقية الغنائية سواء تلك التي تحمل المسحة المشرقية أو المغاربية. - في رأيكم هل فعلا نجحت الفرق الليبية في أداء فن المالوف؟ * أعتقد جازما بأن كل الفرق الليبية المتخصصة لحد الآن قد نجحت فعلا في عروضها المتميزة سواء بكل من تونس أو الجزائر أو المغرب أو بمصر والكويت وقطر على أساس أن المالوف الليبي يتضمن مسحة شرقية وتضم كل الطبوع الموجودة كما أن طبوع المالوف الموجودة في المغرب موجودة بليبيا. - ما رأيكم في الأغنية الشبابية اليوم؟ * أرى أن الأغنية الشبابية التي اكتست الساحة الفنية في العالم العربي أنها أغنية هابطة وتافهة مرفوضة لأن لا مصدر لها، لاسيما تلك التي تتضمن أغاني ماجنة فاجرة وتقوم بالترويج لها قنوات تلفزيونية مسيرة من قبل نفعيين من أصحاب المليارات، بل والأكثر من ذلك فهي مرفوضة حتى في المجتمعات الغربية التي أصبحت تميل الى الغناء الهادف والدافئ. - ما رأيكم في إشكالية نقل الموسيقى من مصادر متنوعة؟ * فيما يتعلق بإشكالية نقل الموسيقى من مصادر متنوعة أعتقد جازما بأن عملية النقل إن كانت من مصادر سليمة فإن ذلك سيؤثر ايجابا، أما إن كانت من مصادر هشة فمن تحصيل الحاصل أنه ستؤثر سلبا على الموسيقى كلمة وأداء. - كيف تقيمون فن المالوف في الجزائر؟ * في البداية أحيي كل الجهود المبذولة في الجزائر والتي تسعى من خلال مثل هذه المهرجانات العمل من أجل المحافظة على المروث الفني الأصيل المتمثل في المالوف بالخصوص على المستوى الأدبي حيث يسعى الباحثون الى تدوينه قصد المحافظة عليه في المكتبات ليكون مرجعا حقيقيا يستفاد منه.. والمالوف في الجزائر يعد مدرسة حقيقية وموروثا متميزا يعكس مدى ولع الجزائريين بكل ماهو أصيل. - وماذ تقول لقراء "المساء"؟ * أقدم تحياتي القلبية العميقة للشعب الجزائري المضياف المتعطش للفن الأصيل ولقراء يومية المساء.. مع تمنياتنا له بدوام التقدم والخير....