عاد عملاقا الطرب الأندلسي والمالوف بعنابة الراحلان الشيخ محمد ولد الكرد وحسان العنابي في احتفالية خاصة احتضنها بهو بلدية عنابة، إلى الذاكرة الشعبية، حيث نظّمت جمعية "أحباب حسان العنابي" وجمعية "العناب للسياحة والترفيه" إلى جانب الديوان البلدي للثقافة والسياحة، جلسة فنية تحت شعار "أكاليل الورد" في التعريف بمشايخ بونة العريقة، خاصة محمد ولد الكرد في ذكرى وفاته. وحسب رئيس جمعية "أحباب وتلاميذ حسان العنابي" لخضر بوبكر، فإنّ هذه التظاهرة الثقافية كانت فرصة للشباب وعشّاق أغنية المالوف والشعبي القديم، الذين عادت بهم الذاكرة من خلال عرض أسطوانات عملاق الطرب الأندلسي الشيخ محمد ولد الكرد، إلى حقبة تاريخية مهمة في الموسيقى المحلية، خاصة أنّه من أبرز الأسماء الفنية التي صنعت ملحمة الجزائر في طابع المالوف في الخارج. وفي سياق متصل، عُرضت على هامش هذا الاحتفال، صور للمرحوم ولد الكرد والراحل حسان العنابي، مع تنظيم معرض خاص مصحوب بتوزيع أقراص مضغوطة للشيخين، وعرض شريط وثائقي للمخرج سعاد بوقرن حول حياة الفنان محمد ولد الكرد. ولتعزيز الأغنية الأندلسية والتعريف بها لتلاميذ المدارس وطلبة الجامعة، قدّمت منوعات في طابع المالوف مع عبد الحميد خمار رفقة الحاج علاوة بوغمزة. وأعطى هذا الحفل إضافة للأغنية الأندلسية بعنابة. كما تمّ تكريم بعض الوجوه الفنية القديمة، منها الحاج علاوة بوغمزة وآخرون. وسُلّمت جائزة المرحوم حسان العنابي السنوية الكبرى لتلاميذ ورشة رسم مع الأطفال الصغار، التابعين لروضة الحرية مع تقديم هدايا أخرى. تجدر الإشارة إلى أنّ الشيخ محمد ولد الكرد وُلد سنة 1895 بالمدينة العتيقة "بلاص دارم"، وكانت انطلاقته الأولى في حفل أحيته فرقتا "القادرية" و"العيساوية"؛ حيث كان نقارا معهم على آلة الدف، ثم سافر الشيخ إلى بلاد الشام، وهناك تعلّم الموشّحات الأندلسية والمعزوفات والمقامات العربية والتمرّن على العود والكمان. وعاد سنة 1925 إلى عنابة وأسّس جوقا مع بعض الفنانين. وسجّل المرحوم نحو 75 أسطوانة، وعُرف باتّزانه في أداء الغناء الأندلسي والمالوف. وفي 19 أكتوبر 1951 انطفأت شمعة ولد الكرد، تاركا الرسالة لرفيق دربه حسان العنابي، الذي أحبّ الفن الذي كان يقدّمه ولد الكرد.