تكشف إحصائيات مصلحة الاستعجالات العصبية لمستشفى البليدة، عن تسجيل ما بين 1200 إلى 1300 استشارة متخصصة في الجلطات الدماغية العصبية؛ بمعدل سنوي يصل إلى 120 جلطة لكل 100 ألف ساكن بمدينة البليدة فقط؛ مما يعني أن معدل الإصابة بهذه الجلطات في تزايد بالوطن، 10 % منها تحدث لدى الفئة العمرية 15 - 45 سنة، حسبما أشارت إليه الدكتورة سلمى قصراوي أمس خلال منتدى "ديكا نيوز". وترجع أسباب الإصابة بالسكتة الدماغية العصبية عموما، إلى عوامل كثيرة ومتداخلة، منها ارتفاع معدل الحياة لدى الفرد الجزائري، والارتباط بأمراض أخرى، على غرار السكري وارتفاع الضغط والبدانة وقلة الحركة، وكذلك عامل الوراثة. وذكرت الدكتورة قصراوي المتخصصة في طب الأعصاب بمستشفى البليدة خلال المنتدى، أن عامل الوقت يُعتبر محوريا وأساسيا في إنقاذ المرضى الذين يتعرضون لجلطات دماغية عصبية. ودعت السلطات المعنية إلى التعجيل بوضع شبكة علاج للتدخل العاجل عند تسجيل حالات سكتات دماغية عصبية؛ "لأن خسارة دقيقة واحدة تعني موت مليارات الخلايا العصبية"، تقول الأخصائية. من جهته، دعا البروفيسور جمال الدين نيبوش رئيس مصلحة أمراض القلب بمستشفى نفيسة حمود، السلطات المعنية إلى وضع استراتيجية وطنية للتكفل بالسكتات الدماغية العصبية، موضحا أن هذه الاستراتيجية لا بد أن تقوم على نقاط أساسية، أهمها تكوين أخصائيي الطب العام للتدخل الصحيح في حالات تسجيل إصابة بالسكتة الدماغية، إلى جانب تسهيل النقل الطبي الاستعجالي نحو مصالح الاستعجالات العصبية بالمستشفيات. كما تحدّث الأخصائي عن غياب التمريض بالمنازل، والخاص بالمصابين بالجلطات الدماغية، وهو التخصص الذي اعتبره مهمّا والأحسن بالنسبة للمريض. وحسب دراسات متخصصة، فإن الجلطات الدماغية تتسبب في تسجيل 26 % من الوفيات بالجزائر. وبإضافتها إلى الجلطات القلبية، فإنها تشكل السبب الأول للوفيات بالوطن، متقدمة بفارق كبير، على السرطان وحوادث الطرقات.