أكد مصدر موثوق ل"المساء" أن الطبعة الثالثة من المهرجان الدولي للمالوف قد تقرر هذه السنة وبصفة رسمية تنظيمه بولاية قسنطينة بداية من شهر أكتوبر المقبل، بعد أن احتضنته عاصمة روسيكادا لسنتين كاملتين، ليتفاجأ السكيكديون بقرار تحويله إلى قسنطينة بصفة نهائية لكونها تمثل مدرسة المالوف دون منازع. وبهذا القرار تخسر سكيكدة مهرجانا دوليا بهذا الحجم، صنع على مدار السنتين الأخيرتين ليالي صيف سكيكدة، فكانت ليال ناجحة بكل المقاييس وعلى جميع الأصعدة، من خلالها تعرفت المدينة على الفرق الأجنبية المتخصص في هذا النوع من المالوف، فكان التواصل الذي جعل سكيكدة تعيش أيام الأنس في الأندلس.. ويرى بعض الفنانين ممن تحدثنا معهم من العارفين بتاريخ فن المالوف الدور الكبير الذي لعبته سكيكدة في وصول هذا الفن إلى الجزائر ومنه إلى قسنطينة، وحسب الروايات التاريخية فإن عرب الأندلس ومباشرة بعد سقوط غرناطة وطردهم منها حوالي سنة 1492 رست سفنهم بسواحل القل وقد كان معهم فنانون وعلماء وغيرهم، وبعد مكوثهم بالمنطقة انتقلوا إلى قسنطينة، وهناك لعبت الجالية اليهودية دورا في ترقية وتطوير هذا الفن، أما الشخصية التي أسست للمدرسة المالوفية بسكيكدة خلال الحقبة الاستعمارية فهو الشيخ بوعزيز المدعو "تينور" ومن غرائب الصدف أن هذا الاخير من مواليد القل... وبعده جاءت عائلات أخرى ساهمت في تطوير فن المالوف الذي ظهر لأول مرة بسكيكدة ويتعلق الأمر بعائلة بولبراشن وعائلة عزوز بمن فيهم الفنان المرحوم حجيريو علاوة الذين وضعوا الأسس الأولى للمالوف قبل أن يستقر بقسنطينة.